إحياءً ليومها الوطني، نظَّمت "جبهة التحرير الفلسطينية" مهرجانًا جماهيريًّا مركزيًّا اليوم الجمعة 27-4-2018 في قاعة الشهيد عمر عبدالكريم في مخيَّم البرج الشمالي.

وتقدَّم الحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في منطقة صور: العميد جلال أبو شهاب والعميد أبو حسين بشتاوي ومحمد بقاعي وأبو محمد قاسم وفادي الرجا، وأمين سر حركة "فتح" – شعبة البرج الشمالي أحمد خضر، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في مخيَّم البرج الشمالي العميد طلال العبد، وعضو المكتب السياسي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" عبّاس الجمعة، وعضو قيادة حركة "أمل" عبّاس عيسى، وعضو اللجنة المركزية لـ"حزب الاتحاد" أبو محمد يونس، ومسؤول "حزب البعث العربي الاشتراكي" -شعبة صور أبو عصام، ومسؤول العلاقات العامة وملف المخيَّمات في "حزب الله" أبو وائل زلزلي، ورئيس المكتب الفني في الجنوب سمير الحسيني، وعضو اللجنة المركزية لـ"الجبهة الشعبية -القيادة العامّة" أبو وائل عصام، ومسؤول منظمة "الصاعقة" أبو محمد، وممثِّل "جبهة التحرير العربية" أبو إبراهيم، وممثِّل "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" سمير الزيني، ومسؤول جمعية "المشاريع الخيرية الإسلامية" الشيخ بسّام شقير، وعضو اللجنة المركزية لـ"جبهة النضال" أبو بلال مرعي، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح - الانتفاضة" أبو طارق، وممثِّل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أبو العبد الراشدي، وممثِّل "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" عبد كنعان، وممثِّل "حزب الشعب الفلسطيني" خالد فرحات، وممثِّل "أنصار الله أبو مهدي، وممثِّل حركة "الجهاد الإسلامي" أبو هادي، وممثِّل عن حركة "حماس"، وممثِّل حزب "فدا"، ومدير موقع الوادي محمد السيد، وممثِّلون عن الحزب الشيوعي اللبناني، ورئيس بلدية البرج الشمالي علي ديب، وعضوَا المجلس البلدي لبلدية البرج الشمالي مصطفى زيّات وكامل فياض، إلى جانب حشدٍ من ممثِّلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، والهيئات الأهلية والاجتماعية والنقابية، واللجان الشعبية، والاتحادات، وفعاليات فلسطينية ولبنانية، حيثُ كان في استقبالهم لفيفٌ من قيادة "جبهة التحرير الفلسطينية".

وبعد الوقوف دقيقة صمتٍ وقراءة الفاتحة لأرواح الشهداء، استمعَ الحضور لعزف النشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ رحَّبت عريفةُ المهرجان عضو المكتب الطلابي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" دينا عبّاس بالحضور مُوجِّهةً التحية للجبهة بمناسبة يومها الوطني، ومؤكِّدةً أنَّ الجبهة "ما زالت على العهد والوعد دائمًا، لا تُهادنُ، ولا تتنازلُ، ولن تنكسِرَ".

وألقى عضو قيادة حركة "أمل" عبّاس عيسى كلمةَ الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، فقال: "نحنُ نتحدَّثُ في ميدان الشهادة، وميدان العطاء، وأمامنا هذه الوجوه الكريمة المشدودة إلى فلسطين، إلى أرضها، إلى بيّاراتها.. التحية إليكم يا جماهير المقاومة هُنا في مخيَّم الصمود والبطولة.. في مخيَّم الشهيد الأول والانطلاقة.. هذا المخيَّم الذي يتَّكئ على مؤسسة جبل عامل، هذه المؤسسة هي مهد المقاومين وانطلاقة إمام المقاومة السيّد موسى الصدر الذي صنعَ هذا المجدَ بين المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم وأفواج المقاومة التي ترعرعت في مخيَّمات الثورة على أيدي ضُبَّاط حركة "فتح"، وكانت هذه الاستمرارية الثورية.. وقضية فلسطين تُشكِّل جوهر ميثاقنا وأساس حركتنا نحن وجميع القوى الوطنية والإسلامية باتجاه فلسطين القضية المقدَّسة".

وأضاف: "ها نحنُ نجتمعُ في اليوم الوطني لجبهة وطنية فلسطينية في مسارها الجهادي لم تكن حركةً نظريةً بل كانت جبهة المقاومين والشهداء، هذه الجبهة قدَّمت خيرة أبنائها وقادتها طلعت يعقوب وسعيد اليوسف وأبو أحمد حلب وأمينها العام وقائدها الشهيد القائد أبو العبّاس. إنَّ عظمة هذا الشعب أنَّه يُقدِّم التضحيات من شهداء وجرحى ليس من أجل حُريّة إنسان، إنَّما من أجل الأُمّة كلِّها".

وأردف عيسى: "كلّ التحيّة إلى الذين بذلوا دمَهُم في ميادين الأرض، إلى كلِّ القيادات المناضلة من أجل حُريتها، إلى القادة الشهداء وعلى رأسها رمز هذه الثورة الشهيد القائد أبو عمّار هذا الرجل الشامخ في حياته واستشهاده، والمتواضع في سيرته، ولن ننسى مقولته الشهيرة: (دع ألفَ زهرةٍ تتفتَّح في هذا الربيع الفلسطيني). نحنُ لا تنقصنا الدماء، بل ينقصنا المشروع الوطني الموحّد، ونحن لم نبخل بأي جهد لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية"، لافتًا إلى حاجة الثورة إلى حاضنة عربية وإسلامية وإلى "لوبي" عربي فلسطيني إسلامي.

وقال: "لن يكون هناك استقرار في العالم مادام الشعب الفلسطيني خارج أرضه، ولا يمكن أن تكون هناك عدالة إنسانية أو عالمية على حساب مظلومية الشعب الفلسطيني"، وطالبَ بمحاسبة الكيان الصهيوني الغاصب خاتمًا بتهنئة "جبهة التحرير الفلسطينية" بيومها الوطني وآملاً أن تتكلَّل الجهود الوطنيّة بحُريّة ٍكاملةٍ لفلسطين وأهلها.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، ممَّا جاء فيها: "في هذا اليوم الفلسطيني، وهو يوم انطلاقة "جبهة التحرير الفلسطينية"، الفصيل المواكب لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي كانت له مواقف مشرّفة عسكريًّا عبر العمليات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، وأيضا مواقف سياسية تنم عن الأصالة الفلسطينية، نتوجَّه بالتحية إلى شهداء الجبهة، وإلى شهداء قادة الفصائل الوطنية جميعًا، وإلى الأمين العام لحبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، وإلى مكتبها السياسي ولجنتها المركزية لتهنئتهم بيومهم الوطني، ونحن نعتزُّ بكل القوى الوطنية والإسلامية التي واكبت وانخرطت بالعمل ضدَّ الاحتلال".

وأضاف: "نحنُ اليوم في الساحة الفلسطينية المثقَلة بالهموم والمتاعب والتحديات الخطيرة الهادفة لإنهاء وجود القضية وتصفية الحقوق الوطنية، وخاصّةً عندما يتعلَّقُ الأمر بالقدس واللاجئين، وهذا هو القلب والجوهر، ومن أجل ذلك نقرعُ الأجراسَ ونرفعُ الصوتَ إلى أحرار العالم وإلى أُمَّتنا العربية والإسلامية لمواجهة هذا التحالف الأميركي الصهيوني الذي أخذ على عاتقه مهمَّةَ حماية الكيان الصهيوني الموجود على أرض فلسطين. ونحن نشكر كلَّ الذين وقفوا معنا وإلى جانبنا، ونخصُّ بالذكر لبنان والقوى الوطنية التي تتابع حركتنا السياسية".

وتابع شناعة: "إنَّ المهمة صعبة وقاسية، لأنَّ هناك مشروعًا خطيرًا جدًا، وسيستمر الآن إلى الأمام طالما أنَّ هناك دولة كبرى تضع إمكانيّاتها السياسية والعسكرية في خدمة الكيان الصهيوني، وحتى في مجلس الأمن.. هذا هو الواقع الظالم".

ونوَّه شناعة بتضحيات وبطولة شعبنا الفلسطيني، ولا سيما في المواجهات الأخيرة التي يخوضها منذ 30 آذار وحتى اليوم في قطاع غزة والضفة والقدس، حيثُ يواجه قمَّة النازية والفاشية والعنصرية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، مُتسلِّحًا بالحجارة ورافعًا العَلم الفلسطيني، وأكَّد أنَّ شعبنا "هو شعب الجبّارين كما وصفه الرئيس الخالد ياسر عرفات". كما أشاد بصمود وثبات قرارات الرئيس محمود عبّاس الذي قال وما زال يقول (لا) للمشروع الأميركي مُشدِّدًا على ضرورة تحصين الواقع الفلسطيني عبر الوحدة وتغليب المصلحة الوطنية.

وألقى كلمة "جبهة التَّحرير الفلسطينية" عضو مكتبها السياسي عبّاس الجمعة، نقلَ فيها تحيّات الأمين العام للجبهة د.واصل أبو يوسف، ونائب الأمين العام ناظم اليوسف، وأعضاء المكتب السياسي، واللجنة المركزية، وقيادة وكوادر وأعضاء "جبهة التحرير الفلسطينية".

وأضاف: "نلتقي بِكم في مناسبةٍ وطنيةٍ وقوميةٍ، مناسبة اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية، التي انطلقت في أوائل الستينات، حيثُ ربطت النضال الوطني بمستقبل النضال القومي التقدُّمي للقوى الثّورية على المستوى العربي والأممي، وشكَّلت بانطلاقتها رافدًا نوعيًّا مميَّزًا في مسيرة الكفاح الوطني إلى جانب دورها في الحفاظ على وحدة الشّعب وحماية الوحدة الوطنية".

وثمَّن الدور الذي أدَّاه قادة الجبهة، الذين صنعوا مجدَها وتاريخَها وقدَّموا مثالاً في التضحية والانتماء ونظافة اليد والعمل الوحدوي، وضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل فلسطين، وفي مقدَّمهم: (فارس فلسطين الأمين العام أبو العبّاس، وطلعت يعقوب، وعمر شبلي، وسعيد اليوسف، وأبو العز، وأبو العمرين، وحفظي قاسم، وغسّان زيدان، وجهاد حمو، وأبو عيسى حجير، وحسين دبوق، وزينب شحرور)، وكلّ شهداء الجبهة وأبطال العمليات الاستشهادية، مُوجِّهًا التّحية لأرواح جميع شهداء فلسطين من قادةٍ ومناضلين وفي مقدَّمهم الرئيس القائد الرئيس ياسر عرفات، وشهداء لبنان ومقاومته. وحيَّا الأسرى الصامدين والقابضين على مبادئهم كالقابض على الجمر، لافتًا إلى أنَّهم "يُمثِّلون شموعًا تُنير الدرب أمام العابرين إلى رحاب الانعتاق من رقبة الظلم والظلام" و"خلقوا بتضحياتهم مدارس وجامعات ثورية ترفد مساحة الفعل الوطني والنضالي".

وعاهدَ الجمعة جماهير شعبنا وأُمَّتنا بأنَّ الجبهة كانت وستبقى ذاتَ إرادةٍ حُرّةٍ وقرارٍ لا ينكسر، وفيّةً للمبادئ السامية ورؤيتها الاستراتيجية الكفاحية وللخط السياسي الذي تُمثِّله وللمفاصل الرئيسة في هذه الرؤية، وعلى رأسها فهمها لحقيقة الكيان الصهيوني باعتباره ظاهرةً استعماريّةً من أدوات الامبريالية الاستعمارية العالمية يجب محاربتها ومواجهتها بمختلف الأشكال حتى تطهير أرض فلسطين كاملةً من رجس هذا الاحتلال البغيض.

وقال: "إنَّ شعبنا وقيادته يتحدَّيان الضغوط والملاحقة ويواجهان المخطّطات التي تستهدف النيل من شعبنا وحقوقه، وما زال موقف الجبهة قابضًا على جمر الحقوق كما عهدتموها مدافعةً عن الثوابت الوطنية وعن "م.ت.ف" كممثِّل شرعي ومرجعية وأداة كفاحية لشعبنا، مُجسِّدين ذلك فعلاً لا قولاً عبر هذه المسيرة الطويلة رافضين الارتهان لكلِّ أشكال الضغوط والتدخلات والتأثير على القرار والإرادة الوطنية المستقلة"، مؤكِّدًا أنَّ "انعقاد المجلس الوطني هو الفرصة التاريخية لشعبنا، ممَّا يتطلَّب اصطفاف الكلّ الفلسطيني خلف القيادة الفلسطينية ضدَّ محاولات تجاوز منظمة التحرير، التي ستبقى الإطار الجامع والموحَّد لأبناء الشعب الفلسطيني كافّةً، بمختلف قواه السياسية".

وشدَّد على رفض أيِّ محاولاتٍ لإيجاد بديل لـ"م.ت.ف" من قِبَل البعض مُشيرًا إلى أنَّ انعقاد المجلس الوطني سيُغلق الباب في وجه أي قوى دولية تحاول اللعب على إمكانية إيجاد بدائل سياسية تُمثِّل الشعب الفلسطيني، وأضاف: "نحن نتطلَّعُ إلى المجلس الوطني من أجل وضع برنامجِ عملٍ وطنيٍّ يضع إستراتيجيةً وطنيّةً لمواجهة الصلف الصهيوني ومشروع ترامب والتصدي لسياسة التطبيع، ونقل ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لتطبيق قراراتها والتمسك بخيار المقاومة بمختلف أشكالها، ودعم مسيرات العودة التي تُقدِّم التضحيات وتوجِّه صفعة كبيرة لقرار ترامب وصفقة القرن، فإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة هي مهمة كفاحية تتطلَّب حشدَ طاقاتِ الشعب الفلسطيني".

وأدانَ الجمعة العدوانَ الأمريكي – البريطاني – الفرنسي الذي استهدف سوريا، ورأى أنَّ هذا العدوان يأتي في سياق تحقيق أهداف ومصالح تخدم الكيان الصهيوني، والقوى الإرهابية والظلامية والنظم الرجعية العربية التي ترعاها وتموِّلها، معلِّقًا بالقول: "إنَّنا على يقين بأن سوريا ستُحطِّم هذا العدوان وأهدافه، على صخرة الصمود، ونحن نُعلن مساندتنا وتضامننا مع سوريا".

وطالبَ بالتوحُّد خلف مطالب اللاجئين ووضع إستراتيجية لمواجهة قرارات ترامب بوقف المساعدة عن وكالة "الأونروا" مؤكدًا الوقوف إلى جانب وكالة "الاونروا" باعتبارها الشاهد العيان على نكبة الشعب الفلسطيني ورفض التقليصات التي تطال موازنتها، ودعا شعبنا إلى استنهاض الطاقات لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف اللاجئين وحق العودة.

وشدَّد الجمعة على متانة العلاقة اللبنانية الفلسطينية التي عُمِّدت بالدم وتترسَّخ يومًا بعد يوم بين الشعبَين اللبناني والفلسطيني، ونوَّه بمواقف دولة الرئيس نبيه بري الذي يحملُ أمانةَ الإمام موسى الصدر ويحمل بقلبه فلسطين على أعلى المنابر العربية والدولية، وثمَّن مواقف سماحة السيد حسن نصرالله بوقوفه إلى جانب فلسطين، وأشادَ بمواقف الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" د.أسامة سعد، وبمواقف الأحزاب الوطنية وتجمع اللجان والروابط الشعبية، وتمنَّى أن تمرَّ الانتخابات النيابية التي تشغل أشقاءنا اللبنانيين في هذه الآونة بسلام، وأن تكون نتائجها لصالح الأمن والاستقرار والسلم الأهلي والرفاهية في لبنان. كما تمنَّى للجميع التوفيق في هذه الانتخابات، وختمَ بالقول: "نتطلَّعُ إلى الحكومة اللبنانية من أجل إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين الذين يعانون من أزمة خانقة".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان