تقرير محمد أبو عرب

بمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة على استشهاد الرمز ياسر عرفات نظمت حركة "فتح" مسيرة "الوفاء للرمز أبو عمار"، ووضع أكاليل ورد على أضرحة شهداء الثورة الفلسطينية، وذلك يوم الجمعة ١١-١١-٢٠١٦ في مخيم نهر البارد.

وقد تقدمت المسيرة سيارات تزيّنت بالعلم الفلسطيني وبرايات العاصفة وصور الرّمز أبو عمار على وقع أناشيد العاصفة، ثم اصطف حملة الأكاليل والرايات الفلسطينية والفتحاوية، تلتها طوابير الأشبال والزهرات ومجموعات الكرامة وبيت المقدس والإسراء الكشفيّة، وتشكيلات للمكاتب الطّلابية والشبابية الرياضية والنسائية للحركة.

وقد تقدّم الجماهير أمين سرّ الحركة في نهر البارد أبو سليم غنيم إلى جانب ممثلي الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية، كما حضرت أيضاً جموع غفيرة من أهالي نهر البارد وشيوخه وفعالياته وشخصياته الدينية والوطنية والإجتماعية، فضلاً عن شخصيات وفعاليات لبنانية مرموقة.

هذا وقد جابت المسيرة الشوارع الرئيسية للمخيم وصولاً إلى المقبرة القديمة، حيث رحّب مسؤول المكتب الإعلامي للحركة في نهر البارد محمد أبو عرب بالحشود الغفيرة، مثمّناً لهم مشاركتهم في مسيرة الوفاء لقائد المسيرة الفلسطينية صاحب الكوفية وحامل القلم والبندقية، ومفجّر الثورة ورعد العاصفة الرمز أبو عمَّار، داعياً الجميع لقراءة سورة الفاتحة على روح الرمز وسائر أرواح شهداء الثورة الفلسطينية.

ثمَّ أُعطيت الكلمة لأمين مجلس محافظة الشمال في حركة الناصريين المستقلين السيد عبد الله شمالي، إذ وجه تحية اكبار باسم كلّ الأحرار والثوار والشرفاء إلى روح قائد الثورة الفلسطينية المعاصرة أبو عمار، مؤكداً رمزيته وواصفاً إياه بالثائر والمقاوم والمجاهد الذي نذر حياته من أجل قضية شعب هُجِّر من أرضه وآثر الاستشهاد على أن يفرِّط بحق من حقوقه شعبه أو أن يتنازل عن ثابتة من ثوابته

وأضاف: "هذا القائد العظيم والرمز النضالي الذي جسّد مرحلة تاريخية ناصعة من التاريخ النضالي المشرف للشعب الفلسطيني، لم يفتقده شعبه فحسب، إنَّما افتقدته الأمة لدوره الكبير على الساحتين العربية والإسلامية، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية والعصيبة التي تمرّ فيها القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها".

ثمّ أكّد حقّ الشعب الفلسطيني بمقارعة الاحتلال ومقاومته بكافة الأشكال وفي مقدمتها الكفاح المسلح، لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة في فلسطين بمعناها التاريخي والجغرافي، مشيراً إلى أن التجارب أثبتت أهمية وجدوى خيار المقاومة والكفاح المسلح خياراً وحيداً في مواجهة العدوان.

ثم تابع: "واهمٌ من يظن أن شعباً عظيماً قدّم كل هذه التضحيات يمكن أن يفرّط بأي حق من حقوقه، وفي مقدّمة هذه الحقوق حق العودة مهما اشتدّت عليه الضغوط وحيكت من حوله المؤامرات".

ثم دعا شمالي إلى ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بكل قواه السياسية والعسكرية الشعبية، لأن الوحدة هي أولى شروط الانتصار والتفرقة بداية الهزيمة والاندحار، كما دعا إلى وحدة الشعب العربي بكل قواه السياسية والحزبية ومؤسساته المدنية والالتفاف حول مشروع المقاومة الشاملة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، متسائلاً عن الأنظمة العربية ودورها في نصرة الشعب والقضية الفلسطينية.

وأخيرا أعرب شمالي عن تمنياته بإيلاء الحكومة اللبنانية الجديدة الأهمية لحقوق الشعب الفلسطيني المدنية والإنسانية في لبنان، مطالباً بضرورة إقرار حقيّ العمل والتملك للشعب الفلسطيني.

وقد ألقى كلمة حركة "فتح" عضو شعبة نهر البارد فرحان عبده حيث أشاد بحياة القائد عرفات الوطنية والسياسية والتاريخية الذي دفع حياته من أجل التمسك بالقرار الفلسطيني المستقل، والذي رفع شعار حركته لا للتبعية لا للوصاية ولا للالتحاق، والذي استطاع أن يجيد الجمع بين السلطة والمقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية ويحرّك خيوطها جميعاً بِمَا يتناسب مع المرحلة ومصلحة شعبه.

ثمَّ توقف عند أبرز المحطات التي سطّر فيها الرمز أروع الملاحم البطولية بدءاً من خوضه لمعركة الكرامة حيث أعاد للأمة عزتها وكرامتها، إلى حصار بيروت حيث صمد صمود الأبطال مع اخوانه ورفاق دربه، إلى تفجيره للانتفاضة في الداخل حيث فرض على عدوه معادلة جديدة أدت إلى الاعتراف للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة حسب قرارات الأمم المتحدة وأهمها قرار ٢٤٢ والقدس عاصمة دولة فلسطين وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وصولاً إلى حصاره في رام الله حيث حوّل الحصار إلى انتصار حين فضّل الشهادة على أن يكون أسيراً أو قتيلاً أو طريداً.

وأشار فرحان إلى أن الرهان اليوم على حركة "فتح" وقيادتها باعتبارها مفجرة الثورة الفلسطينية والعمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وصاحبة المشروع الوطني والقرار المستقل والأكثر صراحة مع شعبها.

وأضاف: "إن الرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت، والذي يرفض جميع الضغوطات الأميركية والأوروبية والعربية يصرّ على الحقوق الوطنية الفلسطينية، ويرفض المساومة على هذه الحقوق، ويصمد أمام الحصار المالي والاقتصادي الذي تفرضه عليه معظم الدول، هكذا تعلّم من مدرسة الشهيد عرفات".

وأردف: "نحن نموت واقفين ولن نركع، فقادتنا لا يموتون إلا واقفين، فنحن لا نبيع ولا نشتري في القضايا الوطنية، وإننا في حركة "فتح" لم ولن نسقط خيار الكفاح المسلح من أجندتنا، وإننا متمسكون بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة كافة اللاجئين إلى ديارهم".

وفيما يخصّ المؤتمر العام السابع لحركة "فتح"، أشار فرحان إلى أن الرئيس قد أخذ قراراً حاسماً بانعقاده من أجل إيجاد مخرجاً لكل الأزمات الحالية، ولتجديد الأمل لشعب فلسطين، ولأن المؤتمر ضمانة لوحدة الحركة.

وفيما يخص السياسة الداخلية قال فرحان: "إننا في حركة "فتح" كنّا وما زلنا وسنبقى مؤمنين بوحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام، ومن هنا نقول إنّ يدنا ممدودة دائماً إلى الأخوة في "حماس" من أجل إنهاء الانقسام للمصلحة الوطنية العليا، وندعو إلى انتخابات رئاسية وتشريعية على قاعدة النسبية المطلقة وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على اعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني كي يمارس الجميع في الداخل والخارج حقوقهم في النضال من أجل فلسطين".

أما دولياً فقد نوَّه فرحان إلى أن ما يعني حركته من انتخاب الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته هو موقف الأخير من القضية الفلسطينية على أساس الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على أساس القرار ٢٤٢ والقرار ١٨١ الذي ينصّ على عودة جميع اللاجئين.

وأما لبنانياً، فقد بارك فرحان للرئيس الجديد وحكومته آملاً منهم البدء بالاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين المدنية والإنسانية والاجتماعية والسياسية كحقوق العمل والتملك والنضال.

وأما بالنسبة للأنروا، فقد طالب فرحان المجتمع الدولي بدفع باقي الاستحقاقات من أجل الانتهاء من اعمار مخيم نهر البارد، كما طالب الأونروا بالالتزام بواجباتها في دفع بدلات الايجار وهبة الأثاث لجميع المستحقين، كما طالب بحق أبناء البارد في الاستشفاء الكامل لأن أكثر من ٦٠٪‏ من أبنائه ما زالوا نازحين.

وقد طالب فرحان الرئيس أبو مازن بالإسراع في بناء المستشفى المنتظر في مخيم الطلقة الأولى والصمود والشهداء نهر البارد.

وأخيراً وبعد الانتهاء من إلقاء الكلمات قام أبو سليم غنيم إلى جانب قيادة الفصائل الفلسطينية بوضع أكاليل الورد على النصب التذكاري للشهداء.