نظّمت حركة "فتح" في مخيّم نهر البارد مسيرةً جماهيريّةً حاشدة إحياءً للذّكرى الثّانية والخمسين لانطلاقتها، وذلك يوم الأحد الموافق ١\١\٢٠١٧.

وقد تقدّمت المسيرةَ سيّاراتٌ تزيَّنت بالعَلم الفلسطينيّ وبرايات العاصفة، وصُوَر الرّمز ياسر عرفات والرّئيس محمود عبّاس وشهداء اللّجنة المركزيّة، ثُمّ اصطفّت طوابير الكشّافة والفرق الموسيقيّة، فالأشبال والزّهرات وحملَة المشاعل والرايات، تلتها تشكيلاتٌ للمكاتب الطّلابية والشّبابيّة الرّياضيّة والنّسائيّة الحركيّة.

وتقدّم الجماهير أمين سرّ فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في الشّمال أبو جهاد فيّاض إلى جانب ممثّلي الفصائل الفلسطينيّة واللّجنة الشّعبيّة، كما شاركت في المسيرة كوكبة من فعاليّات ووجهاء مخيّمات الشّمال وقرى الجوار، إضافة إلى جموع غفيرة من أهالي نهرالبارد وشيوخه وشخصيّاته الدّينية والوطنيّة والاجتماعيّة.

وانطلقت المسيرة من ساحة الشّهيد ياسر عرفات على وقع أناشيد العاصفة وزغاريد الجماهير ونثر الأرز على المحتشدين، لتجوب شوارع نهر البارد وصولاً إلى ساحة القدس، حيث رحّب مسؤول المكتب الإعلاميّ للحركة في نهر البارد أ.محمد أبو عرب بالوفود والجماهير المشاركة في المسيرة قائلاً: "الثورة وُجِدت لتنتصر، وستنتصر.. فمن عيلبون البداية حتّى النّصر في النّهاية، وسنتابع مسيرتنا النّضالية بعزم و إرادة حتّى تحقيق أهدافنا العُليا الّتي انطلقنا من أجلها في الفاتح من كانون الثّاني لعام ١٩٦٥".

ثُمَّ دعا الحاضرين إلى قراءة سورة الفاتحة على روح مُفجّر الثّورة ياسر عرفات وسائر شهداء الثّورة الفلسطينيّة.

وبعدها ألقى كلمة حركة "فتح" مسؤول إعلامها في منطقة الشمال مصطفى أبو حرب إذ قال: "اثنان وخمسون عاماً بدأتها القيادة الأولى متوكّلة على الله ومؤمنةً بقضية شعبنا وحقّه بالتحرير والعودة، وبالأمس القريب كانت انطلاقة جديدة لحركة "فتح" بانعقاد المؤتمر العام السابع رغم كل المعيقات والتعقيدات، انعقدَ المؤتمر مجدّداً، والتوكل على الله والإيمان بهدف شعبنا بالتحرير والعودة".

وتابع: "التحية لقوافل الشهداء وفي مقدّمهم القائد الرمز ياسر عرفات، والقادة أعضاء اللجنة المركزية وسائر شهداء حركة "فتح" وشهداء فلسطين، والتحية للقائد أبو مازن وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ونعاهدكم أن تبقى "فتح" شعلةَ الكفاح المسلَّح" .

وأضاف: "عشر سنوات ونحن ننتظر الإعمار كي نعود إلى بيوتنا، وكل يوم يشدون علينا الحزام، تقليصات يتبعها تقليصات وتخلٍّ.. رفعت الأونروا برنامج الطوارئ فسكتنا، وأوقفت بدلات الايواء وما تحرَّكنا، خفضت بدلات العلاج وما حرَّكنا ساكناً، واليوم باتوا يهدِّدون بعدم إعطاء بدلات الأثاث، فلماذا هذا الاستخفاف بنا؟! يجب أن نرفض استلام بيوتنا في الرزمة الخامسة إن لم تكن شيكات بدل الاثاث جاهزة، لن نسمح أن تعاملنا الأونروا باستخفاف.. وعلى الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية الضغط على الأونروا من أجل القيام بما ألزمها به مؤتمر فيينا ومراقبة عملها في المخيم".

وطالبَ أبو حرب الرئيس أبو مازن بضرورة تطوير مستوصف الشهيد فتحي عرفات كي يصبح مستشفى تنفيذًا لوعده لأهالي مخيّم نهر البارد، ولحاجة هذا المخيم الملحّة إلى المستشفى نظراً لبعده عن مدينة طرابلس وازدياد عدد أبناء المخيم، مؤكّداً الثقة بأنَّ الرئيس أبو مازن يضع احتياجات مخيّمات الشتات نصب عينيه وعلى رأس اهتمامته.

وشدّد أبو حرب على ضرورة إنهاء الانقسام ورص الصفوف وتمتين الوحدة الداخلية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتجديد أُطرها عبر إجراء الانتخابات في المجلس الوطني الفلسطيني لمواجهة كل التحديات والعدو الصهيوني المتربّص بشعبنا.

كما نوّه بالنصر الذي حقَّقته الدبلوماسية الفلسطينية حيث انحازت دول مجلس الأمن الأربعة عشرة إلى الحق الفلسطيني مطالبةً دولة الاحتلال الصهيوني بوقف الاستيطان، معتبراً هذا النصر موازياً للمقاومة الشعبية التي تواجه المحتل على الأرض الفلسطينية المحتلة لدحره عنها.

ثُمَّ أشار إلى أنَّ البيان الوزاري للحكومة اللبنانية العتيدة لم يأتِ بجديد بخصوص حقوق شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان، وأضاف: "ليس مِنة علينا أن يتبنّى البيان رفضَ التوطين، فنحن رفضنا ونرفض كل أشكال التوطين والتهجير، ونتمسَّك بحق العودة تنفيذاً للقرار 194، وكنا نتمنّى أن يتبنى البيان إعطاء الحقوق الإنسانية لأبناء شعبنا، وفي مقدمتها العمل والتملُّك، كي نعيش بكرامة لحين عودتنا إلى فلسطين مع تأكيدنا على حفظ أمن مخيماتنا، لأنّنا نعتبر أمنها من أمن لبنان".

وعقب الانتهاء من كلمة "فتح"، أوقد الحضور شعلة الانطلاقة الثّانية والخمسين وسط أصوات الألعاب النّارية الّتي أضاءت سماء نهر البارد، وعلى وقع الأغاني الثّوريّة.