كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً في افتتاحيتها، يوم الأربعاء، بعنوان "أميركا تروِّج للوهم في الشرق وليس لصفقة"، اعتبرت خلالها أنَّ بعض السياسيين يسعون لتسليط الضوء على بعض المواضيع بينما يقوم البعض الآخر كما حدث في التمثيلية التي جرت هذا الأسبوع في العاصمة البحرينية المنامة بمحاولة إخفاء الموضوع الرئيسي تمامًا".
بعد انطلاق ورشة البحرين الاقتصادية للاستثمار في فلسطين، يوم أمس الثلاثاء، برعاية الولايات المتحدة الأميركية ومشاركة العديد من الدول الغربية والعربية فيها، أشارت الصحيفة: "بعد كل هذه الدعاية التي تلقتها الخطة التي سموها (صفقة القرن) جاء الإعلان عن المرحلة الأولى لها والتي تضم الجانب الاقتصادي "هزيلا وبائسا وغريبا في نفس الوقت".
وأضافت: "رفض الجانب الفلسطيني الحضور عند إعلان تفاصيل الصفقة في المنامة كان يعني بطبيعة الحال الغياب الإسرائيلي، وبذلك أصبحنا أمام مسرحية غاب أبطالها، ولم يحضر نصف فريق العمل أيضًا. فالدول العربية المنضوية في الاتفاق أرسلت ممثلين منخفضي المستوى. وحتى مهندس الصفقة دونالد ترمب أرسل زوج ابنته جاريد كوشنر الذي تحدث كما لو كان في ورشة عمل لا في مؤتمر دولي، عارضا ما يبدو أنه خطة عمل لا اتفاق واضح المعالم".
ورأت الصحيفة أنه "من الواضح أن إدارة ترمب تطمح إلى منح الفلسطينيين مميّزات اقتصادية بدلاً عن حقوقهم الأساسية، لكن حتى لو قبل الفلسطينيون ذلك، ومن الواضح بعد رفضهم الحضور أنهم لن يقبلوا، فإن أغلب المحفزات الاقتصادية التي قدمت لهم هي محفزات غير واقعية".
وتابعت: "هذه صفقة من الأوهام بتكلفة 50 مليار دولار وميزانيتها غير موجودة بعد، ويبدو أن واشنطن انخدعت برغبة دول الخليج وحماسها لتوطيد العلاقات مع إسرائيل وخلطت بين ذلك ورغبة هذه الدول في الانحياز إلى جانب إسرائيل بشكل علني ودفع فاتورة ذلك".
وختمت الصحيفة: "أغلب هذه المقترحات تم تقديمها من قبل وبعضها قبل عشر سنوات، واتضح أنها غير قابلة للتنفيذ تحت الظروف الحالية، لكن المستشارين يصرون على طرحها على الساسة لأنهم يرفضون ببساطة الاعتراف بأن العقبة الأساسية أمام التنمية الاقتصادية في المنطقة هي احتلال الضفة الغربية وحصار قطاع غزة".
في هذا الشهر وحده، شكك كوشنير في قدرة الفلسطينيين على الحكم الذاتي، بينما قال السفير الأميركي لدى تل أبيب ديفيد فريدمان، إن إسرائيل لها الحق في الاحتفاظ ببعض الضفة الغربية.
لقد رفضت الإدارة مرارًا الالتزام بحل الدولتين، ويقول المبعوث الأميركي الخاص جيسون غرينبلات، إنه لا يوجد سبب لاستخدام المصطلح، لأن "كل طرف يرى ذلك بطريقة مختلفة". هناك طريقة واحدة فقط لرؤية البديل: دولة واحدة لا يمكن أن تكون يهودية وديمقراطية. الخيال الذي تم عرضه في المنامة لا يفعل شيئا لإخفاء تلك الحقيقة.