تضامنًا مع أسرى الحرية والكرامة، ودعماً لصمودهم في معركة الأمعاء الخاوية، نظّمت حركة "فتح" في مخيّم نهر البارد مسيرةً جماهيريّةً حاشدةً، اليوم الجمعة الموافق ٥-٥-٢٠١٧.

وقد تقدّمت المسيرة سيّارات تزيّنت بالعَلم الفلسطينيّ وبرايات العاصفة، وصور الرّمز ياسر عرفات والرّئيس محمود عبّاس وقادة الأسرى في معتقلات الاحتلال، ثمّ اصطفّت طوابير الكشّافة والفرق الموسيقيّة فالأشبال والزّهرات وحملة الرايات، تلتها تشكيلات للمكاتب الطّلابية والنّسائيّة الحركيّة.

وقد تقدّم الجماهير أمين سرّ حركة "فتح" في الشّمال أبو جهاد فيّاض، ورئيس بلدية المحمّرة الأستاذ عبدالمنعم عثمان، ومختار بلدة المحمّرة أحمد سلمى إلى جانب ممثّلي الفصائل الفلسطينيّة واللجان والحراكات الشّعبيّة، كما شاركت في المسيرة كوكبة من فعاليّات ووجهاء مخيّمات الشّمال وقرى الجوار، إضافة إلى جموع غفيرة من أهالي نهر البارد وشخصيّاته الدّينية والوطنيّة والتربوية والإعلامية والاجتماعيّة.

وقد انطلقت المسيرة من أمام ساحة الشّهيد ياسر عرفات على وقع أناشيد العاصفة وهتافات الجماهير نُصرةً للأسرى، لتجوب شوارع نهر البارد وصولاً إلى ساحة القدس، حيث رحّب الأخ محمد أبو عرب، بالوفود والجماهير المشاركة في المسيرة موجِّهًا التّحية إلى أسرى الحرية والكرامة الذين يسطّرون بأمعائهم الخاوية وبإرادتهم الصلبة أروع الملاحم البطولية في مواجهة سياط الجلادين وعتمة الزنازين ليرسموا ملامح الوطن في سماء المجد والعزّة والحرية. 

ثُمَّ ألقى كلمة لبنان رئيسُ بلدية المُحمَّرة الأستاذ عبدالمنعم عثمان، إذ حيّا فيها صمود الأسرى الأبطال الرجال الشامخين، مؤكِّدًا للعالم أجمع أنَّ إرادة الفلسطينيّ عصيةٌ على الانكسار، وأنَّ ليل السجن والاحتلال زائلٌ، وفجر الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف قد أصبح قريبًا. 

وأضاف: "لن يكون هناك استقرار، ولا أمن ولا أمان إلا بخروج كافة الأسرى ليتنفّسوا نسائم الحرية، ويساهموا في بناء الوطن الذي ضحّى الجميع من أجله ودافع عن ترابه".

وأشار إلى أنَّ الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال للتضييق على الأسرى لن تجدي نفعاً وستنكسر أمام صمودهم الأسطوري في معركة الحرية والكرامة.

وبعدها كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرّها في الشمال أبو جهاد فياض إذ قال: "تسعة عشر يوماً وأسرانا الأبطال ما زالوا يخوضون معركة الحرّية والكرامة"، مضيفا:"لقد توحَّد أسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال في مواجهة الجلاد الصهيوني، لذلك فقد بات مطلوب منا إنهاء الانقسام البغيض الذي لا يخدم إلّا الاحتلال الصهيوني، آملين تحقيق المصالحة الوطنية قريبا رغم الظروف المعقدة في الساحة الفلسطينية والضغوطات الإقليمية، وذلك من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني".

وطالبَ فيّاض حركة حماس وأجهزتها الأمنية في غزة بوقف اعتقالاتها واعتداءاتها على أبناء حركة "فتح" في قطاع غزة هاشم، وبالسماح لهم بإقامة فعاليات داعمة للأسرى الأبطال.

ثم تابع: "غزة التي استقبلت القائد الشهيد ياسر عرفات حين عاد إلى الوطن.. غزة التي لا يمكن إلّا أن تكون عرينا للمقاومة بكل أطيافها السياسية في غزة"، مشيرًَا إلى العلاقة المميّزة التي كانت تجمع بين القائد الشهيد ياسر عرفات والشيخ الجليل الشهيد أحمد ياسين.

كما طالبَ فياض المجتمع الدولي وكافة المؤسسات التي تدّعي حقوق الإنسان، وفي مقدّمتها الصليب الأحمر الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني من أجل تنفيذ معاهدة جنيف الرابعة، واعتبار الأسرى الفلسطينيين هم أسرى حرب، لأنَّ ما يقوم به جلادو الاحتلال الصهيوني من تغذية قسرية لأبطالنا الأسرى يشكِّل خطرًا على حياتهم.

ثم تابع: "إن ابتداع معركة الأمعاء الخاوية في وجه السجانين الصهاينة يهدف إلى رفع الصوت، ليسمعه المجتمع الدولي ليقف إلى جانبهم وينصفهم في معركتهم من أجل نيل الحرية والكرامة".

وأشار فياض إلى أنَّ الحركة الأسيرة التي يتجاوز عددها ٧٠٠٠ أسير وأسيرة في معتقلات الاحتلال قد اختار منهم ١٦٠٠ أسيرٍ خوضَ معركة الحرية والكرامة، والعدد ذاهب إلى تزايد يومي بقيادة البطل مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ويتقدمهم شيخ الأسرى وعميدهم في معتقلات الاحتلال القائد كريم يونس الذي أمضى ما يزيد عن ٣٥ عامًا في الأسر، مؤكِّدًا أنَّ معركة الحرية والكرامة استطاعت أن تخترق جدار الصمت العربي والدولي، وباتت محل تحليل وحديث كل وسائل الإعلام وكل نشرات الأخبار معيدة بذلك القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية.

وفي حديثه عن المخيَّمات الفلسطينية رأى فيّاض أنَّ هناك مؤامرة تُحاك من أجل حرف شبابنا وشاباتنا عن هدفهم في التحرير والعودة، لافتاً إلى أنَّ تفشي ظاهرة التعاطي بين بعض شبابنا هي دليل على تراجع القيم والأخلاق الفلسطينية التي تربينا عليها، وفي هذا السياق شدَّد فيّاض على ضرورة حفظ أمن مخيماتنا في لبنان التي لن تكون مأوى  لأي إرهابي أو عابث بأمنها، مؤكِّدًا حرصه على استقرار أمن لبنان الشقيق بالتنسيق مع الدولة اللبنانية.

وفيما يخصّ وكالة الأونروا فقد طالبها بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه أهلنا في لبنان، والعائلات المهجَّرة من مخيّمات سوريا، والالتزام بخطة الطوارئ لأهلنا في مخيم نهر البارد.

وقد ثمَّن فياض دور القيادة الفلسطينية في دعم قضية أسرانا البواسل، مطالبًا برفع قضيتهم إلى أعلى المحافل الدولية، وخاصة الحقوقية والقضائية.

وأخيرًا توجَّه بالتحية لأحرار هذا العالم على وقوفهم إلى جانب أسرانا البواسل ولأبناء شعبنا في الوطن والشتات الذين ينظِّمون أنشطة وفعاليات دعماً لأسرانا البواسل، آملاً أن ينعموا بالحرية، وفي مقدَّمهم القادة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وباسم الخندقجي وعميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس، وعميد الأسرى العرب يحيى سكاف.

واختتمت المسيرة بدعاء للأسرى قرأه فضيلة الشيخ محمود أبو شقير.