التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية ومخيماتها يأتي في سياق الأهداف الإسرائيلية بعملية الضم لمحافظات الضفة وإنهاء المخيمات الفلسطينية في مختلف الأراضي الفلسطينية الشاهد على النكبة وتهجير الفلسطينيين من ديارهم المحتلة عام 1948، وقد ترافق التصعيد الإسرائيلي بالضفة بنفس الوقت مع بدء العدوان والإبادة الجماعية بقطاع غزة طيلة الخمسة عشر شهرًا الماضية، وتوسيع الاستيطان من خلال عملية الضم لمحافظات الضفة وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة ومخيماتها بالإضافة إلى إسقاط السلطة الوطنية الفلسطينية بعد التحول الإيجابي من سلطة محلية إلى دولة فلسطينية عضوًا مراقب في الأمم المتحدة وانضمام دولة فلسطين بموجب ذلك إلى المنظمات والمؤسسات الدولية، لذلك فإن الأولوية لدى الجانب الإسرائيلي إلى إقصاء السلطة الفلسطينية والاستمرار في التصعيد العسكري لجيش الاحتلال، إضافة إلى الحصار الاقتصادي من خلال احتجاز أموال ضرائب المقاصة الفلسطينية، وبذلك تصبح السلطة عاجزة عن القيام بواجباتها نحو الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والشتات، العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة وعملية التطهير العرقي والإبادة الجماعية على مدار 15 شهر ونقل الفضائيات الإخبارية جرائم ومجازر وحشية وإرهاب دفعت دول وشعوب العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقة الوطنية بإنهاء الاحتلال.
وقد تكرس المطالبة في تنفيذ حل الدولتين وفقًا للقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، الشعب الفلسطيني بصموده الأسطوري رغم حجم الكارثة جراء الإبادة الجماعية، وعدم توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الإنسانية، إلا أنه لم يستسلم ولم يندفع نحو معبر رفح الحدودي للهجرة ولم يتجاوب مع محاولات السفينة الأميركية للهجرة بل صمد وصبر واحتسب أمره إلى الله تعالى، وفي اللحظات الأولى لوقف العدوان الإسرائيلي، قام بعملية العودة إلى المحافظات التي غادرها عنوة نتيجة العدوان والإبادة الجماعية بأعداد تقارب نصف مليون سيرًا على الأقدام رجال ونساء وأطفال وكبار سن رغم صعوبة الطريق وتدمير الشوارع وطرق وعدم توفير وسائل النقل، مشهدنا كمشهد أداء فريضة الحجاج يوم عرفة، هذه المشاهد تؤكد على صمود الشعب فوق ترابه الوطني فلسطين، ولن يُهاجر وطنه نحو دول العالم، حيث جرب الهجرة عام 1948، الطريق الوحيد لحل عودة اللاجئين إلى القرى والمدن التي أجبر أهلها على الهجرة الجماعية نتيجة المجازر الوحشية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية من أجل إجبارهم على الهجرة، وبكل تأكيد فإن دعوة الرئيس دونالد ترامب لهجرة الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدول العربية الشقيقة، مثل: جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية يعتبر ذلك مرفوض من حيث الشكل والمضمون على المستوى الشعبي والرسمي الفلسطيني، بل على الرئيس دونالد ترامب والإدارة الأميركية بأن تعمل على إعادة اليهود من حيث جاؤوا، ونؤكد بأن مصر للمصريين والأردن للأردنيين، والشعب الفلسطيني يرفض البديل عن فلسطين، ونؤكد بأن مهمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لن تنتهي بدون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها