أحيت جماهير شعبنا من مختلف محافظات الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، ذكرى مرور ثلاثين عاما على إعلان وثيقة الاستقلال، والذي يصادف 15 تشرين الثاني/ نوفمبر في مهرجان مركزي أقيم في قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة.
وشارك في المهرجان الذي دعت له هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وهيئة التوجيه السياسي والوطني، ووزارة شؤون القدس، ومحافظة القدس، وإقليم حركة فتح بالقدس، واللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، شخصيات رسمية وشعبية، وممثلون عن كافة المؤسسات والهيئات الوطنية، ورجال الدين، الذين أكدوا التمسك بالأرض والثوابت الوطنية، وتحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام.
وفي كلمته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، "إننا لا نواجه في الخان الأحمر هدم 40 خيمة، بل نواجه مشروع التهجير القسري وصفقة القرن التي تريد تهجيرنا من أرضنا لتفرض علينا حكما ذاتيا في الضفة ودولة في غزة، وهو حل مرفوض لأن دولتنا على كل الأرض الفلسطينية".
وأضاف عساف: "في الذكرى الـ30 للاستقلال نجسد السيادة الفلسطينية هنا". وثمن موقف الرئيس محمود عباس الذي قرر الوقوف وحيدا في وجه ترمب وضد صفقة القرن.
وأوضح أن شعبنا مستمر في مقاومته الشعبية لإسقاط الاحتلال ومشاريعه التهجيرية، وليرفع علم فلسطين في بوابة القدس، قرية الخان الأحمر، حيث صمد أهل القرية ورفضوا القرى البديلة التي أقامتها لهم سلطات الاحتلال.
وقال: إن القضية الفلسطينية تمر في أزمة كبيرة حيث تقسيم الوطن وتشتيت التمثيل للشعب الفلسطيني، وهو يؤثر على مستقبلنا، مطالبا حركة "حماس" في قطاع غزة بالاستجابة لطلب الرئيس بالمصالحة والوحدة الوطنية.
وأضاف عساف أن الخان الأحمر يفتقد محافظ القدس عدنان غيث، الممنوع من التواجد، وعبد الله أبو رحمة الذي يحاكم في محاكم الاحتلال، مثمنا دور الوزارات والمؤسسات التي ساندت ودعمت وتضامنت مع القرية ضد مشروع التهجير.
بدوره، قال المفوض السياسي العام عدنان الضميري، إن "هناك إصرارا من الرئيس ورئيس الوزراء، أن يكون الاحتفال المركزي بإعلان وثيقة الاستقلال لأن عيونهم دائما تجاه القدس ولن تحيد عن هذا الاتجاه".
من جانبه، قال وزير الحكم المحلي حسين الأعرج، إن احتفال هذا العام يتميز بكونه عند بوابة القدس الشرقية، حيث أضافت لنا قرية الخان الأحمر ميزة لم تكن لتتوفر لولا إرادة شعبنا.
وأضاف: "نحن نجسد الآن ثلاث ركائز للاستقلال، الأرض والشعب والسلطة، وجميعها موجودة إلى جانب الأمن والقانون، كل تلك الركائز متوفرة رغم أننا دولة تحت الاحتلال".
وشدد الأعرج على ضرورة أن تصبح قرية الخان الأحمر نموذجا يحتذى به في كل محافظة، وفي كل منطقة احتكاك وتماس مع الاحتلال، مثمنا دور المتضامنين الأجانب الذين كان لهم دور في حماية المكان.
بدوره، ثمن وكيل وزارة التربية والتعليم العالي بصري صالح، دور المعلمات اللواتي يعملن في مدرسة الخان الأحمر، واللاتي كان لهن دور في دعم الطلبة، ورفع شعار أن التعليم هو أحد مقومات صمود شعبنا.
وقال نائب محافظ القدس عبد الله صيام، إن المشهد في الخان الأحمر يقول إن الكل الفلسطيني مع كل تفاصيل حياة المقدسي، مشيرا إلى أن أطماع المستوطنين ليست في هذا المكان فقط بل في كل الأرض الفلسطينية.
ولفت إلى أن القدس مستهدفة بالحفريات والأنفاق والهدم، إلى جانب كثير من قرارات البناء والتوسع الاستيطاني، ومنها قرار بناء 620 وحدة استيطانية في أراضي بلدة شعفاط، إلى جانب استهداف المناهج ووكالة "الأونروا"، ومحاولة إلغاء صفة اللجوء عن المقدسيين وتغيير الهوية الفلسطينية.
من ناحيته، قال أمين سر حركة "فتح" في القدس شادي مطور، إن الهجمة تشتد على شعبنا وثوابته، لكنه كل يوم يرسل رسالة تحد للاحتلال، وآخرها كانت في الانتخابات التي أجريت في بلديات القدس، حيث قدم الاحتلال إغراءات مالية للمقدسيين في محاولة لاستمالتهم للاقتراع لكنهم رفضوا ذلك.
بدوره، دعا عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عبد الإله الأتيرة إلى التصدي لهجمات المستوطنين ضد أبناء شعبنا، وحماية القرى والشوارع منهم، مجددا مطالبته حركة "حماس" بالاستجابة لتحقيق الوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقسام.
وقال الرئيس الروحي لكنيسة الروم الأرثوذكس في رام الله إلياس عواد، إن إرادة شعبنا انتصرت في الخان الأحمر وغزة، وسقطت حكومة الاحتلال، وأول هذا السقوط جاء باستقالة وزير الجيش افيغدور ليبرمان.
ورفع المشاركون في المهرجان العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات والشعارات المنادية بالوحدة الوطنية، والداعية للتمسك بالأرض ورفض المشاريع التي تحاول تصفية القضية الفلسطينية.
كما قدمت الفرقة القومية والموسيقات العسكرية في قوات الأمن الوطني وصلة غنائية تضمنت مجموعة من الأغاني والأناشيد الوطنية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها