أثنى رئيس الوزراء رامي الحمد الله، بمواقف المملكة الأردنية الهاشمية المساندة لشعبنا في مختلف المجالات، وعلى مر سنوات نضاله ضد الاحتلال.

جاء ذلك خلال مشاركته يوم الأربعاء برام الله، في إحياء الذكرى السبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، والذكرى المئوية لانطلاق الثورة العربية الكبرى.

وقال رئيس الوزراء: "لقد عاشت القضية الفلسطينية في وجدان وذاكرة كل أردني، وارتبطت فلسطين والأردن برباط تاريخي متجذر ومتين، يشكل جزءا ثابتا من هويتنا الوطنية والتاريخية، حيث يقترن اسم الأردن، لدى أبناء شعبنا جميعا، بدوره التاريخي والريادي في صنع السلام ودعم حقوقنا الوطنية العادلة، فكما ساهم، على مر الأعوام، في دفع العملية السياسية وفي تدويل قضية شعبنا ورفدها في كافة المحافل الدولية، فهو يشارك أيضا، في بناء دولة فلسطين ووضع أسسها وتحقيق أمنها وحماية المقدسات على أرضها".

 وأضاف: إنه لشرف كبير لي أن أشارككم اليوم إحيائكم للذكرى السبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية والذكرى المئوية لانطلاق الثورة العربية الكبرى، وأن أرفع، نيابة عن الرئيس محمود عباس وأبناء شعبنا الفلسطيني، إلى الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني الشقيق والعزيز، أسمى آيات التهنئة والتبريك، سائلين الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الوطنية العزيزة، والأردن يواصل مسيرة التطور والتقدم والنمو.

وتابع الحمد الله: نستذكر في هذا اليوم، الإنجازات والمكاسب الوطنية العظيمة التي راكمها الأردن، ليصنع استقلاله الكامل ويجسد سيادته الوطنية ويبني دولته الحديثة، دولة القانون والمؤسسات، ويسمو بها الأردنيون وقيادتهم الحكيمة، لتصبح في مصاف الدول الفاعلة والمؤثرة، وتكون بلد وملجأ كل العرب، والمدافع الأول عن قضاياهم.

واستطرد: "في كل محطة من مسيرته، كان الأردن الأقرب إلى فلسطين والفلسطينيين، فقد وظف علاقاته وطاقاته ومكانته من أجل فلسطين وحريتها، ولصون مقدساتها، وتحقيق تطلعات شعبها في الاستقلال والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة، فكنا ولا نزال كما قال الرئيس: "شعب واحد في دولتين".

وأردف رئيس الوزراء: "تحتضن فلسطين احتفالاتكم هذه، في ظل ظروف قاسية ومؤلمة، إذ تجنح الحكومة الإسرائيلية نحو المزيد من التطرف والعنصرية وتستمر في الاستيطان وفي غطرسة القوة، وتسمح لجيشها ومستوطنيها بارتكاب أعمال القتل والإعدام بدم بارد، والتعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، هذا بالإضافة إلى إمعانها في هدم البيوت والمنشآت، ومصادرة الأرض والموارد، وفرض مخططات التهجير والاقتلاع القسري، خاصة في القدس والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج). ويأتي هذا كله، في وقت ترزح فيه غزة المكلومة تحت وطأة حصار إسرائيلي ظالم، يصادر مقومات الحياة منها ويخنق أهلنا فيها".

 وأوضح الحمد الله: "إزاء كل هذا الألم والمعاناة، فإننا نعمل ونبني ونناضل للوصول بقضيتنا الوطنية إلى كافة المحافل الدولية وإبقائها حاضرة على جدول الأعمال الدولي، لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا ومقدراتنا، ومحاسبة إسرائيل عن جرائمها وانتهاكاتها، في ذات الوقت الذي نراكم فيه الخطى لتطوير مؤسسات دولتنا وتنمية قدرة شعبها على الصمود والبقاء".

 وأضاف: "لقد تحقق كل ذلك، بفضل تضامنكم ودعمكم الرسمي والشعبي مع قضية شعبنا العادلة، ونعول اليوم أكثر من أي وقت مضى، على الأردن الشقيق، لمواصلة دعمه ومساندته لحقوقنا، وفي مقدمتها إقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها، وغزة والأغوار في قلبها".

 واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "نشكر مجددا الأردن، ملكا وحكومة وشعبا، على هذا الدعم التاريخي الثابت والكامل الذي وصل إلى كافة المجالات والأصعدة، بل وتعاظم ونما على مر السنوات، وهنيئا للأردن بذكرى استقلاله المجيد، وهنيئا للشعب الأردني بهذا اليوم الخالد، وكلي أمل أن نحتفل قريبا باستقلال فلسطين في كنف القدس عاصمتها الأبدية".