أطلع وزير الخارجية رياض المالكي، وفدا برلمانيا أوروبيا، برئاسة إلمار بروك، رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي (المسيحيين الديمقراطيين)، على آخر المستجدات السياسية والميدانية في الأرض المحتلة، والحراك السياسي والدبلوماسي للقيادة الفلسطينية في المحافل الدولية.

ووضع المالكي الوفد، الذي استقبله في مقر الوزارة بمدينة رام الله، في صورة آخر المستجدات السياسية والميدانية في الأرض المحتلة، وسياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه المواطنين الفلسطينيين.

وتطرق الى مشروع القرار في مجلس الأمن بشأن الاستيطان، والذي إن تم تبنيه سيلزم الحكومة الإسرائيلية بوقف البناء الاستيطاني، الأمر الذي سينقذ حل الدولتين ويضع إسرائيل أمام مسؤولياتها تجاه المجتمع الدولي، كما أشار إلى رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المتكرر للعديد من المبادرات التي جاءت من جهات دولية لتحقيق السلام بين الجانبين.

كما استعرض الوزير الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة التي تتحدى القانون الدولي والقانون الدولي الانساني في القدس وقطاع غزة وفي المناطق "ج" والتي تقوض حل الدولتين، قائلا: إن هذه الحكومة الاسرائيلية تعمل ليل نهار على تمرير مشاريع قوانين تنافي كل القوانين والمواثيق الدولية خاصة فيما يتعلق بمنع الأذان، ومشروع قانون تبييض الاستيطان، ومسابقة الزمن في عمليات تغيير معالم القدس الشرقية، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، كما حصل في الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل ومحاولات تهويد المدينة بكل الوسائل والطرق، انطلاقا من شعورها بالحصانة وأنها دولة فوق القانون تفعل ما تشاء دون رقيب أو حسيب ضاربة بعرص الحائط كل الإدانات الدولية، وأن الممارسات الاسرائيلية ستدفع بقيام دولة واحدة بنظامين أحدهما نظام فصل عنصري على غرار ذلك الذي كان في جنوب افريقيا بل وأسوأ، وآخر للإسرائيليين.

وشدد المالكي على سعي القيادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، وأن نتنياهو يستغل هذا الانقسام للتظاهر بأنه هو الذي يعوق الحل، مؤكدا أن الرئيس محمود عباس هو المخول بخوض المفاوضات انطلاقا من كونه رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مضيفا "على نتنياهو أن يطمئن بأن لا يوجد هناك في الوطن العربي من سيبني علاقات معه بطريقة مجانية، وعليه اختصار الطريق والذهاب الى الحل القائم على أساس الدولتين مع القيادة الفلسطينية الشرعية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس".

وأشار المالكي إلى أن القيادة الفلسطينية ترى بأن يكون العام 2017 هو عام إنهاء الاحتلال، وأولى الخطوات لتحقيق ذلك هو نجاح المبادرة الفرنسية وعقد مؤتمر باريس، مبديا تفاؤله بالعام الجديد الذي سيبدأ بعقد مؤتمر دولي للسلام في باريس خلال الشهر الجاري، وأن ينبثق عن المؤتمر جبهة دولية تدفع باتجاه موقف دولي صلب وموحد لتحقيق حل الدولتين، خاصة أن إسرائيل ترفض كل المبادرات التي من شأنها أن تضع حدا للاحتلال والاستيطان في الأرض الفلسطينية.

وتابع المالكي قائلا: يجب على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ دوره الحقيقي، وذلك انطلاقا من الشراكة الاقتصادية التي يقيمها مع إسرائيل، وذلك ليس بهدف عقاب اسرائيل بقدر ما هو بدفعها لاتخاذ خطوات تجاه السلام.

بدروه، أشار بروك الى دعم الاتحاد الاوربي لحل الدولتين وفق القرارات الدولية، منوها إلى زيارته إلى محافظة بيت لحم ومشاهدته لما قامت به إسرائيل من وقائع على الأرض.

كما اجاب المالكي على عدة تساؤلات طرحها أعضاء الوفد.

وحضر اللقاء عدد كبير من المسؤولين من كلا الجانبين.