أحيت حركة "فتح" في الشمال الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، انطلاقة حركة "فتح"، بمسيرٍة جماهيريةٍ حاشدةٍ انطلقت من أمام مقر الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيَّم البداوي، اليوم السبت 31\12\2016.

وتقدَّم الحضور عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان عاطف عبدالعال وقيادة حركة "فتح" في المنطقة، وشارك في المسيرة ممثّلون عن الفصائل الفلسطينية وقوى وأحزاب إسلاميّة ووطنية لبنانيّة، وجماهير من مخيمَي البداوي ونهر البارد، ومدينة طرابلس والمنية وعكار والضنية والكورة  .

وتقدَّمت المسيرة صورتان للرئيسَين الشهيد الرمز ياسر عرفات والقائد محمود عبّاس وعَلم فلسطين وراية حركة "فتح"، وتوالت طوابير الكشّافة والأشبال، والفِرَق الموسيقيّة، وتشكيلات للمكاتب الحركية والكتائب العسكرية.

وجابت المسيرةُ الشوارع الرئيسة لمخيّم البداوي وسط زغاريدِ الجماهير ونثرِ الأرز، لتعود وتنتهي بإضاءة الشعلة أمام مقر الرمز ياسر عرفات، حيثُ ألقى أمين سر حركة "فتح" في الشّمال أبو جهاد فيّاض كلمةً حيّا فيها الجماهير بتحية الفتح، تحية الرصاصة الأولى، تحية الشهيد الأول والأسير الأول، وهنّأهم بانطلاقة المارد الفتحاوي، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي أنارت سماء فلسطين عبر فوهات البنادق.

وأضاف: "اثنان وخمسون عامًا مرَّت على انطلاقة حركة "فتح" التي قدَّمت خِيرة قادتها وأبنائها شهداء من أجل التحرير والعودة، وها هي حركة "فتح" تعيد انطلاقتها وتوقد شعلتها الثانية والخمسين بعد نجاح مؤتمرها السابع والتجديد لقيادتها التاريخية التي أثبتت أنّها أمينة على الثوابت في المشروع الوطني الفلسطيني".

وأكَّد أنَّ أمن واستقرار مخيّماتنا التي هي عنوانٌ لحق العودة، دليلُ حرصنا على أمنِ واستقرارِ لبنان، مشدّداً على أنَّ "حفظ أمن المخيّمات واجبٌ علينا جميعًا من فصائل ومجتمع محلّي، لأنّ كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته".

وأمِلَ فيّاض من الدولة اللبنانية وبعد أن تم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة العتيدة، أن يتضمّن بيانها إقراراً لحقوقنا الإنسانية والمدنية، وخاصةً حقي العمل والتملُّك، ودعا المجلس النيابي اللبناني الكريم لإقرار هذه الحقوق من أجل تمكيننا من العيش بكرامة لحين عودتنا إلى فلسطين.

وأردف فيّاض: "إنَّنا في حركة "فتح" ما زلنا متمسّكين بالوحدة الوطنية، ونؤكّد ضرورة اتمام المصالحة لترتيب البيت الفلسطيني بكل أطيافه وتشكيل حكومة وفاق وطني من أجل توحيد جغرافيا الوطن، ونُشدِّد على ضرورة عقدِ المجلس الوطني الفلسطيني لتوحيد الجهد من خلال توسيع إطار منظمة التحرير الفلسطينية لأنّها البيت الجامع للكل الفلسطيني، وهي مرجعيّة السلطة الوطنية والممثِّل الوحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات".

وأشار إلى أهمية قرار وقف الاستيطان الذي اتّخده مجلس الأمن قبل أيام معتبراً أنّه "أعاد تأكيد قرارات الشرعية الدولية، وأكّد الالتزام بمواثيق جينيف الأربعة، وأدان جميع المحاولات الصهيونية للتغيير الديموغرافي للأرض الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، وأعرب عن بالغ الاستياء بسبب استمرار الأنشطة الاستيطانية مديناً جميع أعمال العنف ضد المدنيين العُزَّل، ومؤكِّداً أنَّ الطريق الوحيد للحل هو إقامة الدولة الفلسطينية على ترابنا الوطني".

وحيَّا فيّاض الأسرى الأبطال الذين يسطرون يومياً البطولات داخل معتقلات الاحتلال بالمواجهات والاضرابات عن الطعام واعتمادهم سلاح الأمعاء الخاوية، وطالب المجتمع الدولي ومؤسّسات حقوق الإنسان بالضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني للإفراج عنهم جميعاً وخاصة الأطفال والنساء، وبإلغاء التوقيف الإداري التعسُفي بحقِّ أسرانا الأبطال.

وختم موجِّهاً التحية للشهيد الرمز ياسر عرفات وللأمناء العامين للفصائل الفلسطينية  وشهداء اللجنة المركزية لحركة "فتح" ولكافة شهداء الثورة الفلسطينية مؤكّداً السير على دربهم، درب الشهادة أو النصر بإذن الله.

وبعد ذلك أضاء فيّاض ومعتمدو الفصائل في الشمال شعلة الانطلاقة الـ52.