تحت شعار العهد هو العهد والقسم هو القسم أنهت حركة فتح في منطقة صيدا مؤتمرها التنظيمي الثالث تحت عنوان دورة "الشهيد القائد محمود شريف طاهر سمودي (بلال الأوسط)" وذلك في مخيم المية ومية الأحد 2013/11/17.

وجرى المؤتمر تحت إشراف مسؤول الأقاليم الخارجية لحركة "فتح"الدكتور سمير رفاعي، وبحضور أمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر إقليم لبنان رفعت شناعة، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر وأعضاء الإقليم في لبنان، وقائد الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب ومسؤولي فصائل "م.ت.ف" وعدد من ممثلي القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية، وأعضاء المجلس الاستشاري.

بدايةً كانت كلمة د. الرفاعي حيثُ نوَّه لتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، لافتاً إلى المبادئ التي تمسَّك بها الشهيد وكان من تداعياتها حصاره على مرأى من العرب.

 كما نوه د. الرفاعي إلى خطورة المرحلة، متطرِّقاً لمسألة المفاوضات ومؤكِّداً أننا كفلسطينيين لا نراهن على هذه المفاوضات. وفي الوقت ذاته، دعا إلى إنهاء الانقسام لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، مشدِّداً على أن القدس تحتاج حشد كل الطاقات والإمكانيات للحفاظ على هويتها العربية لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة.

من جهته، أشار عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف إلى أن حركة "فتح" هي الرائدة لتي تتقدَّم الصفوف في جميع المجالات لأنها حركة الشعب الفلسطيني، مؤكِّداً أن عقد المؤتمر يُشكِّل محطة نضالية في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني واستحقاقاً وطنياً ديمقراطياً وانتخابياً، ولافتاً إلى أن المؤتمرات التي جرت هي استكمال لحالة النهوض بالحركة.

وختم اليوسف بالإشارة إلى أن أجمل هدية تُقدَّم للرئيس الشهيد في ذكراه هي العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني.

بدوره تحدَّث أبو العردات عن نجاح قيادة "م.ت.ف" في لبنان بإيقاف الفتنة الداخلية للمخيمات على خلفية وحدة الفصائل الفلسطينية وموقفها الموحد، ونوَّه إلى أن جريمة اغتيال الرمز الخالد ياسر عرفات هي جريمة سياسية بامتياز.

ولفت أبو العردات إلى أن إسرائيل تمثِّل الإرهاب المنظَّم عبر تاريخها الإجرامي المليء بالمجازر، مستدركاً بأن الشهيد أبو عمار مدَّ يده للسلام ولكن إسرائيل اغتالته. واستنكر ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من ممارسات بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، مشدِّداً على أهمية إنهاء الانقسام وتوحيد الصفوف لمواجهة هذا العدو الغاصب.

وأكَّد أبو العردات وحدة الموقف الفلسطيني القاضي بالحياد الايجابي تجاه ما يجري في كافة لدول العربية ورفض في الوقت ذاته أي تدخل خارجي في شؤون هذه الدول، مؤيدَّاً الحل السياسي لهذه الأزمات. ودعا لتعزيز التحالف والوحدة الوطنية في الساحة اللبنانية لحماية المخيمات الفلسطينية، منوِّهاً إلى العلاقة الجيدة مع الدولة اللبنانية وكافة الأحزاب اللبنانية على قاعدة السيادة والقانون والكرامة والعيش الكريم وإعطاء الحقوق المدنية.

أمَّا شناعة، فنوَّه إلى أن حماية حركة "فتح" أمر مطلوب من الجميع رغم تقصير البعض مشيراً إلى أن أبناء الحركة الأمناء يحملون العبء الكبير ودائماً ينظرون إلى الأمام.

وأكَّد شناعة أن "فتح" هي من علم العالم النضال، وأن الرئيس الشهيد ياسر عرفات ترك بصمات خالدة في تاريخ حركات التحرر، مشيراً لأهمية الاستفادة من التجارب السابقة في مسيرة التنظيم لمعرفة مكامن الخطأ والصواب وال أعقبات والعراقيل لتجاوزها وانجاز المشروع الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة.

كما تناول شناعة أهمية المؤتمر ودوره في الحياة الداخلية، داعياً كافة أعضاء الحركة لتجسيد مبادئها بالتخلص من الأنانية وتحقيق المصالحة الذاتية، خاتماً بالتأكيد على أن طريق القدس تبدأ بالوحدة الداخلية وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتجانس والتوحد لأن "فتح بحاجة إلى كل أبنائها".