شاركت بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، بلجيكا ولوكسمبورغ، في أعمال المؤتمر الثالث للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، والذي انعقد في قاعة المركز الدولي للخدمات وسط العاصمة بروكسل.
كما شارك في المؤتمر، رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع، وعضو المجلس التشريعي قيس عبد الكريم ابو ليلى، وممثل دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، محمود الزبن، ورئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، ومدير مركز حريات حلمي الأعرج، ومدير مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة فهد الحج، وأمين شومان وعصام بكر ومحمد بهنج من اللجنة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، وأخرون من ممثلي مؤسسات وجمعيات حقوقية، و حضور برلماني أوروبي واسع، من أكثر من ثماني عشرة دولة أوروبية.
وقد نقل سفير دولة فلسطين في بلجيكا عبدالرحيم الفرا، تحيات الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، وتمنياتهم بنجاح هذا المؤتمر، مشيدا بجهود التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين من أجل تدويل قضية الأسرى، مباركاً انعقاد مؤتمره الثالث في العاصمة الأوروبية الأهم بحضور برلماني واسع، ومؤكدا على ضرورة تضافر كل الجهود من أجل الدفاع عن الأسرى في شتى المحافل الدولية، لما لهذه المبادرات الهامة من تأثير على الرأي العام الأوروبي لصالح قضية شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة. وتطرق الفرا في كلمته لتزامن عقد هذا المؤتمر مع الذكرى الثامنة والستين لنكبة فلسطين، والتاسعة والأربعين للنكسة واحتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي يشير إلى إصرار شعبنا على مواصلة مسيرة نضاله الطويلة من أجل الحرية والعودة والاستقلال وبناء دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وقد افتتح المنسق العام للتحالف الاوروبي لمناصرة اسرى فلسطين خالد حمد، أعمال المؤتمر بتوجيه الشكر للحاضرين والإشادة بالجهد الذي بذلته سفارة دولة فلسطين، ممثلة بالسفير عبد الرحيم الفرا، وكادر السفارة والجالية الفلسطينية في بلجيكا لإنجاح أعمال المؤتمر، كما أكد على إصرار التحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى على مواصلة جهوده وعلاقاته من أجل تدويل قضية الأسرى والدفاع عنهم وعن أهاليهم في كافة المحافل الأوروبية والدولية، وختم كلمته بتوجيه التحية والاعتزاز للمناضلة الفلسطينية خالدة جرار النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والتي نالت حريتها من سجون الاحتلال تزامنا مع انعقاد جلسات المؤتمر.
كلمة التحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى ألقاها عضو المجلس الوطني الفلسطيني نادر السقا، والذي توجه بالتحية للأسرى الصامدين وذويهم وفي مقدمتهم القائد مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وسامر العيساوي، وكريم يونس، وعبدالله وابراهيم البرغوثي، والطفل أحمد مناصرة، وكل الأسرى البواسل.
وأكد السقا أن عقد هذا المؤتمر الثالث جاء للتأكيد على استمرارية التحالف واتساع نشاطاته، مطالباً منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية والمنظمات والأحزاب الوطنية والإسلامية تكثيف جهودها لتدويل قضية الأسرى حتى يتم إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على الالتزام بالقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والأسرى، ووضع حد لانتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء ملف الاعتقال الإداري التعسفي بحق المناضلين الفلسطينيين.
وبعد مداخلة تعريفية بالمناضلة الأممية التقدمية فيليتسيا لانغر، قدمها النائب الألماني فرانك هوت، قدمت لانغر الرئيسة الفخرية للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، كلمة شاملة تحدثت فيها مفصلا عن تجربتها ورحلتها الطويلة في الدفاع والترافع عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والمعاناة والمعاملة القاسية التي تُرتكب بحقهم من قبل سلطات الاحتلال في تحد وخرق لكل القوانين والمعاهدات الدولية التي تُعنى بحق الإنسان والأسرى، وطالبت المحامية لانغر بمزيد من الجهد والعمل من أجل فضح سياسات الاحتلال بحق الأسرى، وتقديم مرتكبيها للمحاكم الدولية، وحثت الدول الأوروبية على وقف سياسة ازدواجية المعايير التي تتبعها في التعامل مع إسرائيل فيما يخص التزام الأخيرة بالقرارات الدولية والقانون الدولي.
وفي كلمته دعا رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الى التدخل وتوفير الحماية لآلاف الاسرى القابعين في السجون، في ظل أخطار شديدة تحيط بهم بسبب تنامي الفاشية الاسرائيلية والتطرف الاسرائيلي وظواهر الانتقام تجاه الاسرى من خلال استمرار حملات الاعتقال الواسعة وخاصة اعتقال الاطفال والاعتقال الاداري التعسفي والاهمال الطبي وسياسة التعذيب وغيرها.
كلمة تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون المغتربين، ألقاها نيابة عنه محمود الزبن مدير دائرة أوروبا في شؤون المغتربين، حيث أشاد خالد بالجهود المتواصلة التي يبذلها التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، بالدفاع عن الأسرى في كافة المحافل الأوروبية والدولية، داعيا إلى إطلاق حملة سياسية وإعلامية وقانونية واسعة ومتواصلة لتدويل قضية الأسرى الفلسطينيين، لا سيما الأطفال منهم والنساء والأسرى الإداريين، كما وجه خالد التحية للجاليات الفلسطينية ومؤسساتها الفاعلة على دورها الوطني المتقدم التي تضطلع به في الدفاع عن قضية شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة في المجتمعات الغربية التي تقيم فيها.
وتمنى تيسير خالد النجاح للمؤتمر، مطالبا النواب الأوروبيين المشاركين فيه والمناصرين لقضية شعبنا، بحمل رسالة الحركة الفلسطينية الأسيرة الى مراكز صنع القرار في بلدانهم من أجل الضغط على اسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال ودفعها في الحد الأدنى الى احترام القانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف الرابعة وبروتوكولاتها الاضافية في كل ما يتصل بحماية المدنيين تحت الاحتلال وبحقوق الاسرى الفلسطينيين.
ثم قدمت أنيتا غروت النائبة في البرلمان الألماني عن حزب اليسار، مداخلة حول أهمية توسيع حملات المقاطعة الدولية والأوروبية لإسرائيل، لإجبارها على الالتزام بالمواثيق والقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وحقوق الأسرى، ووقف سياسة الاعتقال الإداري التعسفي غير القانوني بحق مناضلي الشعب الفلسطيني.
واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة مؤثرة من رئيس رابطة الأسرى المحررين، الأسير المحرر منير منصور الذي أمضى سنوات طويلة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي قدم شرحا مفصلا عن معاناة الأسرى الفلسطينيين من مناطق 48 وخاصة عميد الأسرى في سجون الاحتلال المناضل كريم يونس. كما ندد بسياسة التمييز العنصري التي تمارسها اسرائيل اتجاه المواطنين الفلسطينيين وسياسة التضييق عليهم وحرمانهم من حقوقهم القانونية والمدنية.
وتلا الجلسة الافتتاحية، أربعة جلسات تخصصية متتالية، وهي جلسة خاصة عن اعتقال البرلمانيين الفلسطينيين، ثم تلاها جلسة عن الاعتقال الاداري، وجلسة عن المقاطعة ووسائل الضغط على دولة الاحتلال، وجلسة ختامية حول برنامج العمل والتوصيات المقدمة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها