بقلم اللواء/ منذر حمزة

تكتسب ذكرى الشهيد ابو عمار مكانة خاصة في الذاكرة الحزينة للشعب الفلسطيني، فلا يمكننا الحديث عن فلسطين، عن قضية شعبنا، وعن مسيرته المظفرة التي تجاوزت النصف قرن، دون التوقف أمام رجل السيرة والكفاح المتعدد الأساليب، رجل الكيانية الوطنية والرمز الذي عشقته الأجيال الفلسطينية على اختلاف انتماءاتها.
في هذا اليوم يلتقي الكل الفلسطيني لكي يستلهم من هذه القامة الخالدة أصول الوحدة والتلاقي. أصول الصمود وشدّ  الأوصال والاقتراب الدائم من الشعب الذي حمل عبء قضية عادلة وشائكة هي قضيتنا الفلسطينية.
إن روح الشهيد أبي عمار ارتاحت في عليائها الآن بعد كسر جدار الانقسام والصراع الأليم بين الأخوة. وبناء عليه يجب أن ننجز الكثير، ونعمل بدأب وصبر كبيرين لكي نصل برَّ الأمان في وحدة صفنا وتجاوز ما نتج من مصائب وأكلاف عالية بسبب الانقسام، لكن قيادتنا علمتنا أصول التلاقي وبناء جسور الالفة والمحبة وتجاوز الصعاب من أجل فلسطين.
إنني واثق كل الثقة بأن روح أبي عمار تحلق دائما فوق الجميع، خاصة أولئك الذين يتكبدون عناء الحوار وجَسر الهوة بين مواقف ووجهات النظر المتباعدة. هذا الرجل لم يكن يوما إلا في الوسط، حيث الاعتدال الدائم والتسامح ومد اليد من أجل فلسطين، وبذات القدر نثق بسيادة الرئيس محمود عباس "ابو مازن" الأمين على فلسطين، ووصية الشهيد ياسر عرفات وأمانته.