نظمت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة الشمال، وقفةً تضامنيةً إحياءً للذكرى الـ "71" للنكبة وذلك أمام محطة سرحان في مخيم البداوي اليوم الأربعاء 15/5/2019.

شارك فيها ممثلي قوى وأحزاب اللبنانية والفلسطينية، ولجان شعبية، ورجال دين، وفعاليات من مخيمات الشمال ومخيمات سوريا.

ورفعت خلاله لافتات تؤكد على التمسك بحق العودة، كذلك رفعت الرايات والأعلام الفلسطينية وأسماء القرى والبلدات الفلسطينية.

بدايةً كانت كلمة اللِّجان الشعبية في الشمال ألقاها أمين سر لجنة المتابعة أبو ماهر غنومي جاء فيها: "ندعو قوى شعبنا السياسية والمجتمعية إلى العمل معًا من أجل إقامة فاعليات وطنية شعبية في الوطن، ومواقع اللجوء تعلن من خلالها عن وحدة شعبنا الفلسطيني ورفضه القاطع لصفقة القرن والتوحد خلف ذلك".

كما أكَّد غنومي على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني والعمل على إصلاحها وإعادة هيكلة مؤسساتها ودوائرها.

أمَّا كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني فالقاها مسؤوله في طرابلس المحامي عبد الناصر المصري قال فيها: "ما يؤرق العدو اليوم أمران أساسين" :

أولاً: انخراط الأطفال والشباب في عمليات المقاومة بدء من الانتفاضة الأولى وصولاً إلى العمليات الفدائية إلى مسيرات العودة.

ثانيًا: امتلاك المقاومة في غزة صواريخ تهز الأمن الداخلي لدولة الكيان الصهيوني.

وأضاف: "إن الحلف الصهيوامريكي يدرك بأن روح الثورة والمقاومة ما زالت تلهب الجماهير العربية لذلك فإن كل مشاريعهم إلى فشل ".

ثمَّ كانت كلمة لأمين سر حركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال شعبان اعتبر فيها أن النكبة هي تخاذل الشعوب والأنظمة العربية التي تلهت في أزقة وصراعات مذهبية ودينة، تاركين شعب فلسطين لوحده يعيش التهجير والمواجهة منذ ٧١ عامًا مع قتلة الأنبياء، ولكننا اليوم بتنا نعيش في صحوة إسلامية عالمية تعتمد على سواعد المقاتلين أمثال عمر أبو ليلى والكثيرين من أبناء فلسطين والأمين العربية والإسلامية.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة الشّمال ألقاها أمين سرها وأمين سر حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "نلتقي في مخيمات الشتات من شمال لبنان لنحيي ذكرى نكبة فلسطين التي تصادف هذا اليوم 15 أيار، هذه الوقفة متزامنة مع فعاليات يحييها أبناء شعبنا في الوطن والشتات لنقول للعالم أجمع بأننا متمسكون بحقنا المقدس بالعودة إلى المدن والقرى التي أخرجنا منها قسرًا، إنه تاريخ أليم لشعبنا الذي طرد من أرض الآباء والآجداد قسرًا منذ 71 عامًا، إنها ذكرى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه أمام انظار العالم بتآمر من دولة الانتداب بريطانيا وصمت العالم العربي وغدر جيش الانقاذ العربي لثوار فلسطين عام 1948 ".

وتابع: "إننا نحيي هذه الذكرى ونحن أكثر إصرارًا على عودتنا إلى قرانا ومدننا التي هجرنا منها متمسكين بحقنا بأرضنا السليبة وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس عاصمة الأرض وبوابة السماء".

وقال: "في ظل استمرار الاستيطان بالضفة الغربية والقدس رغم صدور قرار من مجلس الأمن منذ أيام يعتبر الاستيطان غير شرعي، فان هذه الأعمال تعتبر إرهاب دولة منظم ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، كما إن إرهاب عصابات جيش الاحتلال ومستوطنيه مستمر بقتل أبناء شعبنا بدم بارد وتدمير المنازل لأهالي الشهداء وآخرهم كان منزل أهل الفدائي الشهيد عمر أبو ليلى".

إن شعبنا الفلسطيني مستمر بالمقاومة بجميع أشكالها المسلحة والطعن والدهس وبالمسيرات الشعبية حتى إزالة الاحتلال البغيض عن كل الأرض الفلسطينية لمواجهة الحرب الديمغرافية والجغرافية والحصار المالي المفروض علينا من قبل الصهاينة والأمريكان لتمرير صفقة القرن التي لن تمر لأننا أصحاب الحق في هذه الأرض المقدسة .

وستبقى حركة "فتح" التي أطلقت الرصاصات الأولى عام 1965 متمسكة بالمشروع الوطني الفلسطيني، بالاستقلال وإقامة الدولة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وسنقاوم كافة المؤامرات التي تستهدف قضيتنا .

نقول لترامب المتصهين لن نقبل بصفقة القرن وسنفشل كل محاولاتكم بإيماننا بالله وبإرادة شعبنا وصموده وتمسكه بالثوابت الوطنية وهي حق العودة المقدس للاجئين والحدود والقدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية وأهلها متشبثين بأرضهم ويقولون نحن إلى جانب القيادة الفلسطينية ولا لصفقة العار الأميركية ولا لقرارات ترامب التي تخدم نتنياهو المتطرف ومشروعه بإقامة دولة قومية صهيونية على أرض الشعب الفلسطيني .

إن صفقة القرن ألغت كل قرارات الشرعية الدولية لأن ما يطرحه ترامب أصبح واضحًا للعلن بإعطائه القدس عاصمة للكيان الصهيوني وما زال يسعى لإلغاء مؤسسة الأونروا ويطالب الدول العربية بتوطين الفلسطينيين في البلدان التي يتواجدون فيها، وهذا يعتبر الغاء لحق عودتنا إلى ديارنا، كما أهدى ترامب الجولان السورية لنتنياهو وكأن أرض العرب ملك له يوزعها كما يشاء، والأنظمة العربية لا تحرك ساكنًا واليوم يهدد بضم الضفة الغربية إلى الدولة الصهيونية .

واليوم بات أملنا بشعوب الأمة العربية والإسلامية التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني بمواجهة الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه .

وكان رد الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية رفض صفقة القرن بكل تفاصيلها ومقاطعة الإدارة الأميركية ورئيسها ترامب حتى يتراجع عن قراراته الجائرة بحق شعبنا وقيادتنا الشرعية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية.

من هنا نؤكد على ضرورة تمتين الساحة الفلسطينية بانجاز المصالحة لأنها السلاح الأقوى في مواجه ترامب ونتنياهو وإنهاء الاحتلال عن أرضنا .

في هذه الذكرى الأليمة من تاريخ شعبنا الفلسطيني لا بد من توجيه التحية لأسرانا الأبطال الذين يصنعون غدنا من خلال تحمل قسوة السجانين الصهاينة وإرهابهم من أجل استقلالنا الوطني. والتحية لكل أبناء شعبنا الفلسطيني على امتداد الأرض الفلسطينية من رأس الناقورة حتى صحراء النقب وفي كل أرجاء العالم على أمل تحقيق حلم العودة إلى الديار باذن الله.

التحية لجرحانا البواسل والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.