المنافقون لم يقولوا شيئا حينما قال أردوغان للعرب "تفوه عليكم وعلى ضحاياكم" وراح طبع مع إسرائيل العلاقات ورفع الآذان في السفارة الإسرائيلية في إفطار مع الصهاينة، بل سكتوا وصمتوا ولم يتقولوا بشيء، بينما واصلت وسائل الإعلام التي نعرفها جميعا نقل بطولاته للجمهور العربي، في حين لم يكن إردوغان إلا كذابا وخدَّاعا لا يعير للعرب وزنا ويخادعهم مثما يفعل الغربيون...

الآن يشنون حربا على عباس كما شنوها على عرفات يوم أوسلو وبعده، ومن يدريهم أن الشعب الفلسطيني كله غير راض على الزيارة؟ وهل قدموا دليلا واحدا أن عباس أمضى على شيء لليهود في: قضية اللاجئين، حق العودة، الاستيطان، الحدود، القدس، يهودية الدولة؟

ألم يقلب الطاولة على اليمين الإسرائيلي بسبب الاستيطان وأوقف التفاوض واتجه الى اوروبا وهندس سلسلة من الاعترافات لدى الاوروبيين؟ .. أم أن دعاية حماس هي التي تصلنا في شكل تحليلات وتعليقات عبر وسائل الإعلام، وفيها خالد مشعل الذي لا يخجل من الظهور في صور مع خامنئي ضاحكا وهو يتصور مع آكلي لحم السوريين، عباس تصرف بسلوك دبلوماسي غربي له نتائجه السياسية، لكنه لا يصلح في "المجتمعات العربية المتخلفة والغوغائية" التي تؤمن بالفحولية في ٢٠١٦ بدلا عن إيمانها بالعلاقات العامة والدبلوماسية، وحتى إردوغان الإخونجي أمام العرب يأتي بالعنتريات ويغضب ويزمهر ويشتم بيرس لأنه يعرف أن العرب مولعون بذلك، لكن لما يتعلق الأمر بمصالح بلاده، لا يتواني في وضع يده في يد نتانياهو أقذر مسؤول إسرائيلي، والذي سنراه قريبا في أنقرة، فعباس على الأقل كان في جنازة ميت من أكبر المتمسكين بحل الدولتين الذي تبنته منظمة التحرير...