ترأس وزير الخارجية رياض المالكي وفد دولة فلسطين في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني في دورته السابعة، والمنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس، بحضور وزراء الخارجية العرب، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووزير خارجية الصين الشعبية وانغ يي.
وفي كلمته بالاجتماع، ذكّر المالكي الوزراء الحاضرين بأن هذا الاجتماع يتزامن مع حلول الذكرى الـ68 على نكبة الشعب الفلسطيني الذي لا يزال مشتتا في المنافي، ويأتي في ظل مرور القضية الفلسطينية في أحلك ظروفها نتيجة لانسداد افق الحل السياسي نتيجة للسياسة الإسرائيلية التي سعت الى سد كل الأبواب أمام إنجاز حل الدولتين.
وقال: رغم قيام القيادة الفلسطينية ببذل كل جهودها للحفاظ على عملية سلام متوازنة تؤدي الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967، وإيفائها بكل التزاماتها تجاه عملية السلام التي انبثقت عن اتفاق أوسلو عام 1994، والتي كان يجب أن تنتهي مرحلتها الانتقالية بإقامة دولة فلسطين، كما أنها تعاطت بإيجابية مع كل المبادرات الدولية التي استندت الى قرارات الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية، إلا أنه في المقابل نجد أن إسرائيل عملت ضمن سياسة ممنهجة على التنصل من استحقاقات السلام وتعطيل هذه العملية السلمية، وعلى رفض كل المبادرات الدولية التي طرحت لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ولم تكتفِ بهذا التعطيل، إنما تعمل ضمن سياستها القائمة حاليا ليلا ونهارا على تدمير حل الدولتين، من خلال الاستمرار في ممارسة انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني الأعزل، واعتداءاتها على أرضه ومقدساته ومحاولتها لطمس الهوية العربية والإسلامية الحضارية في مدينة القدس، وسعيها لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، عبر تنظيمها اقتحامات يومية للمستوطنين المتطرفين لباحات المسجد وساحاته، وعبر إيغالها وإمعانها في الاستيلاء على المزيد من أراضي دولة فلسطين ومواطنيها في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وإعلانها في الفترة الأخيرة عن نيتها ضم حوالي 60% من أراضي الضفة الغربية المحتلة.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى من وراء ذلك إلى فرض الواقع على الأرض، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، بالإضافة الى قيامها باتباع سياسة التهجير والاقتلاع ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ومواصلة ارتكابها جرائم القتل والإعدام الميداني اليومي، وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، واستمرارها بفرض الحصار على قطاع غزة منذ عشر سنوات، تخللها ارتكاب جرائم حرب خلال ثلاثة حروب دمرت كل البني التحتية، وحوّلت القطاع إلى منطقة منكوبة، منتهكة بذلك قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، الأمر الذي جعل منها آخر معقل للاستعمار والاحتلال لشعب آخر في القرن الواحد والعشرين.
وفي كلمته، أكد وزير خارجية الصين وانغ يي، أن بلاده لن تسمح بتهميش القضية الفلسطينية، ولن تسمح باستمرار ظلم وإذلال الشعب الفلسطيني.
وجدد وقوف بلاده بحزم مع إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود العام 1967. كما جدد الدعم لدعوة مجلس الأمن لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وقال إن هذا الاجتماع سيرسل رسالة واضحة للعالم بأننا نقف إلى جانب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينية.
ومن المقرر أن يصدر عن الاجتماع إعلان الدوحة، بعد إجراء الجانبين مشاورات معمقة حول أبرز القضايا السياسية الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المنتظر أن يتضمن الإعلان موقفا واضحا وصريحا حول القضية الفلسطينية بشأن التأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والعمل السريع من أجل وقف الاستيطان وتفكيكه كونه يقام ضمن حدود دولة فلسطين بما في ذلك المستوطنات المقامة في مدينة القدس الشرقية، لما تشكله تلك المستوطنات من انتهاك صارخ للقانون الدولي، إضافة إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين العرب والفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، والدعوة إلى ضرورة الإسراع بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، يهدف في نهاية المطاف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين.
كما سيقر الاجتماع الوزاري البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني بين عامي 2016- 2018، بحيث يشمل مجالات التعاون السياسي، والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية والمالية، ومجالات الصناعة والنقل والمواصلات، كذلك التعاون في مجال الطاقة المتجددة والنفط والغاز والكهرباء، والتعاون في مجال حماية البيئة ومكافحة التصحر والتعاون في المجال الزراعي والسياحي، كذلك مجال تنمية الموارد البشرية والتعاون في مجال الملكية الفكرية وتعزيز التعاون في مجالات التربية والتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والصحة.
وحضر الاجتماع إلى جانب الوزير المالكي، وكيل الوزارة تيسير جرادات، ومساعد الوزير للشؤون الآسيوية مازن شامية، ونائب سفير فلسطين في قطر يحيى الأغا، ونائب المندوب الدائم لدى الجامعة العربية مهند العكلوك.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها