جددت المواطنة ربيحة أبو جعص (64 عاما) دعوتها لدى جهاز المباحث العامة صباح الأربعاء في مدينة جنين، للبحث عن ولدها المفقود طارق حمزة  حسين أبو جعص (32 عاما) منذ سبعة سنوات.

فمنتصف ليلة الثلاثين من تموز/ يوليو عام 2007، كان موعدًا  لبدء أبو جعص البكاء والعويل على فلذة كبدها طارق، الذي اختفت آثاره وقتذاك في ظروف غامضة.

خرج طارق، قبل سبعة أعوام، من منزل العائلة يرتدي ملابس النوم، ويحمل هاتفه وعلبة سجائره في منتصف الليل، لمقابلة أحد المواطنين في مدينة  جنين الذي أصر على لقاء طارق وقتها، وأبلغ والدته أنه لن يتأخر في العودة.

تقول أبو جعص أنها "بقيت تنتظر عودة نجلها إلى المنزل حتى الساعة السابعة صباحًا، لكنه  لم يعد، عندها توجهت إلى الشخص الذي أصر على لقائه،  فأبلغها أن سيارة بيضاء اللون من نوع (سوبارو) تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية حضرت إلى المكان وكان بداخلها ما لا يقل عن ثلاثة شبان تحدثوا إلى ابنها قليلًا، من ثم استقلّ السيارة معهم وانطلقت به إلى مكان مجهول".

بعد مرور ثلاثة أيام على اختفاء آثار نجلها، توجهت أبو جعص إلى مركز الشرطة في المدينة من أجل تقديم بلاغٍ بشأن اختفائه، إلا أن المركز "طلب منها القسم باليمين أن الشخص الذي قابله طارق هو من قتله حتى تقدم بلاغًا".

وتضيف: توجهت لجهاز المباحث وزودتهم باسم ابني الرباعي ورقم بطاقته الشخصية، التي سبق أن صادرتها الشرطة الإسرائيلية منه قبل شهور عندما أوقفته بذريعة تواجده داخل الخط الأخضر دون تصريح، حيث كان يعمل في مجال البناء، غير أنه تمكن في ذلك اليوم من الإفلات من قبضة عناصر الشرطة، ومنذ ذلك اليوم وحتى اختفائه كان يتجول دون بطاقة شخصية.

وتوضح أبو جعص أن المباحث أكدت لها عدم وجود ابنها في سجونها، وقال لها ضابط المباحث "ليش ما ربيتي ابنك منيح؟"، بينما طلب الارتباط المدني منها التوجه لمعسكر "سالم" الاحتلالي على أمل الكشف عن مصير ابنها المفقود، وطلب منها المسؤولون هناك مراجعة الدائرة في اليوم التالي ليبلغوها أن ابنها غير معتقل في السجون الإسرائيلية، وغير متواجد في أي من المستشفيات الإسرائيلية، ولا تتوفر عنه أية معلومات تذكر.

فتح معبر "الجلمة" الحدودي أمام المركبات الفلسطينية القادمة من الداخل المحتل، دفع المواطنة أبو جعص للتواجد قربه، وسؤال كل سائق مركبة قادمة عن طريق المعبر ومن بداخلها عن ابنها الذي تحمل صورته، لكن أحدًا لم يتعرف عليه، ليبقى مصيره مجهولًا.

وتشير والدة المفقود أبو جعص، إلى أنه خلال السنوات السبعة المارة على اختفائه، كان الناس يأتونها ويخبرونها أن فلانًا ما شاهد طارق في منطقة "تل أبيب أو حيفا أو..إلخ، لكنها تتفاجئ عند ذهابها للشخض الذي شاهده من تهربه ونفيه الأمر".

وتناشد أبو جعص الرئيس محمود عباس والمؤسسات الحقوقية بالكشف عن مصير ولدها المفقود طارق، الذي دخلت قصته بين دوامة مفرغة لا تنتهي.