"الأرض والهوية العربية"، هي عنوان الندوة السياسية التي دعت إليها المؤسسات والجمعيات والرياض والأندية العاملة في مخيم برج البراجنة، إحياءاً ليوم الأرض الذي يصادف في الثلاثين منه، وذلك في مركز مؤسسة بيت أطفال الصمود في مخيم برج البراجنة، ظهر الثلاثاء 26آذار 2019 حاضر في الندوة معالي الوزير السابق بشارة مرهج، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الحاج رفعت شناعة.

حضر الندوة أمين سر حركة فتح في بيروت سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، ممثلو فصائل الثورة والقوى الإسلامية الفلسطينية، قادة وضباط الأمن الوطني الفلسطيني، المؤسسات والجمعيات والأندية والرياض، وحشد من المخيم.

بدأت الندوة بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وقوفاً، وقدمت زهر الهابط مديرة مؤسسة بيت أطفال الصمود في مخيم برج البراجنة كلمتي المحاضرَين.

وكانت الكلمة الأولى للوزير بشارة مرهج التي اعتبر فيها ان احياء يوم الارض الذي يحييه الفلسطينيون ومعهم احرار العالم يكتسب اهمية قصوى هذا العام نظراً للتطورات التي تشهدها المنطقة والى الاعتداءات المتزايدة من قبل العدو الصهيوني بحق الانسان الفلسطيني.

واعتبر مرهج ان الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة والجيش في دولة الاحتلال يهدف الى تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني لدفعه الى ترك ارضه وتهويد كامل التراب الفلسطيني دونما اي اعتبار لما يعرف بالشرعية الدولية وقوانينها ومعاهداتها.

ورأى مرهج ان التمادي المستمر للكيان الصهيوني سببه التغطية التي يحوزها من الادارة الاميركية برئاسة ترامب الذي يخرق الثوابت ويتجاهل كل الحقائق لارضاء المنظمات الامريكية اليهودية المتطرفة التي تساعده بنفوذها واموالها، وكان آخر هذه البدع اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني وموافقته على اعلان الجولان ارضاُ للدولة اليهودية رغم الإجماع الدولى على اعتبارها أرضا عربية سورية خالصة لا تقبل المساواة او الجدل، وكل ذلك تحت عنوان الواقعية السياسية والتأقلم مع متغيرات المرحلة.

وشدد مرهج على ضرورة التمسك بالحقوق الفلسطينية في هذه المرحلة بالذات واجهاض كل المحاولات الرامية الى اجهاض هذه الحقوق، في وقت يتصاعد فيه الحديث عن صفقه نهائية تخالف بمضمونها كل الاعراف والقوانين وحقوق الانسان. واعتبر مرهج ان الرد على هذه الصفقة بدأ من خلال النضال المتواصل في القدس وغزة والضفة الغربية والجليل والاراضي المحتلة.

ورأى مرهج أن فلسطين هي كيان حي ثائر على الظلم والاحتلال لا يهاب شعبها رصاصات القمع الصهيوني، مشدداً على ضرورة الوحدة بين مكونات الشعب الفلسطيني لإسقاط كل المؤامرات والمخططات التي تحاك للشعب الفلسطيني. مؤكداً ان معركة فلسطين هي معركة واحدة بالنسبة للامة العربية.

وأدان مرهج في كلمته السياسة الأمريكية التي تتواطأ بشكل مطلق مع العدو الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني والكرامة العربية، داعياُ الدول والمنظمات والاحزاب العربية الى التعامل مع الاخرين بحسب مواقفهم من القضية الفلسطينية، والى دعم الشعب الفلسطيني على المستويات كافة والى الالتزام بميثاق الجامعة العربية وميثاق الدفاع المشترك ومقرراته ومؤتمرات القمة العربية.

وفي ختام كلمته دعا مرهج الفصائل الفلسطينية الى الترابط والوحدة وحل خلافاتها بروح عربية ديمقراطية على قاعدة الميثاق الوطني الفلسطينيي حتى يقوى عودها وتثبت الثقة في ابناء شعبها والشعب العربي واحرار العالم .معتبراً، ان مفتاح الخلاص بيد الشعب الفلسطيني ومنظماته وفصائلهِ، لأن الارض أرضه ولأن فلسطين حرة عربية رائدة ما دام العرق الفلسطيني ينبض بالدم والحرارة والحياة.

وكانت الكلمة الثانية للحاج رفعت شناعة عضو المجلس الثوري لحركة فتح، رأى ان شهر اذار هو شهر العزة والكرامة، وشهرٌ مليءٌ بالمناسبات التي تُجسد الإنتصار والإرادة والعزيمة.

المحطة الأولى في كلمته كانت حول عملية كمال عدوان التي نفذتها الشهيدة دلال المغربي ورفاقها، أشاد فيها بالتاريخ النضالي للشهيدة، ابنة صبرا وشاتيلا التي ترعرعت في اسرة صغيرة متواضعة متميزة بتنشئة وطنية وثوريّة، أثمرت ثُلّةٌ من الأبناء والبنات الذين تميَّزوا بحفظ الأمانة، وصيانة الحقوق، والتضحية وعشق الشّهادة. لافتاً ان الشهيدة قدّمت روحها و دماءها فداءً للوطن بعملية استشهادية هزّت الكيان الصهيوني وجسّدت معنى البطولة التّاريخية.

المحطة الثانية كانت عن معركة الكرامة عام 68 والتي جاءت بعد هزيمة حزيران لمجموعة من الدول العربية في هذه المنطقة، استطاعت اسرائيل أن تقصف وتدمر القوة العسكرية الجوية لمجموعة من الدول العربية، واستطاعت أن تحقق نصراً في العام 67 لكن الفرحة لم تدم، لأن المقاومة والثورة الفلسطينية وعامودها الفقري حركة "فتح" أبت إلا أن تسجل موقفاً تاريخيا كان رداً واضحاً على ما سمي بهزيمة عربية، لتقول أنَّ الأمة العربية لن تهزم ما دامت القضية الفلسطينية تقف على قدميها. نعم عندما قرر العدو الصهيوني في الخامس والعشرين شن عدوان على بلدة الكرامة وعلى مخيمها وعلى منطقة الأغوار من أجل تصفية الثورة الفلسطينية، وإنهاء المقاومة بشكل كامل واعتبر أن الأمر نزهة، لكنه فوجئ بعد أن حصدت المقاومة الدبابات والطيارات في المعركة.

مضيفاً: سقط لنا شهداء لكن أسقطنا منهم القتلى والجرحى واستطاع شبابنا الفلسطيني في بلدة الكرامة أن يخوضوا المعارك بالأحزمة الناسفة عندما كانوا يلقون بأنفسهم من مناطق مرتفعة على أبراج الدبابات الاسرائيلية ليفجروها بمن فيها.

واستطرد شناعة قائلاً: نعم المعركة كانت قاسية، والقرار أيضاً كان صعباً. لم يكن سهلاً أن يأخذ ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية معه قراراً من هذا النوع، لأن فيه مقاومة، ولأن فيه مخاطر قد تكون تصفية، لكن الاعتماد على الإرادة كان اقوى من الهزيمة فقد تم اختيار النصر، التزم الجميع بالشهادة وكانت المعركة داخل مخيم الكرامة وبلدة الكرامة بالسلاح الأبيض، وانتصرت المقاومة وكبّدت العدو خسائر فادحة بالأرواح والعتاد. ونسجل للجيش العربي الأردني موقفه الوطني لدعمه المقاومة الفلسطينية بقصفه الدبابات الغازية.

المحطة الثالث: كانت حول يوم الأرض الفلسطيني قال فيها شناعة: في 30 اذار، يوم الأرض الفلسطيني هذا اليوم كان بقرار من مناطق 48 هؤلاء اجتمعوا في أكثر من مكان وقرروا أن يكون يوم الثلاثين من آذار، هو يوم اضراب مفتوح لكل القرى الفلسطينية احتجاجاً على مصادرة الأراضي والذي بلغ حوالي 39 ألف دونم من الأراضي، (منطقة رقم 9) هذه المنطقة التي صدر بحقها قرار المصادرة، أي مصادرة الممتلكات الفلسطينية في اطار تهويد الأرض الفلسطينية العربية، وفعلاً كانت الانتفاضة في المثلث وفي النقب، وهناك قرى اشتعلت فيها روح المقاومة وتحديداً في سخنين ودير حنا وعرابي.

وتابع شناعة: في هذه المناطق كانت هناك اشتباكات ساخنة مع قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، والاشتباكات كانت بالعصي والسكاكين ورمي الحجارة. نعم صمد أهلنا لكنهم أرسلوا رسالة واضحة للعدو الاسرائيلي بأنَّ هذا الشعب لن ينام على ضيم، وأنه لن يتخلى عن أرضه وحقوقه. انتهت هذه المعركة المشرّفة بتراجع العدو الاسرائيلي، وسقط ستة شهداء من بينهم الشهيدة خديجة. هؤلاء الشهداء كانوا من قرى مختلفة، لكن المهم أنه أيقظ المشاعر العربية وهو الذي قاد إلى تأسيس أحزاب فلسطينية في أراضي 48 ذات انتماء قومي عربي، وهذا جسّد عزيمة الشعب وإرادته وصموده ضد العدو الصهيوني .

المحطة الرابعة كانت حول صفقة القرن أكدّ فيها الرفض التام لصفقة ترامب، معتبراً إياها انها خطة أمريكية معروفة، تهدف إلى إيجاد تسوية نهائية للنزاع الفلسطيني والإسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية، بقدر ما تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ووأد مبدأ حل الدولتين. مؤكداً عدم الرضوخ والركوع لقرارات ترامب، ولن يستطيع النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني، رافضاً أي مؤامرة تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني شاء من شاء وأبى من أبى.

المحطة الخامسة كانت حول الأسرى تطرق فيها شناعة الى كل ما يجري داخل السجون الإسرائيلية، واصفاً إياه هو بالإعتداء الظالم حيث يتم التعذيب بكل الطرق الإجرامية خاصة للمرضى وكبار السّن، وللاخوات ومنهن( اسراء الجعابيص )التي تتألم من الحروق الموجودة في جسدها ومازالت تتعذب ولا تتلقى اي علاج ،

ورأى شناعة ان لا أحد إستطاع إقناع الجانب الإسرائيلي بضرورة السماح للصليب الأحمر الدولي الدخول للمعتقلات من أجل الإطلاع على اوضاع المرضى، واضعاً هذه المسؤولية على عاتق العالم أجمع .

المحطة السادسة كانت حول الوحدة الوطنية، أكد شناعة فيها على ضرورة مساندة ودعم القيادة الشرعية الفلسطينية وشعبنا في تصديهم ومقاومتهم للاحتلال، والعمل من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية، وتصويب الهدف الفلسطيني لمقاومة الاحتلال، ووضع خطط واستراتيجيات داعمة للشعب وهادفة لتحقيق العودة إلى فلسطين.

إعلام حركة فتح- بيروت