أحيا "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" - فرع لبنان مناسبة "يوم المرأة العالمي" التي تحلّ في الثامن من آذار، بوقفةٍ تضامنيّةٍ دعمًا لشعبنا الفلسطيني في الوطن، وتمسُّكًا بالقدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، صباح يوم الأربعاء 7-3-2018، في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيَّم عين الحلوة، الذي ازدانت جدرانـه بشعارات وطنية ومطلبية ونسوية متنوّعة.

وقد شاركَ في الوقفة حشدٌ واسعٌ من أعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد وقيادات المنطقة والمحليّات للاتحاد، وعدد أعضاء وكادرات ونصيرات الاتحاد، وممثِّلات الأُطُر النسوية الفصائلية، ونساء المخيَّمات، وممثَّلو مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، وقوى العمل الوطني في "م.ت.ف"، وقوى التحالف الوطني والإسلامي الفلسطيني، واللجان الشعبية، والاتحاد النقابية والمهنية والجماهيرية، وحشدٌ من كادرات العمل الوطني الفلسطيني.

وبعد قراءة الفاتحة، والوقوف إكبارًا وتحيَّةً للشهيدات والشهداء، نوَّهت عريفة الحفل عضو قيادة "الاتحاد العام للمرأة الفلسطيني" في منطقة صيدا "أم محمود" بماهية يوم المرأة ومدلولاتـه في حياة وكفاح الفلسطينيات وقدَّمت الخطباء.

ثُمَّ ألقى أمين سـر المكتب التنفيذي لـ"الاتحاد العام لنقابات عُمّال فلسطين" – فرع لبنان أبو يوسف العدوي كلمةً، تلتها كلمةٌ بِاسم اللجان الشعبية الفلسطينية ألقاها أبو ربيع سرحان، إذ توجَّها بالتّحية من المرأة عمومًا والفلسطينيات خصوصًا، وأشادا بدورها وكفاحها في مسيرة الحرية والاستقلال الوطني والمجتمعي، وتطرَّقا للوضع الفلسطيني والتحديات التي نواجهها دفاعًا عن الثوابت والحقوق المشروع، في العودة وتقرير المصير، وتوقفا حيال سياسة الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة من جهة، وإعلان ترامب بأنَّ القدس عاصمة أبدية لإسرائيل من جهة أخرى، علاوةً على تخلي أمريكا عن التزاماتها تجاه "الأونروا" بهدف النيل من حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

كما تطرَّقا إلى معاناة أهل المخيّمات في لبنان، وطالبَا الأشقاء في لبنان بالكفِّ عن التعاطي مع الشأن الفلسطيني من الزاوية الأمنية، وإجراء مقاربات تضمن للفلسطينيين حق العيش بكرامة والسماح بالعمل والتملك، وتخفيف الضغوطات الأمنية على مداخل المخيمات وبما يحفظ الأمن في الجوار أيضًا وفي المخيَّمات.

من ناحيته، دعا أبو يوسف العدوي للالتفاف حول سياسة السيّد الرئيس محمود عبّاس واستعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتساءل: "إن لم توحِّدنا القدس هذه الأيام فماذا ننتظـر؟!".

كلمة "م.ت.ف" في منطقة صيدا ألقاها عضو قيادتها حسين حمدان، ممَّا جاء فيها: "إنَّ مَن يفتقد أُمّه أو زوجته أو أخته يحسّ بشعور لا يمكن أن يُوصَف، وكأنَّه أفتقدُ جزءًا من وطنه، لـذا نقول لرفيقاتنا وأخواتنا، أنتن أمهاتنا وأخواتنا... تُمثِّلن كلَّ شيء، سقطت منكن الشهيدات دفاعًا عن فلسطين، حملتن البندقية، حملتن الهَـمّ الفلسطيني.. إنكنّ أنتن البوصلة التي نستهدي بها لاتجاه فلسطين".

وتابع: "منذ فترة بسيطة برزت من بيننا أيقونة فلسطينية قالت للعالم أجمع إنَّ الفتاة الفلسطينية هي فتاة مقاتلة لا تهاب الموت في سبيل وطنها، إنَّها عهد التميمي التي صفعت الجندي الإسرائيلي لتقول للعالم، هذه ليست صفعة للجندي وحسب، وإنَّما لكلِّ المتخاذلين العرب، الذين باتوا يقولون إنَّ القدس عاصمة دولة (إسرائيل)".

وأضاف حمدان: "المرأة الفلسطينية تحملُ بداخلها المعاني الكبيرة للتضحية، فهي الأُمّ التي أعدَّت جيلاً طيب الأخلاق، عظيم التضحيات والبطولات، هي جامعة الحياة في البدايات والنهايات، ورائحة أريج الذكريات، هي الأخت والصديقة، هي الشهيدة والأسيرة ومؤسّسة العهد الجديد، مها تبدَّلت أدوارها فجروحها واحدة. تجمعُ كلّ الصفات، وتتقن فـنَّ إداراتها، تتطلَّع إلى الأمام بخطوات واثقة لا تنظر إلى الخلف، تخلع عنها كلَّ موروثات الماضي، مؤمنة بحقوقها، مُتسلِّحة بكلِّ ما تملك من قوة وعـزم وعِلـم وإرادة. هي المقاتلة، والمناضلة، والثائرة وتعج حياةً في الوطن والشتات".

من ناحية أخرى أكد حمدان ما جاء في عرض المتحدّثين فيما يتعلق بالشأن السياسي، وأشار إلى أنَّ أمريكا كانت من البداية عـدوًا للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى كم القرارات التي استخدمت فيها أمريكا حق الفيتو في مجلس الأمن ضدّ فلسطين. وتوقَّف حيال الوضع في مخيَّم عين الحلوة، فوجَّه التحية والثناء للقيادة السياسية ومعها جميع القوى من قوات أمن وطني، ولجان شعبية، ومؤسسات ولجان القواطع.. الـخ، لمساعيهم وجهدهم الذي أثمر تحسُّنًا في ظروف ومناخات المخيَّم، ورأى أنَّ المطلوب هو بذل الجهود وعلى أكثر من مستوى وصعيد، وأن تنضوي بذلك أيضًا القيادة السياسية في لبنان، وقال: "أصحاب أكبر قضية عادلة في العالم تتطلَّب أن يتكاتف الجميع، وكافة القوى وليعرف العالم أجمع أنَّنا شعبٌ واحدٌ، وقائدنا واحدٌ، ألا وهو "م.ت.ف"، التي كانت ومازالت تقود، وستقود نضال شعبنا الفلسطيني".

وبعدها قرأت عضو الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد في لبنان فدوى كعوش بيان "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" في الثامن من آذار، وجاء فيه :

بيان صادر عن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والأطر والمؤسسات والمراكز والجمعيات النسوية

بمناسبة يوم المرأة العالمي

" معا لإنهاء الاحتلال.. لا لقرار الرئيس الأمريكي ترامب

... القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين....

نعم لحق العودة وتقرير المصير...

معًا لمجتمع فلسطيني تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة

تُحْيي المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات مع نساء العالم، الثامن من آذار "يوم المرأة العالمي"، وهي تواصلُ نضالَها الدؤوب من أجل الحُريّة والاستقلال وتحقيق حقوقها الوطنية المشروعة في العودة إلى وطنها وتقرير المصير على أرضها وإقامة دولتها المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودولة تسودها المساواة والعدالة الاجتماعية.

يأتي يوم المرأة العالمي لهذا العام، في ظلِّ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باعتبار القدس عاصمةً لدولة (إسرائيل) ونقل سفارة بلاده للقدس وقراره بتقليص مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية في ميزانية وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين"الأونروا". إنَّ هذه القرارات وما يرافقها من ممارسات عملية على الأرض تُمثِّل أكبر دليل على نيّة هذه الإدارة التي تماهت مع الدولة الصهيونية على إسقاط الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا وعلى رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شُرِّدوا منها وَفْقَ القرار الأُممي 194.

وفي نفس الوقت يتواصلُ تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من همجيّته ضدَّ شعبنا باستمرار ابتلاع الأرض وبناء المستوطنات في الدولة الفلسطينية وتصاعد عمليات تهويد القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وإحكام الحصار على قطاع غزّة، ومواصلة تكريس السياسات العنصرية ضد أبناء شعبنا من خلال تشريعات احتلاليّة جديدة تستهدف أرضنا وشعبنا مثل التشريعات المتعلّقة بضم المستوطنات وسحب المواطنة....الخ.

إنَّ تصاعد السياسات الاستعمارية والعنصرية للاحتلال يدعونا إلى مزيد من المواجهة وتعزيز وحدتنا الوطنية وصمود شعبنا ومواصلة نضالنا حتى تحقيق حقوقنا الوطنية كافّةً.

كما يأتي الثامن من آذار بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على مصادقة الرئيس انضمام دولة فلسطين إلى اتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" بدون تحفّظات،كما تمَّ التوقيع على العديد من العهود والاتفاقيات الدولية التي تقتضي التزامًا عمليًّا من قِبَل دولة فلسطين بالعمل على مواءمة القوانين والتشريعات الفلسطينية كافّةً وَفْقَ هذه الالتزامات، بما يحفظ الحقوق المتساوية لنساء فلسطين، ويُساهم في بناء مجتمع فلسطيني تسودُهُ القِيَم الديمقراطية والعدالة ويحفظ كرامة جميع مواطنيه.

كما نتوجَّه بالشكر إلى فخامة سيادة الرئيس "أبو مازن" ومجلس الوزراء ممثّلاً بدولة رئيس مجلس الوزراء د.رامي الحمدالله لإقرارهم رزمة من القوانين لصالح إنصاف المرأة في الحصول على حقوقها المدنية، ممَّا يدعونا للمطالبة بمواءمة القوانين والتشريعات الفلسطينية مع اتفاقية نبذ كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة "سيداو" والعمل على نشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية.

إنَّنا ونحن نُحْيي يوم الثامن من آذار يوم المرأة العالمي نؤكِّد ضرورة ما يلي:

1. التمسُّك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثِّلاً شرعيًّا ووحيدًا لشعبنا، وتفعيل وتعزيز دورِ مؤسّساتها ودوائرها

2. إتمام وحدتنا الوطنية وإنجاز المصالحة وتجاوز العقبات والمعيقات كافّةً في طريقها

3. دعم المقاومة الشعبية وتوفير أشكال ومقومات الصمود المادية كافّةً لأبناء شعبنا

4. وضع إستراتيجية وطنية لمقاومة شعبنا وبإجماع القوى والفصائل كافّةً، وَفْقًا للبرنامج الوطني الفلسطيني

5. توفير الرعاية والحماية الاجتماعية لأُسَر شهدائنا وأَسرانا وجرحانا ومواجهة جميع الإجراءات الصهيونية الهادفة إلى تشريع حجز رواتب ومخصّصات أُسَر الشهداء من الأموال الفلسطينية

6. دعوة مجلس الأمن والجمعية العامة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية للعمل الجاد والفوري لرفع الحصار الظالم عن أهلنا في قطاع غزة ومساءلة ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم تجاه شعبنا وأرضنا، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 والمتعلِّق بوقف الاستيطان وعدم شرعيته، وأيضًا تنفيذ فتوى لاهاي بخصوص الجدار والاستيطان

7. توسيع دائرة المقاطعة للاحتلال ومنتجاته وصولاً للمقاطعة السياسية وعزله دوليًّا

8. مواصلة الجهود لانتزاع اعتراف دولي كامل بدولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس

9. العملُ على عقدِ مؤتمر دولي لعملية السلام كامل الصلاحيات وبرعاية الأمم المتحدة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصّة بالقضية الفلسطينية

10. التوجُّه لسيادة الرئيس محمود عباس " أبو مازن" بالتحية والتقدير ومُطالبته بالتوقيع على البروتكول الإضافي لـ"سيداو"، ونشر الاتفاقية بالجريدة الرسمية لتصبحَ مرجعًا تشريعيًّا عمليًّا

11. مواصلة العمل بتحديث القوانين والأنظمة في فلسطين بما ينهي أشكال التمييز ضد المرأة كافّةً، والعمل على الارتقاء بالمكانة الاجتماعية للمرأة ووضع اتفاقية "السيداو" موضع التطبيق على الصعيد الوطني

12. تنفيذ قرارات المجلس المركزي المتعلّق بتمثيل المرأة بنسبة لا تقل عن 30% في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات وهيئات دولة فلسطين

التحية لكلِّ نساء فلسطين في الوطن والشتات، ومعًا نُواصل النضال الوطني والاجتماعي لتعزيز كفاحنا وصولاً إلى الحُريّة والاستقلال وإنهاء الاحتلال واقتلاع الاستيطان وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

التحيّة لصمود أسرانا وأسيراتنا البواسل، وندعو إلى الإفراج الفوري عنهم من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

التحيّة للنساء العربيات ونساء العالم المناضلات من أجل حقوق شعوبهن المشروعة في الحُريّة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

التحية والشكر لأحرار العالم كافّةً الذين يواصلون دورهم التضامني مع شعبنا وحقوقه المشروعة

المجدُ والخلود لشهدائنا الأبرار

تحيّةً لروح الشهيد القائد الرّمز "أبو عمار" نصيرِ المرأة في عيدها

الحُريّة لأسيراتنا وأسرانا البواسل

عاشت وحدتنا الوطنية... عاش الثامن من آذار "يوم المرأة العالمي"

"الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية"