قال ئيس الوزراء محمد اشتية: "أدعو إلى تشكيل ائتلاف وطني دولي من أجل الحفاظ على حل الدولتين، في الوقت الذي تريد فيه المبادرة الأميركية أن تطيح بإمكانية إقامة دولة فلسطينية، جنوب إفريقيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، فأدعو الدول التي لم تعترف بدولتنا أن تقوم بذلك، لكي نقوم بإجراء احترازي ضد الإجراءات التي يمكن أن يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي من خلال تهديده بضم بعض المناطق في الضفة الغربية".
جاء ذلك خلال كلمته في حفل إحياء الذكرى الخامسة والعشرين ليوم الحرية لجنوب إفريقيا، الذي أقامته سفارة جنوب إفريقيا، اليوم الأربعاء، في مدينة رام الله، بحضور سفير جنوب إفريقيا لدى فلسطين أشرف سليمان، وعدد من الشخصيات الرسمية، وممثلي الدول.
وأضاف اشتية: "ليس صدفة أن تتطابق ألوان العلمين الجنوب إفريقي والفلسطيني، لأننا ذقنا ثمن الدم، لتصبح أراضينا خضراء، وعام 1994 هو العام الذي هدمت فيه دولة النظام العنصري في جنوب إفريقيا، كما هو العام الذي دخل فيه الشهيد القائد ياسر عرفات إلى قطاع غزة ليعلن بدء عمل السلطة الوطنية بعد اتفاق أوسلو، لنواصل طريقنا نحو الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال".
وتابع رئيس الوزراء: "نشكر جنوب إفريقيا على دعمها السياسي، فقد كانت من أوائل الدول التي وقفت معنا وساندتنا، فهي التي تبنت معنا قضية جدار الفصل العنصري في محكمة الجنايات الدولية".
كما شكر اشتية جنوب إفريقيا على خفض تمثيلها الدبلوماسي في إسرائيل لإدانة الاحتلال، داعيا دول العالم لاتخاذ إجراءات مماثلة لترجمة مواقفها الداعمة لحل الدولتين.
وأردف: "إخواني في سجون الاحتلال يهنئون جنوب إفريقيا بهذه المناسبة، وحتما سيرون الحرية كما من قبلهم رأى نيلسون مانديلا ورفاقه الحرية من سجون النظام العنصري بعد أكثر من 27 عاما في الأسر".
واستطرد رئيس الوزراء: "إننا في أشد الحاجة إلى موقف جنوب إفريقيا تجاه قضيتنا في هذا الظرف السياسي الصعب، نحن قلنا لا لصفقة القرن ليس اعتباطا، لم نرَ هذه الصفقة ولم نقرأ نصوصها، لكن رأينا أسوأ من النصوص في أفعال الإدارة الأميركية، من خلال تجفيف المصادر المالية للأونروا، والسلطة، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة، ونقل السفارة إلى القدس. هذه الأفعال هي نصف تنفيذ صفقة القرن التي نقف ضدها بكل قوة، ونحن في هذا موحدون لمواجهة هذه الصفقة. لن نخضع للابتزاز المالي والسياسي ولا نبحث عن سلام اقتصادي، هذه الأرض التي ولد فيها المسيح، نبحث عن عزة نفس وكرامة وحرية، وكما نالت جنوب إفريقيا حريتها سننال حريتنا".
واختتم اشتية: "أنقل لكم تحيات وتهاني السيد الرئيس محمود عباس بهذه المناسبة، وأؤكد لكم أن استراتيجيتنا في الحكومة تعزيز صمود المواطنين الذي يعزز المقاومة ضد الاحتلال، لتحقيق حقوقنا المشروعة بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها