نظمت اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني اعتصام خميس الأسرى الــ "112" تضامناً مع الأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وبمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات، والشهيد القائد طلعت يعقوب، بحضور فعاليات لبنانية وفلسطينية  .

بدايةً ألقى عضو قيادة الجبهة الديمقراطية محمود عوض كلمة جاء فيها: "قضية الأسرى بالنسبة إلينا هي قضية القضايا ونعمل مع الجميع لجعلها أولوية وطنية على جميع المستويات الرسمية والشعبية". معتبراً أن ما تقوم به حكومة الاحتلال من جرائم ترتكب بدم بارد ضد الانتفاضة الشبابية كلها تعتبر جرائم حرب. مشدداً بأن انضمام فلسطين إلى الاتفاقات الدولية يجب أن يصب في مصلحة الأسرى وشعبنا باستخدام كل أدوات القانون الدولي لتوفير الحماية القانونية للأسرى. داعياً إلى تفعيل عضوية فلسطين في محكمة الجنايات الدولية بتسريع اجراءات معاقبة اسرائيل وملاحقتها.

وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية عضو قيادة حركة "فتح" في صور العميد أبو باسل، جاء فيها: "نلتقي اليوم في مدينة صور مدينة الامام الصدر والتي فتحت لنا طريق المجد    ومن خلالها عبرت الشهيدة دلال المغربي لتسجل حكاية شعب آمن بالدولة والعودة إلى الأماكن التي شرد منها".

وأضاف: "نلتقي مع أصحاب الامعاء الخاوية الذين يتصدون بصدورهم العارية، وفي هذه الأيام ما أحوجنا إلى أن نكون صفاً واحداً لكسر هذا العدو وهذه الدولة المارقة ستزول عن الوجود.   وتفصلنا أيام قليلة في 11 – 11 هذا التاريخ مثل في وجدان هذا الشعب رمزية عالمية في مثل هذه الأيام وقبل سنوات استطاعت يد الغدر أن تنال من القائد الرمز الرئيس  ياسر عرفات ليمضي كما أراد كما ردد شهيداً..شهيداً..شهيداً.. تاركاً فينا تراثاً نضالياً مجيداً وروحاً وطنية متأججة ثابتة على الأهداف والمبادئ وفيّة لآلام التضحيات وللشهداء الذين بذلوا أرواحهم من أجلنا. مدركة كل الإدراك بأن سلاحنا الأمضى والأقوى هو الوحدة الوطنية فبدونها لا سبيل لتحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال".

وتوجه بالتحية إلى روح الشهيد القائد طلعت يعقوب شهيد اعلان الاستقلال، وحيا الأسرى القابعين خلف قضبان الاحتلال، مؤكداً على حجم تضحياتهم وعلى عزم الأجيال الفلسطينية وإصرارها على توصيل رسالتهم إلى العالم متحدين كل القضبان والأغلال، مؤكداً "مواصلة التحرك لإطلاق جميع الأسرى ودحر الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

 كما توجه بالتهنئة إلى الشعب اللبناني بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، آملاً اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية والإنسانية.

وألقى كلمة الأحزاب والقوى الوطنية عضو قيادة "حركة امل" عباس عيسى جاء فيها: "نلتقي اليوم من أجل أن نتضامن مع أنفسنا أولاً وثانياً مع تطلعاتنا، داعياً إلى "اعلان يوم عالمي ليوم الأسير الفلسطيني لإظهار حق هذا الشعب في تحرير أرضه وإدانة كيان العدو الذي يشكل انتهاكاً يومياً للشرعية الدولية والأخلاقية.

وأضاف: "إن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وقضية تحررهم وعدالة قضيتهم أبطال ملحمة القيد والحرية لابد أن تصبح قضيتنا جميعاً أحزاب وحكومات ومنظمات مجتمع مدني، فهؤلاء الأسرى الأبطال مناضلون ومجاهدون من أجل حرية فلسطين ففعلهم مشروع ومقاومتهم مشروعة وفق الشرائع السماوية والشرائع الوضعية والمواثيق الدولية، لأنهم سادة الأرض، وهؤلاء يقدمون ضريبة عنا من خلال جوعهم وصبرهم وليؤكدوا أن القضية الأساس هي فلسطين، وأن عدالة

قضية فلسطين أن تفرض نفسها بقوة الحق بقوة المقاومة بقوة تضامنناً معاً من أجل حرية الشعوب واستقلالها، مشيراً إلى موقف الاونسكو  ووصفه بالمتقدم لتأكيد حقوق هذا الشعب والوصول إلى حريته وكرامته، وفي المرحلة اللبنانية الجديدة أمل ان تكون مرحلة خير للبنان القوي والمعافى سند القضية الفلسطينية كما كانت وصية الامام الصدر ومن بعده حامل الأمانة دولة الرئيس نبيه بري.

بدوره، تحدث باسم المنتدى القومي العربي عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة جاء فيها: "من الواجب بل من الوفاء أن أبدأ كلمتي بتوجيه التحية إلى أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى فلسطين والأرض العربية، والتي نبتت تضحياتهم أزهاراً بين ربوع الوطن ووضُعت علامة مميزة على طريق انتزاع حقوقنا والانتصار على المشروع الصهيوني، متوجهاً بالتحية للأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال، ومشدداً على متابعة قضية الأسرى من قبل اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والحملة الأهلية مع مختلف الجهات والمؤسسات الرسمية والشعبية وهي بالمناسبة كثيرة، انطلاقاً من الشعار الرئيس الذي جسد البعد الوطني والقومي والإنساني لقضية الأسرى لأننا نعلم جيداً أن حكومة الاحتلال في حقيقة الأمر تسجن الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ومناطق عام 48 لأنها ما زالت هذه الاراضي محتلة، ونحن نطالب المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لدفعها للانصياع الكامل للأعراف والمواثيق الدولية وتنفيذ قرارات الشراعية الدولية وصولاً إلى انتزاع حق الأسرى بالحرية الكاملة، تحية للأسرى والأسيرات جميعاً وهم يصنعون ملحمة القيد والحرية، تحية لهم وهم يضحون بأجمل سنين عمرهم من أجل أن ننعم جميعاً في الحرية والاستقلال".

وقال إننا نقف اليوم هنا لنحيي ذكرى استشهاد القائد والإنسان، ففي هذا الشهر امتدت يد الغدر الصهيونية لتغتال الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات، ونتطلع للوفاء لما حلم وعمل من أجله في حياته، مكافحاً من أجل تجسيد المشروع الوطني وصون الوحدة الوطنية، والكيان السياسي والممثل الشرعي والوحيد لمنظمة التحرير الفلسطينية، وحماية الانجازات الوطنية التي تحققت بالدماء والدموع، ومتابعة النضال بكل أشكاله المناسبة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال والعودة، والذي قضى شهيدنا الرمز قائداً ومناضلاً من أجلها.

وأضاف: "الجمعة كما نقف أمام ذكرى أميننا العام الشهيد القائد طلعت يعقوب شهيد اعلان الاستقلال  الذي انخراط باكراً في العمل السياسي والعسكري منذ نعومة أظفاره في حركة النضال الوطني الفلسطيني وتدرجه في سلم العمل الوطني، فكانت سيرته النضالية الطويلة بكل محطاتها نبراساً مضيئاً لكل مناضلي الجبهة والثورة، وللشهداء الذين صنعوا مجدها وتاريخها وقدّموا لنا مثلاً في التضحية والانتماء ونظافة اليد والعمل الوحدوي وضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل الوطن والشعب أمثال أبو العباس، جورج حبش، أبو جهاد، وابو علي مصطفى، القاسم، غوشة والنجاب وأبو أحمد حلب، وقائمة طويلة من شهداء وقادة شعبنا".

وأكد الجمعة اليوم ترسم انتفاضة فلسطين بالدم خارطة فلسطين في الميدان بالاشتباك مع الاحتلال، لتؤكد على وحدة الوطن والمصير في مواجهة الاحتلال، مطالباً بعض الدول العربية بالكف عن التدخل في الشأن الفلسطيني لأن "م.ت.ف" هي العنوان السياسي للشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه لم يكون هناك وعد بلفور جديد لأن المقاومة العربية ترسم بتضحيات الشهداء في فلسطين والعالم العربي خارطة الوطن العربي، مقدماً التهنئة للبنان الشقيق بانتخاب الرئيس العماد ميشال عون، ومطالباً بإعطاء وإقرار الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني حتى يعيش بكرامة لحين تمكنه من عودته إلى أرضه ووطنه فلسطين.

وألقى كلمة اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين يحي المعلم جاء فيها: "إلى متى سيستمر الصمت المريب الذي يلف العالم اتجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني من ظلم النظام الصهيوني العنصري. ومن هنا من أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة المقاومة – مدينة الامام المغيب السيد موسى الصدر، نندد بانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين، مشيراً إلى التعذيب والاعتقال الإداري والإخفاء القسري والتمييز العنصري، مؤكداً أن اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى تطالب المؤسسات الدولية بإعطاء الأهمية القصوى لقضية الأسرى والضغط على حكومة الاحتلال لإجبارها على التعامل مع الحركة الأسيرة وفق الشرائع الدولية وانسجاماً مع المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، لا سيما وأن الاعتقالات والأحكام التعسفية الجائرة أصبحت تطال الطفل والشيخ والرجل والمرأة بصورة لم يشهد العالم لها مثيل.

وألقت كلمة اتحاد المرأة الفلسطينية واضحة خليفة، حيت فيها كل الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية"، داعيةً "إلى أوسع حملة لإطلاق سراحهم".

وفي الختام، سلم المعتصمون مذكرة إلى رئيس الصليب الأحمر الدولي تضمنت المطالبة والضغط على العدو الإسرائيلي لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من سجونه.