ثمَّة جاهل اسمه "فهيد الشمري" يقول إنّه سعودي، لكنّه وبما تفوَّه من سقط الكلام وقبحه، ليس سعوديًّا ولا هو شمري، ذلك لأنَّ السعودي يظل هو ابن البلاد التي تطهّرت برسالة الإسلام السماوية، وتكرَّمت برسول الخير والمحبّة والتقوى، محمد صلى الله عليه وسلم، والذي جاء ليتمِّم مكارم الأخلاق، هذه التي لا يعرف منها شيئًا هذا الجاهل، والسعودي هو ابن المملكة التي وقفت ولا تزال تقف إلى جانب فلسطين وقضيتها، ودعمت ولا تزال تدعمها بالمال والموقف السياسي، ولن ينسى الفلسطينيون هذا الدعم أبدًا، وهم الذين كانوا في مطالع القرن الماضي من الداعمين لإخوانهم في العربية السعودية الشقيقة، وعلى فهيد أن يسأل أحفاد السيدة مكرم أبو خضرة وأهل الخليل عن ذلك.
كما أنَّ هذا الجاهل، ليس شمريًا، لأنَّ هذه القبيلة المترامية الأطراف، من حائل في نجد، إلى الكويت والعراق وسوريا والأردن، هي قبيلة عربية أصيلة عُرِفَت عنها مكارم الأخلاق في النخوة والكرم والفروسية، وهذا ما لا يمكن رؤيته في هذا الذي هو اسم على مسمّى، لأنَّ فهيد وهذا تصغير لاسم فهد، والذي يعني باللغة العربية "الثقيل النوم، المتغافل عن واجباته"، وقالت العرب عن كثير النوم "أنوم من فهد"، والحق أنَّ ما تفَّوه به هذا الجاهل كان باديًا أنّه كلام يغط في نوم مريض، والأحلام الفاسدة، غيّبت وعي قائله بل وأسقطته في جائحة الحمق، وقلة الأدب، وانعدام التقوى!!
ولأنَّ الجاهل لا يعرف التاريخ، لا يستطيع الرؤية الصائبة ولا يدرك المعرفة السليمة، لم يرَ هذا "الفهيد" أنَّ الفلسطينيين اليوم رأسهم برأس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحديًّا وتصديًّا لمشروعه التصفوي، وقد أسقطوا قبل قليل ورشته الاقتصادية في "المنامة" وأحالوا أصحابها إلى نواح المرثيات الكسيرة.
لم يرَ فهيد اللاسعودي واللاشمري هذه الحقيقة لعمالقة هذا العصر، الذين بصمودهم وإرادتهم الحرة، وبموقف قائدهم الرئيس أبو مازن المعبّر عن هذه الإرادة الحرة، والحامل لقلم القرار الوطني المستقل والحامي له، يتصدون اليوم لأعتى قوة دولية، وهم يردّدون فلسطين ليست للبيع، وصفقة ترامب لن تمر.
لو يرى هذا الجاهل هذه الحقيقة، لعرف أنّه كذاك الذي قال عنه الأعشى قيس "كناطح صخرة يومًا ليوهنها / فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل"، والمأساة أنَّ فهيد هذا لا قرون له بل رأس خرب مليء بالبذاءة، نرى هلوساته تحت أقدامنا وقد مزَّقتها صخرة ثباتنا في ساحة النزال والمواجهة التي لا نُصرُّ فيها لسوانا نحن الفلسطينيين أهل الفروسية والكرم والمحبّة، ونحن نسخى بدمائنا لأجل خير الأمة جميعها، لا خير فلسطين الحرية والاستقلال فحسب، ونعرف ونؤمن أنَّ الجود بالنفس أقصى غاية الجود.