ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي في الجامعة الأميركية بمدينة صور، نُظم حفلٌ تكريميٌ لسماحة الحجة العلامة السيد أحمد شوقي الأمين، بحضور أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة، وسماحة الشيخ مفتي الجمهورية فضيلة الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بسماحة الشيخ بلال الملا، ومستشار رئيس مجلس النواب اللبناني القاضي عرفات شمس الدين، ورئيس بلدية صور حسن دبوق، وقيادة وكوادر حركة "فتح"، وقادة فصائل "م.ت.ف"، والقوى والأحزاب والفعاليات والشخصيات والمؤسسات والجمعيات والأندية اللبنانية والفلسطينية الوطنية والاسلامية، ولفيف من العلماء ورجال الدين والمسيحيين، وحشد من جماهير شعبنا اللبناني والفلسطيني .

بدأ الحفل بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها فضيلة الشيخ ربيع البوبو، وبعدها كانت كلمة منسق معرض فعاليات الكتاب العربي الدكتور عماد سعيد، حيث أكد أننا في يوم تكريم العلامة الحجة رئيس جمعية علماء الدين السيد أحمد شوقي الأمين، برعاية من مجموعة هلا صور والوادي والجامعة الأميركية للثقافة والتعليم، لنؤكد لكم أن السيد الأمين أقام المعادلة التي تليق بالعقل والقلب معاً، لينطلق في مسيرة انسانية شاملة قاعدتها الاسلام المتسامح والمتنور، هذا السيد كما تعلمون سليل هذا البيت الهاشمي العريق، كتب في الفقه والعلم والأدب سياسة تستند إلى مخزون من النجف الأشرف .

صاغ الحرف ببراعة فلمع في سماء الفكر والإبداع، وعاد من الأشرف إلى لبنان كي يدرس في العاملية بطلب من الامام موسى الصدر مادة التربية الدينية، وهو الأضرى بأصول الدين والعلم والتربية.

وبعدها كانت كلمة مفتي الجمهورية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، ألقاها بالنيابة عنه فضيلة الشيخ بلال الملا، حيث أكد قائلاً: "لقد شرفني مفتي الجمهورية أن أنقل تحياته لكم جميعاً وتمنياتنا لكم بالخير والبركات".

إن مدينة صور لغتها العيش المشترك، هذه المدينة التي نأت بنفسها عن الحروب الأهلية، وبقيت مدينة طيبة بأهلها وعائلاتها في أكناف بيت المقدس والكنيسة، هذه المدينة منارة للعلم والعلماء، العلامة أحمد شوقي الأمين أحد كبار رجالات الفكر على خطى سماحة الامام المغيب موسى الصدر، إن المتتبع لمسيرة حياة العلامة يعرف أنها خليطً من النشاط الديني والسياسي والاجتماعي والفكري.

ومن ثمَّ كانت كلمة فضيلة الشيخ عبد الأمير قبلان ألقاها بالنيابة عنه فضيلة الشيخ حسن عبدلله جاء فيها: "شرف لي أن أُمَثِل بينكم فضيلة الشيخ عبد الأمير قبلان لأكون جنبكم وجنب المكرم".

الرؤية التي كانت وما زالت لسماحة السيد أحمد شوقي الأمين البعد في قراءته القومية والاسلامية، فكان حريصاً على مكانه الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وهذه علامة فارقة تقارب الوضع القومي بقراءة لا تباعد بين الرؤيتين القومية والدينية في مواجهة العدو الصهيوني من أجل فلسطين، وكم كنا نأمل في ظل الاضطراب العربي أن تكون الأمة العربية والاسلامية في خندق واحد بمواجهة العدو الصهيوني.

وبعدها كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها الحاج رفعت شناعة جاء فيها: "إننا نحن اليوم في حضرة سماحة السيد أحمد شوقي الأمين، ويسعدنا أن نكون بين المكرِّمين لسماحته باسم فلسطين وشعبها، وقضيتها، وقياداتها، من رحل منهم ومن ينتظر، وما بدَّلوا تبديلا.

نكرِّمه أطال اللهُ عمره لأنه يستحق التكريم والتقدير فهو صاحبُ رسالة، والمؤتمنُ على الأمانة، وهو نموذجٌ للوفاء والعطاء، وهو الذي أنجب ذرَّيةً تؤمن بالقيم الوطنية، والقضايا القومية، وتتغنَّى بالثورة الفلسطينية.

كان رائداً من الرواد الأوائل الذين ارتبطت اسماؤهم باسم الرمز ياسر عرفات، ومهندس الانتفاضة أبو جهاد الوزير، فنحن الآن نستذكر ثُلةً من الأولين الذين كان لهم الأثرُ الطيب في صناعة تاريخنا وأمجادنا ابتداءً من سماحة العلامة المغيّب السيد موسى الصدر والشهيد كمال جنبلاط، والقائد الشعبي معروف سعد، وسماحة السيد المكرَّم اليوم أحمد شوقي الأمين، والشهيد السيد هاني فحص، والسيد محمد حسن الأمين، ولا ننسى القادة المجاهدين عماد مغنية، وأبو حسن خضر سلامة.

سماحة السيد أحمد شوقي الأمين كان في مقدمة الذين حملوا هموم القضية الفلسطينية، وعاشت فلسطين في عقولهم وقلوبهم ووجدانهم، وهذا ما رسَّخ علاقتهم مع القيادة الفلسطينية المؤسِّسة، وتعرَّفوا عن قرب على العقل الفلسطيني الذي يدير العمليات العسكرية، ويضعُ الخطط والبرامج السياسية.

نتوجه بالتحية والتقدير لكل من هيّأَ لنا جميعاً هذه الفرصَة الثمينة كي نستذكر الماضي، ونخاطب الحاضر، ونستنطق المستقبل فالأَمرُ جِداً خطير، والحملُ ثقيل، والمصابُ جلل، ونحن أحوجُ ما نكون إلى استحضار التاريخ برموزه، ومحطاته المشرقة، وصفحاتِه التي تعجُّ بالأمجاد من ألف باء الثورة وانطلاقتها، مروراً بالكرامة وتجديد الانطلاقة، واستعادة الخارطة والهوية الفلسطينية، ونهوض مارد الثورة من القمقم الفلسطيني، ليدخل التاريخَ من أوسع أبوابه، ويضعَ العالم أمام الحقيقة، فالمارد الفلسطيني يحمل البندقية بيد وغصنَ الزيتون باليد الأخرى، (فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي). وتعملق المارد الفلسطيني بوجه عنصرية الكيان الصهيوني، فكانت عملية ميونخ، وسافوي، ودلال المغربي، وعملية ديمونا، والعمليات الشراعية، والحزام الأخضر، وكان صمود بيروت بوجه الاجتياح، وكان ياسر عرفات وأبو جهاد خليل الوزير، ووديع حداد، وأبو العباس، والسجلُّ يطول، والمشوار أطول.

نحن نعتز بتاريخنا، ومسيرتنا، ونعتز بالمنارات التي أضاءت درب الثورة من أخوة المصير، ورفاق الدرب، وعِليَّة القوم. ونجلُّ ونحترم أصحاب السماحة، وأصحاب السيادة، وكلَّ الذين انخرطوا في صفوف ثورتنا، وضحوا، وقدموا دماءَهم زكيةً طاهرة من أجل فلسطين ومقدساتها.

نحن نكنُّ الاحترام والتقدير لأهلنا في جنوب لبنان وبقاعه، وكل أرضه، وفي هذا الجنوب الصامد بوجه الاحتلال كانت معارك الصمود في كل قرية ومدينة، ولا ننسى هنا مجدل سلم التي تربى ونشأ فيها سماحة السيد أحمد الأمين، وجعل منها قلعة وطنية في كل مراحل التصدي والقتال، إلى أن كانت معركة تحرير الجنوب في معركة الصمود والكرامة على يد المقاومة في العام 2006 في شهر تموز، وكانت التضحيات، وقوافل الشهداء، واسترداد الأرض، وقد تمَّ تقديم درع القدس باسم الشعب الفلسطيني.

ومن ثمَّ كانت كلمة بلدية صور ألقاها السيد حسن دبوق جاء فيها: "إننا نجتمع في مدينة صور لِنُكَرِم عالماً جليلاً فاضلاً سكن ردحاً من الزمن في مدينة صور ولكنه سكن القلوب طول الزمن، هذه المدينة ستبقى وفية لعلمائها ووفية لكل أهلنا في الجنوب الصامد المقاوم ."

ومن بعدها كانت كلمة مدير مؤسسات السيد الأمين ألقاها السيد حسام الأمين شكر فيها كل المشاركين والقيمين على حفل التكريم. مؤكداً أنَّ لنا في مدينة صور ذكريات عزيزة مع أهلها وناسها، وإننا مستمرون معكم من أجل بناء مستقبل أفضل لأبنائنا في وطننا لبنان. وبعدها قدمت بلدية صور درع الوفاء والتقدير لسماحة العلامة. وقدَّم الحاج رفعت شناعة درع فلسطين لسماحة العلامة تقديراً لجهوده ومواقفه من أجل لبنان والقضية الفلسطينية .