شاركَ وفدٌ من قيادة حركة "فتح" تقدَّمه عضو مجلسها الثوري الحاج رفعت شناعة في حفل تأبين مختار بلدة النفاخية محمد حسين حسين، اليوم الأحد ٣-٢-٢٠١٩.
وحضر التأبين حشدٌ من ممثِّلي القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، والعلماء، ورؤساء البلديات، والمخاتير، وأهالي بلدتَي المالكية والنفاخية، والقرى المجاورة.
وبالمناسبة ألقى عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، كلمةً تأبينيّةً جاء فيها: "بحكم منهجيّتنا كمقاومة وكثورة فنحنُ بأمَسِّ الحاجة إلى أمثال هؤلاء الشباب. إنَّنا نفتخر ونعتزُّ بالراحل الفقيد محمد حسين حسين الذي لم نتعرَّف إليه شخصيًّا، لكنَّنا تعرفنا إلى إخوته ووالده، وشعرنا بالعظمة وبالارتياح لأنَّ في شعبنا أمثال هؤلاء المتمسّكين بانتمائهم الوطني الفلسطيني واللبناني.
إنَّنا اليوم نؤبِّن الفقيد من هذه الأرض، من الجنوب، جنوب المقاومة، جنوب مواجهة الاحتلال، من أرض لبنان التي هي توأم أرض فلسطين، هذه الأرض اللبنانية الفلسطينية التي ارتوت بدماء الشعب اللبناني والفلسطيني، واستطعنا من خلال هذه الدماء أن نكتب بكل فخر واعتزاز تاريخَ شعب ينشد دائمًا المجد والعزّة، ولا يعرف الخنوع ولا المذلّة".
وأضاف: "مثلما صمدنا في جنوب لبنان وقاومنا معًا واستشهدنا معًا ودفعنا الثمن غاليًا، أيضًا نحن اليوم ونيابةً عن الأُمّة كلّها ندفع الثمن غاليًا هناك في فلسطين في القدس بجوار الأقصى، وفي كلِّ بقعة من بقاعها، سواءٌ أكان ذلك في قطاع غزّة، أم في الضفة الغربية، أم في أراضي العام 1948، حيث أهلنا الصامدون بوجه المستوطنين المجرمين، الذين يرتكبون كلَّ يوم مجزرة، ويهدمون البيوتَ ويُرَحِّلون الأُسَر ويعتقلون الشباب والنِّسوة والفتيات والأطفال".
وأكَّد شناعة أنَّ العنصرية بكلِّ أبعادها النازية والفاشية تتجسَّد اليوم في الحركة الصهيونية التي كوَّنت لها على أرض فلسطين، في غفلةٍ من الأُمّة، كيانًا عنصريًّا إجراميًّا هدفُه الأول والأخير السيطرة والهيمنة على هذه الأرض المباركة المقدّسة، أرض الأنبياء حتى تكون منطلَقًا لها من أجل السيطرة والهيمنة على الأرض العربية، والإسلامية، وقال: "هُم ما زالوا متمسّكين بالخطين الزرقاوين.. حدودك يا (إسرائيل) من الفرات إلى النيل، هذا ما جاء به ترامب، ليُطبِّق هذه الفكرة الصهيونية القديمة، لكنَّنا نقول إنَّ شعبنا الفلسطيني ومعه كلُّ أحرار العالم، وشعبنا اللبناني معنا تحديدًا، قلنا كلمتنا وما زلنا نتمسَّك بها: لا لترامب، ولا لصفقته، نحن متمسِّكون بأرضنا متشبّثون بها لن نتخلَّى عن شبرٍ واحد".
وتابع: "نحنُ اليوم نتحدَّث بينكم عن راحلٍ كبير من أبناء هذه البلدة التي اختارته مختارًا لها، ولم تكن لتختاره عشوائيًّا، وإنَّما لأنَّه كان على جانب كبير من السلوك الأخلاقي المتّزِن والمتوازن، إذ كان رجلًا اجتماعيًّا يعرف كيف يدير مجتمعه الصغير، لأنَّنا إذا أحسنّا إدارةَ مجتمعنا الصغير في القرية أو في الحي، نستطيع عندئذٍ أن نبني أُمّةً مستقيمةً، لذلك نحنُ نُكبِر أهالي هذه البلدة التي اختارت الفقيدَ الراحل ليكون مختارًا لها، فهو مختار النفاخية، وهذا مصدر اعتزازٍ لنا جميعًا".
وأردف شناعة: "إنَّ أهلَ الفقيد الراحل هُم أهلنا، نحنُ في خندقٍ واحد سنبقى، ونُعاهد هذا الراحل الفقيد العزيز على قلوبنا جميعًا، نُعاهده أن نبقى أوفياء لفلسطين، ولأرض فلسطين، ولمقدَّسات فلسطين، وأن تبقى قِيَمنا التي عرفها وهو يناضل بين صفوفنا ويناضل في صفوف المقاومة أينما كانت. تعرَّف على "فتح" وتعرَّف على قِيَم هذه الحركة التي تأسَّست في العام 1959 تنظيميًّا، وانطلقت في العام 1965 عسكريًّا، وهو واحد من الذين تربَّوا في هذه الحركة. لذلك نحن نعاهده ونعاهد كلَّ الشهداء سواءٌ أكانوا شهداء شعبنا الفلسطيني، أم اللبناني الذين كما قلت، حقَّقنا معًا انتصارات رائعة ومشتركة، هي تُسجَّل في سجل الخلود لأُمَّتنا العربية والإسلامية، نُعاهدهم بأنَّنا سنبقى أوفياء للوحدة الوطنية الفلسطينية، إيمانًا منّا بأنَّ الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الممرُّ الإجباري نحو تحقيق الانتصار، لأنَّه لا يمكننا أن ننتصر على عدوٍّ لنا موحدٍ بكلِّ مكوناته، وله هذا الدعم الدولي، من دون أن نكون نحنُ موحَّدين، ولذلك فإنَّنا ندعو دائمًا، ونعمل ليل نهار من أجل أن يكون الصف الفلسطيني موحَّدًا.. وختامًا نتقدَّم بالتعازي بفقيدنا الذي افتقدناه جميعًا".
خبر: سمية الجرشي
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها