برعاية أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة نظّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إقليم لبنان/ مفوضية الإعلام والثقافة والمكتب الإعلامي للدراسات والتوثيق حفلَ تخريج أعضاء الدورة الكادرية التثقيفية التنظيمية التي حملَت اسم الشهيد "عبد القادر الحسيني"- بطل معركة القسطل- وذلك في مقر جمعية الكشّافة والمرشدات الفلسطينية المفوضية العامة في لبنان، الكائن في صيدا، اليوم الأحد 8\5\2016.

وتقدّم الحضور أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان مسؤول مفوضية الإعلام والثقافة الحاج رفعت شناعة وعدد من أعضاء قيادة الإقليم، وعددٌ من أعضاء قيادة منطقة صيدا لحركة "فتح" وأمناء سر وأعضاء شُعَبها التنظيمية، ومسؤول هيئة التنظيم والإدارة في لبنان اللواء عبدالمولى راحيل، ورئيس هيئة التوجيه السياسي والمعنوي العميد نزيه سلّام، وأمين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين فرع لبنان أبو يوسف العدوي، ومدير المكتب الإعلامي للدراسات والتوثيق علي خليفة، وعددٌ من كوادر وأبناء حركة "فتح" وفعاليات فلسطينية.

بدايةً كان تقديم من عريف الحفل محمد الصالح، حيث ألقى كلمة من وحي المناسبة، وطلب إلى الحضور قراءة سورة الفاتحة، وبعدها استمع الحضور للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح".

ثمّ كانت كلمة خرّيجي الدورة التثقيفية ألقتها الخرّيجة ندى وهبه، وجّهت خلالها التحية للحضور الكريم وجميع مَن حضروا لتأكيد مساندتهم ودعمهم المعنوي لهذه الدورات التنظيمية التعبوية الهادفة لبناء حركة "فتح" الإطاري والسياسي والتنظيمي والسلوكي والأخلاقي.

وأضافت "جاءت هذه الدورة التثقيفية (دورة الشهيد عبدالقادر الحسيني) لتؤكّد ريادة حركة"فتح" في العمل الوطني والمشروع الفلسطيني. فالعلمُ والمعرفة وصقلُ الذاتِ من أهم الخطوات الفاعلة في طريق إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وفي تحقيق حق العودة إلى أراضينا ودُورِنا. ولا يخفى على عاقلٍ أنّ محاولة اغتصاب الأرض يرافِقُها اغتصابٌ للقلم والفكر ثمّ القرار، ولكن ما عجزوا عن ارتكابه بكواتم الصوت والسُّم والعبوات لن يستطيعوا اليوم استكماله أبداً لأننا من خلال هذه الدورات الهادفة نبني جيلَ الوعي التنظيمي، جيلاً لن تُرهبَهُ مشاريع التقسيم أو تعليب العقول".

وتابعت وهبه "اغتنمُ الفرصة لأؤكّد أن شباب الجيل الجديد يتطلّع قُدماً لأخذ أدوار طليعية يكون فيها جنباً إلى جنب مع قيادتنا الحكيمة والعتيدة التي رسمت فرادة حركتنا فكان الرمز الشهيد الرئيس أبو عمار، ومن ثم حامل الأمانة السائر على الوعد والعهد الرئيس أبومازن حفظه الله".

وأشارت إلى أن حركة "فتح" بحاجة اليوم إلى ضخ دمٍ جديد في عروقها هو دم الشباب الفتحاوي المثقّف الواعي الذي سيُحسِن حملَ هذه القضية وصولاً إلى تحرير فلسطين، مضيفةً "وبكل صدق أرى على محيّا جميع الاخوة والأخوات في هذه الدورة مشاريع قادة سيتركون بصمتهم المؤثّرة في العمل التنظيمي".

وختمت كلمتها بتوجيه الشكر والامتنان لكل مَن ساهم في إنجاح وإغناء هذه الدورة التعبوية، وخصّت بالشكر "ضمير حركة "فتح" الحاج رفعت شناعة والجندي المجهول علي خليفة، وكل مَن حاضر وساهم بإغناء هذه الدورة التعبوية".

وبعدها ألقى محمد عوض "أبو عوض" كلمةً بِاسم المحاضرين في الدورة، استهلّها بآيات قرآنية عن فضل العلم ومنزلة العلماء وأهمية طلب العلم والمعرفة، ونوّه بأهمية العلم والتعلُّم في إصلاح المجتمعات وتقدّمها وإخراجها من الظلمات إلى النور.

وأضاف "من واقع واقع مخيمات اللجوء وعذابات التشرُّد ومجازر الاحتلال وُلِدت الإرادة الوطنية الحرّة المعبّرة عن آمال أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أنحاء العالم، وكانت "فتح" التي حملَت أمانة المشروع الوطني بإرادة وطنية مستقلّة، وبقرار فلسطيني مستقل، وبقيت هذه الحركة العملاقة تحمل الأمانة بعيداً عن كل أشكال الوصاية والتبَّعية والاحتواء، ومن أجل هذا كان وما زال الاستهداف المستمر لهذه الحركة بهدف السيطرة عليها واحتواء قرارها لصالح قوى تتربّص بنا وبشعبنا وتعمل على الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني"، وجدّد التمسُّك بالمشروع الوطني الفلسطيني والثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشدّداً على أن فلسطين كانت وستبقى أكبر من كل قادتها وأن الثورة الفلسطينية وُجِدت لتبقى ولتنتصر، ومؤكّداً أن لا سلام ولا أمن ولا استقرار مع الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري.

وأشار إلى أن مخيمات اللجوء عناوينُ وطنٍ زرعتهَا حركة "فتح" فينا فأنبتت مشروع وفاء آمنت به الأجيالُ الفلسطينية المتعاقِبة، منوّهاً إلى أنّ حركة "فتح" أخرجت فلسطين وشعبها من ملف اللجوء والمساعدات والخيَم والأرقام في سراديب وكالة الأونروا إلى الهوية الوطنية المستقلّة، ورأى أن السِّلم بدأ من فلسطين والحرب تندلع من فلسطين مؤكّداً أن "الوحدة الوطنية كانت وستبقى الأغلى مِنّا جميعاً وسنبقى متمسّكين بهذه الوحدة طريقاً للخلاص من الاحتلال الغاصب والجاثم على صدور شعبنا".

وأضاف "الاستمرار في تخريج الدورات التنظيمية والثقافية الفلسطينية يعني الايمان بالاستمرار بالتمسُّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو مازن، وكما قال الرئيس الرمز ياسر عرفات البندقية  المسيّسة هي صانعة الانتصارات"، وأكّد رفض كل مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل مشدّداً على التمسّك بحق العودة كحق فردي وجماعي لكل أبناء شعبنا غير قابل للتصرُّف ولا يسقط بالتقادم، وختم كلمته موجّهاً التحية للشهداء والأسرى وفلسطين حركة "فتح" و"م.ت.ف" الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا.

ثمّ ألقى الحاج رفعت شناعة كلمة حركة "فتح"، فرحّب بالحضور وقدّم شرحاً عن ماهية الدورة التثقيفية التي نُظِّمت، وأبرز الموضوعات والجوانب التي تناولتها، وأهدافها، وأثنى على جهود مَن انجحوا وساهموا بإنجاح هذه الدورة، وشدّد على أهمية الدورات التنظيمية عموماً وضرورة متابعتها لما لها من دور مهم في تثقيف الكادر الفتحاوي على الصعيد العام والصعيد الوطني والتنظيمي، ولفت إلى أن دورة الشهيد عبدالقادر الحسيني لن تنتهي بالتخريج المنظَّم اليوم، وإنما سيتم استكمالها عبر لقاءات شهرية دورية لمتابعة الكوادر الخرِّيجين ووضعهم في أجواء أبرز التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية والأوضاع التنظيمية، ومنوّهاً لأهمية تثقيف الكادر الفتحاوي وإعطاء كل كادر دوراً ضمن تخصّصه ليؤدي مسؤوليته الوطنية والحركية.

وعرضَ شناعة لما يتعرّض له شعبنا الفلسطيني يومياً من اعتداءات وجرائم عنصرية ترتكبها العصابات الصهيونية وعلى رأسها تهويد المقدسات والاستيطان والإعدامات الميدانية وغيرها بهدف تصفية الشعب الفلسطيني، وإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني، ونوّه بالهبة الشعبية التي يخوضها أبناء شعبنا الفلسطيني منذُ نحو ثمانية أشهر في مواجهة الاحتلال الصهيوني والتي استطاعت ان تزرع الرعب في قلوب الصهاينة.

وأكّد شناعة التمسّك بالثوابت الفلسطينية التي أرساها الرئيس الشهيد ياسر عرفات عبر مسيرته النضالية والوقوف خلف القيادة الفلسطينية وخلف الرئيس ابو مازن الثابت على الثوابت وحامل الأمانة من الرمز ياسر عرفات والذي يخوض المعارك الدبلوماسية ويحقّق الانجازات السياسية، داعياً لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تُمثّل المصلحة الوطنية العليا.

كما تطرّق لآخر التطورات المرتبطة بسعي حماس لفصل غزة عن جسد الدولة الفلسطينية وإنشاء ميناء بحري عائم في قطاع غزة تحت رقابة إسرائيلية في تسوية هي أقرب للمقايضة ما بين تدمير الأنفاق مقابل المرفأ العائم، وحذّر حماس من خطورة هذه الخطوة التي من شأنها إضعاف القضية الفلسطينية والتمهيد لسيطرة إسرائيل على القدس والضفة الغربية، مشدّداً على وحدة الشعب الفلسطيني واستحالة أن يتمكّن أي مشروع من تمزيق نسيجه الوطني.

وبعد وصلة رقصات فلكلورية أدّتها فرقة القدس، وزَّع أمين سر وأعضاء قيادة الإقليم وقيادة حركة "فتح" في لبنان شهادات التقدير على خرّيجي الدورة الكادرية التنظيمية.

ولاء رشيد| مفوضية الإعلام والثقافة
تصوير: فادي عناني