⁠⁠أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- قيادة منطقة الشمال حفلاً تأبينيًّا للمناضل المستشار السياسي لرئيس دولة فلسطين الشهيد القائد نمر حمّاد، اليوم الأحد 16\10\2016 في صالة الربيع بمخيّم نهر البارد.

وقد تقدَّم الحضور أمين سرّ الحركة في إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة وأمين سرّ وأعضاء قيادة المنطقة والشُّعب التنظيمية إضافة إلى ممثّلي فصائل المقاومة الفلسطينية واللجنة الشعبية، وحشد من أهالي مخيمَي نهر البارد والبداوي وشخصيات وفعاليات وطنية واجتماعية ودينية ومنتديات ومكاتب إعلامية وجماهير نسوية وفضائية فلسطين، كما رُفِعت صُوَر الفقيد الشهيد وأعلام فلسطين و"فتح".

في بداية الحفل رحَّب الأستاذ محمد أبو عرب بالحضور الكريم، شاكراً كلَّ مَن واسى الحركة وعائلة الشهيد وشاطرها ألمها بهذا المصاب الجلل، ودعا الحاضرين لقراءة سورة الفاتحة على روح الشهيد وسائر أرواح شهداء الثورة الفلسطينية ثمَّ الوقوف استعدادًا للاستماع للنشيد الوطني الفلسطيني.

هذا وقد بدأت فقرات مهرجان التأبين بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم لفضيلة الشيخ أبو عثمان. كلمة آل الشهيد ألقاها شقيقه "صلاح حمّاد" إذ أشاد بأبناء هذا المخيّم الصامد الصابر الذي شهد أهله العديد من المآسي والويلات، وأضاف: "بِاسم عائلة "حمّاد" أتقدَّم لكم بالشكر الجزيل لتلبيتكم هذه الدعوة". ثُمَّ استعرضَ تاريخ حياة الراحل الشهيد الذي عمل لأكثر من خمسة وخمسين عامًا منذ طفولته في سن السابعة ومعايشته النكبة وحتى شهادته في خدمة القضية الفلسطينية، وتابع: "كان الشهيد دومًا يبحث عن خبر ومعلومة ليطوّر نفسه ويكون رجلاً في خدمة فلسطين وشعبها". كما تحدَّث عن مكوث الفقيد المحتفَى به في سوريا وايطاليا وتبوّئه مهاماً عدة إلى أن وافته المنية بعد صراع مع المرض.

وبعدها ألقى الحاج رفعت شناعة كلمة حركة "فتح" إذ تقدَّم بأحر التّعازي إلى الحاضرين وإلى كافة القيادات الفلسطينية الوطنية والإسلامية وإلى أهل الشهيد وإلى حركة "فتح" لاستشهاد القائد الوطني نمر حمّاد تاركاً بصمات واضحة في كافة المجالات التي عمل فيها حيث أنتجَ وصاغَ مواقف سياسية وانجازات واضحة، وساهم في صناعة التاريخ النضالي الفلسطيني.

ثم عدَّدَ الحاج رفعت شناعة  مناقبَ الشهيد حمّاد وأعربَ عن فخره واعتزازه بِه فتحاويًا وفلسطينيًا لأنَّه كان يعمل من أجل فلسطين، معرّجًا على كافة المراحل والأحداث التاريخية والسياسية التي حاقت بالقضية الفلسطينية والتي عايشها شهيدنا حمّاد منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية واحتدام الصراع بين الشعب الفلسطيني بإرادته الوطنية والكيان الصهيوني الذي لاقى الدعم الامبريالي والاستعماري، وما شهدته ثورتنا من مواصلة المسيرة النضالية على كافة الجبهات السياسية والكفاحية والمقاومة المسلَّحة وحرب التحرير الشعبية وإعادة الخريطة الفلسطينية على الخارطة العالمية حتى الأيام الأخيرة من حياته.

وأضاف: "كان شهيدنا من أوائل الذين اهتموا بالعمل السياسي، وهو العمل الوطني والخبز اليومي للشعب الفلسطيني الذي ضاعت قضيته اثر النكبة، وراح يبحث عنها في كل بقعة من بقاع الوطن العربي والعالم، وكان حمّاد من الأوائل الذين رسموا الخطوط السياسية، وكانت له جولات مهمة على صعيد العمل السياسي في أوروبا، بعدما تم تعيينه ممثّلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية في أوروبا حيث أرسى علاقات مع الزعماء والأحزاب الأوروبية ما تزال متواصلة حتى اليوم، وكان شهيدنا مهدّدًا باستمرار بالخطر الصهيوني لأنَّ الصراع كان عسكريًا وأمنيًا بين الأمن الفلسطيني والموساد الإسرائيلي، كما كان لشهيدنا سهم واضح في الانتصارات السياسية التي تمَّت ابتداء من الاعتراف بدولة فلسطين ورفع عَلم دولة فلسطين على أعلى منبر دولي، وفي القرارات التي وصلنا إليها كانضمامنا لمعظم المنظمات الدولية بما فيها منظمة اليونيسكو التي أخذت قراراً منذ ثلاثة أيام ضد الحركة الصهيونية حيث نصَّ القرار على أنَّ المسجد الأقصى بِمَا حوله من أسوار وكل ما فيه هو للمسلمين وليس هناك أية علاقة لليهود بِه".

ثمَّ أشار شناعة إلى أهميّة العلاقات التي نسجها قادة الشعب الفلسطيني مع الأحزاب السياسية الأوروبية والعالمية حيثُ زرعوا هناك المعرفة بالقضية الفلسطينية التي ساهمت بوقوف العالم إلى جانب الشعب الفلسطيني من خلال اعترافه بالدولة الفلسطينية. واعتبر أنَّ ما يحدّث من حروب ودمار في الوطن العربي خسارة كبيرة للشعب والقضية الفلسطينية والرابح الوحيد هي إسرائيل التي تعمل على بناء أمجاد لها على حساب الدم العربي، والتي تتلقّى الدعم العسكري والمادي من الولايات المتحدة لتبقي الأخيرة على إسرائيل كحاضنة بيئية جغرافية في المنطقة المحيطة بها.

وهنا أكَّد الحاج رفعت شناعة موقف الرئيس وحركة "فتح" بضرورة إيجاد حلولٍ سياسية لرأب الصدع الموجود ووقف الدمار وشلالات الدماء المهدورة في الوطن العربي معتبراً أن قوى دولية وإقليمية هي مَن تتحكّم بالمعركة وليسوا أصحاب الأرض.

وأكّد عهد حركة "فتح" بالوفاء لشعبنا الفلسطيني، ولكل الأمانات التي وضعها الشهيد في أعناق القيادة والشعب الفلسطيني مشيرًا إلى أن المخيمات الفلسطينية وراحتها وأمنها هي أولى اهتماماته،كما عاهدَ الحاج بأن يكون الهم الأول للمؤتمر السابع لحركة "فتح" التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل على أن تكون حركة "فتح" متماسكة قوية وأن يسودها النظام الداخلي الذي يحكم فيها بكل الأصول الثورية. وبخصوص مخيّم نهر البارد، أكّد الحاج استعداده للذهاب إلى أبعد الحدود في ممارسة كل الضغوطات لاستكمال عملية إعمار المخيم وتأمين ما يلزم لصمود شعبنا وحل كافة المشكلات القائمة فيه. وأخيرًا دعا الجميع للعمل ضمن منهجية واحدة ومدروسة ولمواصلة النضال ومتابعة كافة الأطراف لتقديم واجباتها لأهالي نهر البارد. وأخيرًا تمَّ اختتام مهرجان التأبين بالدعاء لفضيلة الشيخ محمود أبو شقير، ومن ثُمَّ اصطفَّت أُسرة الراحل الشهيد نمر حمّاد (أبو المجد) وقيادة حركة "فتح" لتقبُّل التعازي من الحضور.