تقرير: جويد التميمي
بوحدتي "اليمار، والمتسادا.. وغيرهما" قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي، الاسرى في سجن النقب قبل أيام، بينهم الاسير المحرر محمد زكريا السلايمة (27 عاما)، الذي اطلق سراحه عقب انتهاء محكوميته، امس الجمعة.
حسام شقيق المحرر السلايمة الذي نقل للعلاج في المستشفى الاهلي فور اطلاق سراحه قال: "ما ان وصل شقيقي محمد الى جنوب الخليل، حتى سقط ارضا مغشيا عليه ولم يقو على الحركة جراء ما تعرض له من تعذيب من قبل ادارة السجون كما كافة الاسرى في سجن النقب".
واضاف: "على الفور اتصلنا بالإسعاف لكننا لم نستطع انتظار وصولها بسبب تردي الحالة الصحية لمحمد وما اصابه من جروح ونزيف، حملناه وركبنا مع صديق لنا وتوجهنا به الى المستشفى في مدينة الخليل، الاطباء حاولوا طمأنتنا، رغم ظهور اثار الضرب على وجهه وفي كافة انحاء جسده، فالكدمات والرضوض غيرت ملامح وجهه فبشرته وخاصة اسفل عينيه بدت مزرقة وسوداء كما هي حال معظم انحاء جسده بسبب شدة التعذيب".
اما والدة الاسير حنان محمد التميمي (60 عاما) قالت: "طوال فترة أسره انتظرته، كنت اعد الساعات والايام، زينت البيت فرحا بالإفراج عنه، انتظرت وصوله للبيت لاحتفل به، لكن والده عقب فك قيده وخروجه من السجن هاتفني قائلا "نحن في المستشفى وابنك محمد بين الحياة والموت" صعقت للوهلة الاولى، وعلى الفور توجهت الى المستشفى لكن ولدي محمد لم يكن كما اريد، كان مغمى عليه، انتظرته عدة ساعات حتى بدأ يتعافى، تلمسته ودعوت لأسرانا الذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال بأن يمن الله عليهم بالفرج القريب".
ومن ناحيته، قال الاسير المحرر محمد في منتصف شهر 2/2019 تقريبا شرعت سلطات الاحتلال وإدارة مصلحة السجون الاسرائيلية بزرع أجهزة تشويش قرب اماكن تواجد الاسرى ونومهم، حيث لا تبعد عنهم سوى عدة امتار منها ما هو ظاهر ومنها ما هو مخفي في أقسام سجن النقب، بحجة مواجهة أجهزة الاتصال التابعة للأسرى الى داخل السجن، وهذه الاجهزة شكلت خطرًا على حياة الاسرى، وتساهم في انتشار الأمراض كالصداع وتسارع في ضربات القلب، ومشاكل في السمع، والقلق، وقلة النوم، وغيرها".
وقال المحرر محمد الذي اصيب برصاص الاحتلال قرب الحرم الابراهيمي في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل في بطنه وساقه يوم اعتقاله قبل عامين تقريبا، "مساء 24-3-2019 اقتحمت قوات القمع الخاصة التابعة لمصلحة سجون الاحتلال، عدة أقسام في سجن النقب الصحراوي، واعتدت على الأسرى بالضرب وبالغاز المسيل للدموع، واحيانا كنا نسمع اطلاقا للرصاص الحي والمغلف بالمطاط، وبذلك سادت حالة من التوتر الشديد داخل السجن، وزعم الاحتلال قيام المعتقلين بطعن ضابط وشرطي العدد عقب مشادة بين الاسرى والسجانين الذين حاولوا الاعتداء على الأسرى اثناء نقلنا من قسم الى قسم اخر خالٍ من ابسط متطلبات الحياة كالماء والاغطية والفرشات، قسم لا شيء فيه يذكر، نقلت انا آنذاك مع الاسرى بحجة التفتيش".
وتابع: وهو يحتضن ولديه يزن وميس في المشفى، بصوت خافت وهو يصف ما حدث داخل السجن، "اصيب العشرات من الاسرى جراء قمع وتنكيل سلطات الاحتلال بنا، قيدوا ايدينا وارجلنا لمدة تزيد عن 12 ساعه وبدأوا بضربنا ونحن في الساحات تحت المطر، واطلقوا الكلاب علينا والغاز والرصاص فاختلطت الدماء بماء المطر، كسروا اسنان وعظام وانوف عدد من الاسرى، واصيب عدد منهم بنزيف من شدة التعذيب، اضافة الى الاهمال الطبي في كافة اقسام السجن وجميع الاسرى يطالبون بالعلاج ورسالتهم ان هذه الاعتداءات الهمجية يجب ان تتوقف، وان استمر الحال على ما هو عليه سيخوضون جميعا اضرابا عن الطعام".
واضاف: جرائم بشعة ترتكب بحق المعتقلين في سجن النقب، حيث دفع الاحتلال بتعزيزات إليه، وإدارة السجن تتوعد المعتقلين بمزيد من القمع، على العالم ان يتحرك لحماية هؤلاء العزل وان يحاكم الاحتلال على جريمة الاعتداء على الأسرى.
يذكر، أن سجن "النقب الصحراوي" يشهد مواجهة كبيرة بين الأسرى والإدارة منذ قرابة شهر، عقب نصب أجهزة تشويش في محيط مجموعة من الأقسام، علما أن عدد الأسرى فيه حوالي 1300 أسير.
مدير نادي الاسير في الخليل امجد النجار قال، "يوم 18 فبراير الماضي كان فاصلاً حين قامت سلطات الاحتلال بتركيب أجهزة التشويش المسرطنة في قسم (4)، ما أثر على قسمي (3 و5) فاتخذ الأسرى إجراءات احتجاجية تمثلت في حل التنظيم فبدأت بحقهم العقوبات المتلاحقة.
واضاف: حشد الاحتلال قواته على مدى أسابيع استعدادا لقمع أسرى القسم، فكانت وحدات منها "المتسادا والدرور" تتواجد بشكل دائم على أبواب القسم حتى جاء يوم القمع الكبير، ففي ساعات المساء من يوم الأحد الماضي، وبشكل مفاجئ اقتحمت كل الوحدات القسم وبدأ الجنود بضرب الاسرى والاعتداء عليهم بالهراوات والأسلحة النارية والضرب بأعقاب البنادق، حتى وصل عدد المصابين إلى 120 منهم 95 هم جميع أسرى قسم 4، وهناك خمسة أسرى على الأقل أصيبوا بالأسلحة النارية والبقية برضوض وجروح وكدمات عميقة، كما نهشت الكلاب أجساد بعض الأسرى، ونقل بعض المصابين من الأسرى إلى المستشفيات ولكن لم يمكثوا طويلا فأعادوهم إلى قسم 3 مقيدين وصادروا كل شيء، ووضع الاسرى رغم جروحهم وإصاباتهم على الأسرّة وهم يرتدون القمصان الصيفية فقط حيث صودرت الملابس والبلاطات التي تستخدم في الطهي والتسخين والأغطية وكل ما يخص الاسرى، فكانوا يرتجفون من البرد والالم".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها