تصوير فادي عناني

  شارك أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأمين سر شعبة عين الحلوة لحركة "فتح" ناصر ميعاري، وكوادر وضُبّاط منطقة صيدا، الجبهة الديمقراطية في مخيمّ عين الحلوة بوقفةٍ تضامنيةٍ وفاءً لعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية وأمين سر لجنتها المركزية ومسؤول جناحها العسكري الشهيد خالد نزّال، وذلك أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مخيم عين الحلوة.

وقد احتشد المئات من أبناء شعبنا وأنصار وأعضاء الجبهة يتقدَّمهم ممثّلون عن الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، واللجان والاتحادات الشعبية، والمؤسسات الأهلية، وكشافة جمعية ناشط، والمشاريع الخيرية الإسلامية، ورُفِعوا صُوَر الشهيد خالد نزّال.

بدايةً كان تقديم من عضو قيادة اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" السيدة رنيم عثمان، إذا قالت: "أرعبتهم في استشهادك كما أرعبتَهم في حياتك، ولم يستطع العدو مهما فعل أن يمحي من ذاكرة شعبنا الشهيد، وكل شهداء شعبنا وثورتنا".

ثُمَّ كانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا ألقاها العميد ماهر شبايطة، فقال: "إنَّنا نواجه المحتل المتغطرس الذي يعتمد كلَّ الطرق لقتل المستقبل، وإلغاء الواقع، وطمس التاريخ والماضي. حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصلُ عمليات التحريض ضد الشهداء والأسرى الفلسطينيين، والمقاومة الفلسطينية، في محاولةٍ لتضليل الرأي العام العالمي وحرف البوصلة عن الجرائم التي ترتكبها ليلاً نهاراً ضد الشعب الفلسطيني، واستباحة وتهويد المقدسات، وتغيير معالم باب العامود، وعبرنة الشوارع والطرقات، ومصادرة الأراضي، وإقامة المستوطنات بتسارع كبير في أنحاء الضفة الفلسطينية كافةً بما فيها القدس، وتشديد الحصار على قطاع غزة، والعمل على محو الذاكرة الفلسطينية وتهويد التراث وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية".

وأضاف: "الشاهد على التحريض الإسرائيلي قيامُ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشنِّ هجمةٍ شرسةٍ استهدفت الشهيد خالد نزّال، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومسؤول قوات إسناد الداخل برتبة عقيد في قوات الثورة الفلسطينية، بعد تدشين النصب التذكاري وميدان الشهيد خالد نزّال في شارع جنين – حيفا بمحافظة جنين شمال الضفة الفلسطينية في الذكرى الـ31 لاستشهاده، بحجة أنَّ نزال كان مسؤولاً للقوات المسلّحة الثورية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، وخطَّطَ لتنفيذ عملية (معالوت/ترشيحا) عام 1974، والتي أدَّت إلى مقتل 26 إسرائيليًا، وبذريعة أنَّ ذلك يُعلِّم الفتية الفلسطينيين قتل الإسرائيليين وليس صنع السلام".

ونوَّه العميد شبايطة إلى أنَّ "حكومة الاحتلال تواصل تجريم المقاومة الفلسطينية، ووسمها بالإرهاب، وتواصل التحريض على الشهداء، والأسرى، والمناضلين الفلسطينيين، وتطالب بوقف رواتبهم، لكن أن ترضخ السلطة الفلسطينية لإملاءات الاحتلال فهذا سيفتح شهيته لمزيد من الضغط والتحريض على الشهداء، والأسرى، والمقاومة الفلسطينية، والمؤسسات المعنية، كهيئة الأسرى والمحرّرين، ومؤسّسة رعاية أُسَر الشهداء والجرحى. فشعبنا لن يتنكَّر لتاريخه الوطني، ولن يتخلى عن تمجيد شهدائه وأسراه الذين صنعوا له المجد، وانتزعوا بتضحياتهم اعتراف العالم بهم شعباً جديراً بالحياة، وبحقه في تقرير المصير. وإنَّ الرئيس المؤتمن محمود عبّاس لن يقبل بكل الإملاءات الإسرائيلية والأميركية، ولذلك نُحذِّر من مخطط اغتياله كما حصل مع الرئيس أبو عمار. نتنياهو يصف المقاومة بالإرهاب ويتّهم الفلسطينيين بتمجيد مقاومتهم متغاضيًا عن تمجيد الصهاينة لجرائمهم ومجازرهم وتخليدها كما هو الحال مع العصابات الصهيونية وقياداتها الذين ارتكبوا عشرات المجازر ضد شعبنا، وتسمية العديد من الشوارع والميادين بأسماء (قادة إسرائيليين) تلطّخت أيديهم بدماء الفلسطينيين وخير مثال على ذلك، إطلاق أسماء “الأرغون” و”الشتيرن”، الذين أُدينوا من قِبَل محاكم بريطانيا نفسها بارتكاب مجازر القتل الجماعي، بل مواصلة بث السموم في المناهج الإسرائيلية، والتحريض على الفلسطينيين، وإصدار العشرات من الفتاوى التي تحرّض على الشعب الفلسطيني، وتبث ثقافة التطرُّف وإرهاب الدولة المنظّم".

وتابع العميد شبايطة: "المؤسّسة الإسرائيلية تُرسِّخ مفاهيم التطرف، والعنصرية، والحكومة التي يقودها نتنياهو كلُّها تحرِّض على العنف والإرهاب، وعليهم أن يتذكّروا قيام نتنياهو بشكل شخصي بافتتاح مشفى باسم “اسحاق شامير” مجرم الحرب الإرهابي الذي شارك بقتل وذبح مئات المدنيين، والمطلوب من سلطات الانتداب بجريمة تفجير فندق الملك داود التي ذهب ضحيتها العشرات، واريئيل شارون “بطل” مجزرة قبيا، والذي أدانته لجنة تحقيق رسمية إسرائيلية بالمسؤولية عن مجازر صبرا وشاتيلا، بل دفاع نتنياهو عن الجندي القاتل “أليئور أزاريه” الذي ضُبِطَ مُتلبساً بممارسة الاغتيال بدم بارد للشهيد عبدالفتاح الشريف، وهو جريح ملقى على الأرض وعاجز عن الحركة. فاليوم يُزال النصب التذكاري للشهيد خالد نزّال، وغداً سيكون مقام الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات، وميدان الشهيد جورج حبش في رام الله والشهيدة دلال المغربي وسوى ذلك".

وأردف:" إنَّ الشهيد خالد نزال “سنديانة فلسطين” كان ضحية الإرهاب الإسرائيلي الذي اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي بدم بارد في العاصمة اليونانية أثينا في التاسع من حزيران 1986، والسجل العسكري للشهيد خالد نزّال سجل ناصع ومشرّف، فهو مناضل من أجل الحرية والواجب الوطني، وليس إرهابياً كما يدّعي الاحتلال، بل قادَ مقاومةً مشروعةً ضد الاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية، والتي كفلتها جميع الشرائع والمواثيق الدولية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال. إنَّ الرد على سياسة الاحتلال هو التوجه مباشرة لحوار فلسطيني فلسطيني، والتوافق على إجراء الانتخابات الفلسطينية، ولنكن جسمًا واحدًا في وجه الغطرسة الإسرائيلية والأميركية".

 كلمة الجبهة الديمقراطية ألقاها مسؤولها في عين الحلوة فؤاد عثمان، مما جاء فيها: "الخالد نزّال في النزال لا يزال، خالدًا فينا يا خالد، يا نزال، عنواناً للشهادة والشهداء بتضحياتك وعطائك وإخلاصك لقضيتك، ولشعبك، ولأرضك، فكنتَ مثالاً يُحتذى به للثائر الفلسطيني أينما رحلت وارتحلت، فكل الميادين تشهد لك يا خالد من فلسطين، ولبنان، وصولاً لليونان تقضُّ مضاجع العدو مرة تلو المرة  بعمليات نوعية، و"معالوت" ما زالت في البال، وهذا ما أكَّده رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بأنَّ الخالد نزال ما زال حيّا في النزال، عندما أصدر أوامره بهدم ميدان الشهيد الخالد نزّال الذي مضى على استشهاده أكثر من ٣ عقود، فهذا يُدلِّل على حالة التخبُّط والرعب التي يعيشها هذا الكيان، فهم واهمون، وأعادوا نفس الخطأ عندما قالوا الكبار يموتون والصغار ينسون، وعندما أقدموا على هدم ميدان  الشهادة والشهداء وليس ميدان الخالد نزال فحسب، بل هو ميدان لكل شهيد، وكل ثائر ومقاوم، وكل فلسطيني وعربي وحر في هذا العالم. فهم واهمون وحالمون بأنَّ هذه الأفعال الهمجية قد تمحو من ذاكرة شعبنا الفلسطيني الإرث الوطني الذي تركه لنا شهداؤنا بتضحياتهم وعطاءاتهم لكي نحيا بعزة وكرامة، فلكم منا كل الوفاء يا شهداء فلسطين بأن نصون إرثكم، ونصون تضحياتكم، وإعادة النصب التذكاري للشهيد النزال هو أقل ما يمكن أن نُقدِّمه لكم يا منارات فلسطين، فانتصار النزال هو انتصار لكل حر وشريف في هذا العالم".

وتطرَّق عثمان للأوضاع في مخيّم عين الحلوة، فقال: "أمام ما يجري في مخيّم عين الحلوة من محاولة إظهاره على أنَّه بؤرة أمنية وتسليط الضوء عليه، نقول: سيبقى المخيّم عنوان قضية اللاجئين الفلسطينيين حتى تحقيق حق العودة" مؤكِّدًا أن أحدًا لن يستطيع تغيير صورة المخيّم كمكان للمقاومة، والتمسُّك بحق العودة رغم الظروف الصعبة التي يمر فيها أكان بأيدي أدوات داخلية أو أجندات خارجية. وختم قائلاً: "ندعو جميع القوى الوطنية والإسلامية بدون استثناء للعمل على ضبط الوضع الأمني في المخيم، وتأمين الأمن والاستقرار، وعدم السماح بالمساس بأمن المخيّم والجوار، ومحاسبة كل مَن يحاول المساس بذلك، ورفع الغطاء عن أي مخل".