من المتوقَّع أن يُواجه الرئيس محمود عبّاس ضغوطًا وحروبًا تتَّخذ أشكالاً متنوّعة ومتعدّدة بعد نجاحه في تبديد أوهام ترامب ومستشاريه في تمرير الصفقة الأخطر على القضية الفلسطينية طوال تاريخها، ومن البديهي أن تتّخذ ردّات الفعل الأميركية أشكالاً مختلفة، بعد الخيبات التي مُنِيَت بها بفضل صمود الرئيس وثباته وصلابته في الدفاع عن الحقوق الوطنية، وتعرية إدارة ترامب أمام العالم.
وأعتقد أنَّ التحرّكات التي بدأت تظهر هنا وهناك في محاولات لاستغلال الأوضاع المالية الصعبة، خاصّةً لشريحة الموظّفين العموميين الذين يتقاضون نصف رواتبهم، بسبب قرصنة الاحتلال لأموال الضريبة الفلسطينية، وظهور بعض المحرّضين الذين يسيرون وفق أجندات غير وطنية ولا تتّفق والروح المتنامية لدى معظم أبناء شعبنا العظيم في قبول التحدي، وعدم الرضوخ، والتمسُّك بقيم أخلاقية ولغة لا يفهمها إّلا أبناء شعبنا كــ"فلسطين مش للبيع"، وأنَّ الحقوق الوطنية غير قابلة للمساومة.
ما أظهره ويظهره الرئيس محمود عبّاس من مواقف بطولية يعجز عنها رؤساء دول كبرى، هو ما يكرِّس التفاف شعبنا من حوله بكل قوة، لمواجهة ارتدادات فشل إدارة ترامب في ورشة البحرين وما تُسمَّى بـ(صفقة القرن).
والمنطق يُحتِّم على كلِّ صاحب تفكير سوي أن لا يقف حجر عثرة أو أن يسمح باستغلاله من قِبَل أصحاب الأجندات الخاصة واستخدامه لأغراض غير وطنية، تكون سببًا في إضعاف الموقف البطولي للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وجرائمه والإدارة الأميركية ومحاولاتها تغيير التاريخ والقانون والواقع!