"بولونيوم 210" المشعة هي المادة التي أنهت حياة الزعيم الفلسطيني الأسطورة "أبو عمار". هذا ما أكده تقرير الأطباء الشرعيين في المركز الجامعي للطب في مدينة لوزان السويسرية، ودعم هذا التقرير مركز الطب الجنائي الروسي. وأوضح التقرير أن مستوى البولونيوم في رفاة عرفات فاق المستوى الطبيعي ب 18 ضعفاً.

11/11 تاريخ خالد في حياة الشعب الفلسطيني وفي تاريخ حركة "فتح" النضالي التي قادها (الختيار)على مدى تسعة وثلاثين عاماً، حياة زعيم أمة أنهاها المحتل الإسرائيلي ظناً منه أنه بالقضاء على الرمز ياسر عرفات يستطيع إنهاء المشروع الوطني وإلغاء الثوابت الوطنية الفلسطينية.

وبمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، أقامت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في لبنان احتفالاً مركزياً حاشداً في قاعة المركز الثقافي لبلدية الغبيري(رسالات) عصر الجمعة 11/11/2016.

حضر الاحتفال إلى جانب سعادة سفير دولة فلسطين لدى الدولة اللبنانية أشرف دبور، أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان الحاج فتحي أبو العردات،  وأمين سر اقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة وأعضاء الإقليم، ومفتي الجمهورية اللبنانية فضيلة الدكتور عبد اللطيف دريان ممثلاً بفضيلة الشيخ الدكتور خلدون عريمط، ومدير عام الأمن العام اللبناني سيادة اللواء عباس ابراهيم ممثلاً بالمقدم محمد السبع، والدكتور نزيه خياط ممثلاً أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، وعضو المكتب السياسي لحركة أمل الدكتور محمد جباوي، وعضو المكتب السياسي للحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور بهاء أبو كروم، وعضو المجلس الثوري آمنة جبريل، وعبد الفتاح ناصر ممثلاً حزب الإتحاد، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشورعلى رأس وفد من الحملة، وهيثم المصري ممثلاً الحزب الشيوعي اللبناني، ورمزي دسوم ممثلاً التيار الوطني الحر، ورئيس لجنة الأسرى والمحررين في حزب الله فضيلة الشيخ أحمد طالب، والمفتي محمود اللبابيدي، وفضيلة الشيخ يوسف الغوش، وجهاد الخطيب من دار الندوة، ورئيس حزب الوفا أحمد علوان، ورئيس ندوة العمل العربي شربل شلهوب، والشيخ علي فضل الله والحاج أسعد حيدر من جمعية المبرات، والمناضل سعد الله مزرعاني، والسفير إدريس صالح، والدكتوران عبد الملك سكرية وحيدر دقماق من مسيرة العودة، ولفيف من المشايخ ورجال دين، وقائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، ومسؤول القوة الأمنية المشتركة في لبنان منير المقدح، وأركان سفارة دولة فلسطين، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في الساحة اللبنانية، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، ومسؤول مؤسسة الشؤون في لبنان الأخ شريف، ومشرف مؤسسة الشؤون في بيروت أبو أشرف، والشاعرة سمية بتكجي، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو فصائل الثورة والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت، وممثلو المؤسسات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني، ورابطة أبناء مخيم تل الزعتر، وحشد فتحاوي وشعبي من مخيمات لبنان.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية وفي مقدمهم الرئيس الشهيد أبو عمار، تلاها النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد الفتح.

وكانت الكلمة الأولى لممثل تيار المستقبل وعضو المكتب السياسي في التيار الدكتور نزيه خياط؛ وجه فيها التحية إلى أحرار فلسطين من قيادة وجماهير تيار المستقبل. واعتبر أن الذكرى الثانية عشرة هي ذكرى لرجل استثنائي واجه وقاوم كل أشكال الترهيب الثقافي والسياسي والأمني والعسكري العالمي والإقليمي ولم يرضخ، معتبراً أن ابا عمار هو مفجر الثورة وكان أمة في رجل.

واعتبر أن ما يحصل اليوم هو ما رآه أبو عمار منذ عقود خلت ولذلك كانت مطالبته بالتحرر وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

ورأى أن الواقع السياسي المستجد خطير على المستويات كافة، الأمر الذي يؤدي إلى التغيير الديموغرافي والجغرافي للبلاد العربية، مشدداً على ضرورة الوحدة والتنبه لما يحدث. وأكد أن المصير واحد من المحيط إلى الخليج ولذلك يجب أن تبقى البوصلة دائماً في اتجاه فلسطين والقدس.

ثم كانت أبيات شعرية للشابة عليا يوسف الخطيب من مخيم عين الحلوة، طالبت فيها التمسك بخط الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو الذي أفنى عمره في خدمة القضية الفلسطينية.

وكانت كلمة للحزب التقدمي الاشتراكي ألقاها الدكتور بهاء أبو كروم، رأى فيها أن احياء الذكرى السنوية للرئيس الشهيد أبا عمار هي عودة سنوية إلى الانطلاقة وإلى نهج الثورة. ناقلاً تحيات الحزب قيادةً وجمهوراً إلى الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.

وشدد أن تجربة أبا عمار أكدت صوابية خياراته في أكثر من مناسبة، داعياً الشعب الفلسطيني إلى خوض معركتهم لوقف الاستيطان إلى جانب معركتهم السياسية في الاروقة الدبلوماسية. وأكد أن الحل العادل لا يكون إلا بالاعتراف بالحق الفلسطيني وبحقهم في وطن وعاصمته القدس الشريف.

وأشار في كلمته إلى الواقع السياسي اللبناني داعياً الدولة اللبنانية إلى التمييز بين اللجوء السوري والفلسطيني واعتماد سياسة عادلة وشفافة في التعامل مع الفلسطينيين.

وكانت كلمة لممثل دار الافتاء اللبناني الشيخ الدكتور خلدون عريمط بدأها بتوجيه التحية من دار الافتاء إلى روح الشهيد الياسر. وخاطب في كلمته روح الشهيد عرفات قائلاً له هنيئاً لك نيلك الشهادة.

وأقسم بأحرار الأرض رجالاً ونساءً وأطفالاً بالبقاء على العهد حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر، معتبراً أن كل سلاح وجهته غير فلسطين هو سلاح مشبوه. داعياً الجميع إلى توحيد البندقية وتوجيهها إلى فلسطين حتى ينعم قادة فلسطين في قبورهم وليعلموا أن ما استشهدوا لأجله ما زال مستمراً.

وكانت كلمة لممثل حركة "أمل" ألقاها عضو المكتب السياسي محمد جباوي استرجع فيها الانطلاقة الأولى، معبراً عن حنينه إلى أيام القائد ياسر عرفات، وخاطب جباوي روح الشهيد عرفات بمعاهدته على استكمال مسيرته معتبراً القضية تاجاً على رؤوس الجميع.

ورأى أن انتفاضة الشعب الفلسطيني اليومية بوجه الاستيطان والاحتلال هي انتفاضة عادلة على الرغم من وقوفها وحيدةً اليوم في الوقت الذي ينشغل فيه العرب بالاقتتال الداخلي.

وشدد أن العلاقة مع الغرب تحددها مدى وقوف هذا الغرب مع قضية الشعب الفلسطيني، لأن الفرحة الحقيقية لشعوب المنطقة هي بتطبيق القرارات الدولية أو باستمرار المقاومة حتى تحرير الأراضي العربية المحتلة.

وأمل في كلمته التوفيق للحكومة اللبنانية الجديدة، داعياً الحكومة الجديدة إلى ذكر الشعب الفلسطيني في فقرة خاصة في بيانها الوزاري وإلى تمييز الوجود الفلسطيني وإعطاء الفلسطيني حقوقه المدنية والمساواة بينه وبين اللبنانيين وفتح الباب للتلاقي مع المخيمات الفلسطينية.

وكانت الكلمة الأخيرة لأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات رحب في بدايتها بالحضور باسم قيادة حركة و"فتح" ومنظمة التحرير.

واعتبر أن يوم ١١/١١ هو يوم وطني خالد لأنه يوم الشهيد أبو عمار، وهو يوم أصبح يوماً عربياً وفلسطينياً بامتياز. واستذكر في كلمته المحطات التاريخية للرئيس الراحل منذ الانطلاقة إلى معركة الكرامة وخطابه الشهير أمام الأمم المتحدة.

واستذكر كلمات الرئيس الراحل الذي تحدى العالم بشخصه المناضل حين قدم نفسه شهيداً على محراب فلسطين. وأكد أن حملة الأمانة والوصية ما زالوا مستمرون على عهد الرئيس الراحل في الحفاظ على حركة "فتح" والقضية الفلسطينية رغم انوف البعض.

ونوه بالقيادة الفلسطينية الحالية، وفي مقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حمل الأمانة ولم يفِّرط بها. موجهاً لهم الرسالة أن الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات يقفون خلف قيادتهم وهم يتطلعون إلى اليوم الذي يعودون فيه إلى فلسطين على الرغم من ظروفهم الصعبة في الشتات.

ورأى أن الحفاظ على الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد لتحرير الأرض من المحتل، داعياً الجميع إلى انهاء الانقسام لأن في الوحدة حياة وفي الانقسام الموت. وشدد أبو العردات أن المظلة الكبرى لمواصلة الكفاح والعودة هي منظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد أن الجيل الجديد لن يوفر أي مناسبة حتى يؤكد على حقه في الأرض من خلال مقاومته اليومية. وخاطب أبو العردات روح الرئيس الشهيد باسم الجيل الجديد على اعتباره حامل الأمانة مشدداً أن من سيحمل رفات الرئيس الشهيد إلى القدس الشريف هو الجيل الجديد.

وطالب أبو العردات المجتمع الدولي باسم حركة "فتح" ومنظمة التحرير بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وعدم الكيل بمكيالين، والضغط باتجاه اسرائيل لوقف الاستيطان والرضوخ إلى القرارات الدولية.

وهنأ أبو العردات الشعب اللبناني بانتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية داعياً الحكومة القادمة إلى الحفاظ على الوجود الفلسطيني وإعطاء الشعب الفلسطيني الحقوق المدنية الكاملة، مشدداً الوقوف على مسافة واحدة من الجميع وتحت سقف القانون. مؤكداً أن المخيمات الفلسطينية لم ولن تكون إلا تحت القانون اللبناني ولن تكون ممراً للمس بالأمن اللبناني.

وأكد في كلمته أن المؤتمر العام لحركة "فتح" سيأتي لتعزيز الأطر التنظيمية والعمل تحت سقف منظمة التحرير.

وختم كلمته بتوجيه التحية إلى أرواح شهداء الثورة الفلسطينية وفي مقدمتهم الرئيس الراحل ياسر عرفات.