قال الشيخ يوسف ادعيس وزير الأوقاف والشؤون الدينية: إن سياسات الاحتلال التهويدية التي تستهدف المقدسات على حدّ سواء، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، تشير إلى مرحلة حاسمة في تاريخ المدينة المقدسة من حيث ازدياد عدد العطاءات الاستيطانية، وتعالي صوت ما تسمى منظمات الهيكل المزعوم لبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.
وأكد أن الاقتحامات التي تخطت خلال شهر حزيران المنصرم الثمانين اعتداء تنوعت في أساليبها من حيث السماح للمستوطنين بالاقتحامات وجنود الاحتلال وعناصر مخابراته، وظاهرة التخفي بلباس إسلامي التي يمارسها المقتحمون للاندساس في جموع المسلمين لضمان اقتحامهم، وما بدأ الحديث به عن (قانون استراتيجي) يمنع تقاسم مدينة القدس مع أية جهة كانت، وتحطيمها عدداً من أقفال وأبواب الجامع القبلي، واعتقال عدد من المعتكفين، والاعتداء على المصلين، مضيفاً أن هذا الشهر شهد مزيداً من الإجرءات الأمنية المعقدة، وحال دون دخول عدد كبير ممن رغب بالصلاة في المسجد الأقصى، سواء بتقييد العمر أو التفتيش المذل والطويل.
وأضاف ان الاحتلال جعل حياة الفلسطينيين في المدينة ضرباً من الجحيم، عبر حصارهم اقتصادياً ومعيشياً وفي سكنهم، والكاميرات المنتشرة بكل ركن، ناهيك عن الحفريات المتواصلة والتي كانت هذا الشهر متمثلة بقيام طواقم تابعة لما تسمى سلطة آثار الاحتلال، بتنفذ أعمال حفر في صخر أثري في منطقة العين ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ونفذوا عمليات حفر وتخريب في صخر أثري في المنطقة باستخدام جرافة صغيرة.
وبين ادعيس أن أهداف الاحتلال تتركز في فرض سيطرته على أكبر مساحة ممكنة وتهويدها وما يجري بساحة البراق ومقبرة مأمن الله والرحمة وما يحاك من مخططات ضد باب العامود  شاهد على ذلك، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية لتهويد القدس تقوم على تغيير الهوية العربية الإسلامية وطرد المقدسيين، وإحلال المستوطنين.
وليس ببعيد كما بين من استمرار المسجد الإبراهيمي في معاناته وخاصة الطوق الأمني والتدخلات والحفريات ومنع رفع الأذان الذي بلغ هذا الشهر 40 وقتاً، ومن اقتحام قطعان المستوطنين مقام النبي متى في بيت أمر، وحتى ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات الحافظة للطاقة، والتي تغذي مسجد قرية جب الذيب في بيت لحم لم تسلم منهم.
وأكد أننا ننظر بعين القلق البالغ لما يتعرض له المسجد الأقصى وسائر دور العبادة من اقتحامات، وتدنيس واعتداء وترهيب للمصلين وتغيير لمعالمها التاريخية والدينية، مناشداً الدول العربية والإسلاميه للارتقاء لمستوى الحدث والتعامل الفوري بما يليق مع ما يجري من جرائم، داعياً للتحرك من أجل الحفاظ على مدينة القدس بما فيها من مقدسات، كما دعا المنظمات الدولية لاتخاذ موقف حازم من الاحتلال يوقف التدهور الحاصل في القدس ويؤمن الوقف الفوري لكل الانتهاكات الجارية.