في ظل الأخبار المتزايدةحول إصدار تصاريح لأعداد كبيرة من الفلسطينيين سكان الضفة الغربية للدخول للمناطق المحتلة عام ٤٨ بمناسبة شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، وفي ظلّ الحديث عن الأثر الاقتصادي لذلك، أعلنت مجموعات شبابية فلسطينية عن بدء حملة توعية تهدف لتشجيع الفلسطينيين لزيارة المطاعم والمقاهي والمحلات الفلسطينية التي يملكها فلسطينيو الداخل فقط وتفادي دعم أي مطعم أو محل تجاري إسرائيلي.

ستقوم المبادرة التي أطلق عليها اسم "طلعلي تصريح، وين أروح؟" بقيادة حملات إرشاد للفلسطينيين من خلال توزيع منشورات تحتوي على أسماء وأرقام ومواقع المطاعم والمقاهي والمحال التجارية الفلسطينية في المدن الرئيسة المختلفة مثل القدس وحيفا ويافا والناصره وعكا بالاضافة لأهم أماكن السياحة والاستجمام وملاهي الأطفال المتوقع زيارتها في مثل هذه المناسبات. وتتضمن العروض بعض الخصومات المقدمة من التجار للفلسطينيين لتشجيعهم على الشراء منهم.

وتأتي الحملة في محاولة لتفادي ما حصل في مثل هذا الوقت من العام الماضي، حيث تدفق مئات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة إلى داخل الأراضي المحتلة عام ٤٨ بعد حصولهم على التصاريح الإسرائيلية، مساهمين بشكل غير مقصود بانعاش الاقتصاد الإسرائيلي من خلال التبضع من مراكز التسوق الإسرائيلية.

وعن تبلور الفكرة قالت لنا هالة الشعيبي، إحدى المنظمات من منطقة رام الله: "شعرنا بأهمية التحرك السريع خصوصا بعد أن سمعنا في الإعلام الإسرائيلي عن استعداد اسرائيل لاستقبال مليون فلسطيني في فرصة لانعاش اقتصادها، فكانت هذه الفكرة لارشاد الناس للتبضع من المحال الفلسطينية في الداخل، وبدأت هذه المبادرة بشكل تطوعي خالص ولا يتلقى المنظمون أية دعم من أي جهة".

وعبرت الشعيبي عن موقف المجموعة من سياسة الاحتلال في التحكم بحرية تنقل الفلسطينيين وسياسة التصاريح، قائلة: "من حقنا زيارة القدس ويافا وحيفا والناصرة بدون تصاريح. إسرائيل تستغل مبدأ التصاريح سياسياً وإقتصادياً، ولكن من الجيد أن نحاول أن نستغل الموضوع لصالحنا بالقدر الأقل المتاح لنا، فنزور الداخل ونتعرف على مناطقنا وعلى بقية شعبنا. وأقل الايمان أن لا ندعم أي إسرائيلي وندعم فقط شعبنا الفلسطيني في الداخل".

وأشارت إلى أنهم استطاعوا حتى اللحظة حشد أكثر من ٣٠ متطوعاً في رام الله وحدها حيث سيتواجدون بالتناوب على حاجز قلنديا لتوزيع المنشورات التي يعدها المتطوعون بالتعاون مع تجار وشباب فلسطينيين في القدس والداخل. وأوضحت بأنه سيتم نشر أرقام هواتف لمنسقي الحملة في المناطق المختلفة ودعت التجار للتواصل مع المبادرة والمساهمة في نشرها ودعمها.

أما عن التجاوب الفلسطيني من الداخل، قالت خلود بدوي، المنظمة من منطقة الناصرة: "يسعدنا استقبال أهلنا وأبناء شعبنا من الضفة الغربية المحتلة في مدننا وقرانا، ليس فقط من أجل دعم اقتصادنا المحلي المحاصر بسياسة التمييز والتهميش الإسرائيلية، بل أيضَاً لتعزيز التواصل الاجتماعي فيما بيننا".