بدعوةٍ من القوى الطلابية الفلسطينية في مخيم البداوي، خرجت جموع المصلين بعد صلاة الجمعة لتعتصم تضامناً مع أهلنا في غزة، وذلك عند المدخل.

ورفع خلاله الأطفال علم فلسطين، تأكيداً على حق العودة، ورفضاً لكل مشاريع التوطين أو التهجير أو الوطن البديل، لأنه لا انتماء إلا لعلم فلسطين ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين .

بدايةً ألقى كلمة القوى الطلابية الفلسطينية خليل عليا إذ قال: "على زمن الغبار والتفوق الصهيوني أن يولي، وعلى شبابنِا أن يرتبطَ بفلسطينَ بقلبه، وأن يعملَ على إعادةِ فلسطينَ بعقلهِ، وأن يقودَ ثقافته، وأن يبني أفكاره، وأن يكفَ عن الكلامِ والخطاباتِ الروتينيةِ، وباسمِ الأرضِ علينا أن نتحدَّ هذا زمنُ الصراعاتِ".

وأضاف: "قال وزيرُ الدفاعِ الإسرائيلي موشي دايان، رداً على منتقديهِ بسببِ كشفِه أسراراً عسكرية لحربِ سنةِ 1967م، (إطمئنوا فإن العربَ لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفققهون، وإذا فهموا لا يطبقون، وليس توافقاً مع هذا العدوِ الخسيس،ِ ولكن المستقبلَ المشرقُ لا يمكنُ أن يكونَ دونَ تاريخٍ). فإن هذه المقولةَ خيطٌ فولاذيٌ مهم لندرزَ به طريقَ العودة،ِ ومن هنا علينا أن نقرأَ ونفقهَ لنطبقْ، وأن نزيلَ شبحَ التبعيةِ الذي يرافقنا، وأن نوصلَ رسالتُنا إلى الداخلِ باستراتجيةٍ مدروسة، والآن قف وانتفض أيها الحر، وارمي حديثكَ أينما شئت، واجعل قصيدتَك الجميلةَ فروَها، واكتب لعينيها فوزاً بطريقةٍ فارسيةٍ، وأعدها بجمالِها إلى عصِر الأندلس، واحضن خيالَك فيها كي تنتصر، وابني لأبوابِ قلبِها، ألفَ عصفورٍ من الصخر،ِ كي تعرفَهم أن السلامَ ينبعُ من أيبسِ ما فينا، ينبع من كلامنِا المستفز، نحن السلامُ أصلاً، وأن الشامةَ على ذراعِ أخي صارمةً، عرفت أين تستقر، وأن السلاحَ بين أيدينا رصاصتُه قنبلة".

هيا انفجر.. وهذه الأرضُ وفوهةُ البندقيةِ وحبةُ الرملِ معنا، والعربُ بجميعِ خلافاتِهم المقدرة هم معنا ، وهذا السحابُ والفصلُ الآتي وصوتُ الرعدِ وسمفونيةُ الأمطارِ معنا، وحتى أنت أيها المنسيُ من التاريخِ، كم نسيَ التاريخُ أن يذكرَك، لنهاجم بكل ما أوتينا من حولٍ، سنهاجم.. سنفجر فظاظةَ بوصلتِكم، كي يستقرَّ من ماتَ فينا في عزلتِه، وسنحمل اختلالَكم خارجًا، بعيداً عن الإنسان، كي يعود الإنسان آدمي، والحيوان بهيمة، ولنعطرَ الهواءَ بدمِ الشهداء، كي يعودَ عذباً وذكي، ومن ثم سننتظر قَرْناً آخراً، كي نعيدَ المقولةَ على الفورِ. والتحيةُ والخلودُ لشهدائِنا الأبرار، وأسرانا البواسل، وإنها لثورةٌ حتى النصر.