التقى سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، اليوم الخميس، مع مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الاستراتيجية فرانسوا ريفاردو، وذلك تحضيراً للزيارة الهامة التي سيقوم بها الرئيس محمود عباس إلى باريس في وقت لاحق اليوم.

ووفق بيان صادر عن السفارة الفلسطينية في باريس فإن اللقاء جاء في اطار المشاورات الفلسطينية الفرنسية المتواصلة، وأن السفير الهرفي قدم تعازيه باسمه وباسم طاقم سفارة فلسطين في فرنسا وباسم الشعب الفلسطيني وقيادته بضحايا الحادث الارهابي الذي ضرب مدينة نيس الفرنسية وتسبب في مقتل 84 مدنيا فرنسياً واجنبياً.

كما عبر الهرفي خلال اللقاء عن الرفض المطلق والاستنكار الكامل لهذه الاعمال الوحشية الارهابية، مؤكداً على قدسية الحياة البشرية في جميع الاديان والفلسفات وأن من يقترف مثل هذا الارهاب خارج عن كل دين وعن كل عقيدة وعن كل فكر انساني.

كما وجه الشكر لفرنسا على دورها الايجابي والبناء في سبيل التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مؤكداً على الدعم الفلسطيني المطلق للمبادرة الفرنسية والتي بدأت مسارها في الاجتماع الوزاري الذي ضم قرابة ثلاثين دولة ومنظمة اممية في باريس بداية شهر حزيران من العام الجاري.

وأشار الهرفي إلى أهمية استمرار المشاورات بين الطرفين الفلسطيني والفرنسي وتنسيق الجهود بينهما بما يخدم قضية السلام في المنطقة، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية المكفولة في الشرائع والقرارات الدولية.

وتطرق إلى تقرير الرباعية الدولية والذي جاء مخيباً لآمال الفلسطينيين ما دفع القيادة الفلسطينية إلى التعبير عن رفضها له، ومطالبة مجلس الأمن الدولي بإدراج المبادرة الفرنسية في نص هذا التقرير.

كما أكد الهرفي على الموقف الفلسطيني والعربي الرافض لتعديل المبادرة العربية للسلام والمقرة في قمة بيروت 2002 واعتبر أنها ما تزال تشكل اساساً متيناً لصنع السلام في المنطقة وأن الكرة في الملعب الاسرائيلي.

وقال: إن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً وسلمياً سيساهم في كبح جماح التطرف والارهاب الذي يستخدم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني ذريعة لأعماله الوحشية والإرهابية والمرفوضة من الشعب الفلسطيني ذاته.

بدوره، عبر المستشار ريفاردو عن التقدير الفرنسي للرئيس محمود عباس باعتباره رجل سلام يسعى بكل طاقته للوصول الى سلام حقيقي ودائم، شاكراً له وللقيادة الفلسطينية الدعم الكبير الذي قدم لدفع المبادرة الفرنسية قدماً بهدف التوصل لحل نهائي للقضية الفلسطينية وتبعاتها.

كما أكد تفهم الجانب الفرنسي لرفض تقرير الرباعية الدولية من قبل القيادة الفلسطينية بسبب الملاحظات الكثيرة والمشروعة عليه رغم وجود نقاط ايجابية في التقرير كما يرى.

وشكر في هذا الصدد الجهود الفلسطينية في مجلس الامن لإدراج المبادرة الفرنسية للسلام في الشرق الاوسط في تقرير الرباعية.

وكان السفير الهرفي قد التقى بعدد من المسؤولين الفرنسيين في اطار التحضيرات لزيارة الرئيس محمود عباس الى باريس، بينهم مستشار وزير الخارجية الفرنسي داميان كريستوفاري والسفير بيير فيمو المبعوث الخاص لوزير الخارجية الفرنسي بخصوص المبادرة الفرنسية للسلام في الشرق الأوسط.