لعل السنة الماضية كانت الاسوأ بالنسبة لحرية الصحافة الفلسطينية حيث تعرض عشرات الصحفيين للاعتقال والاحتجاز والقمع سواء في اطار الانقسام القبيح او من قبل قوات الاحتلال التي سجلت ارقاما قياسية في الاعتقال والقمع خاصة منذ اندلاع هبة الاقصى التي فضحت الكاميرات فيها رواية الاحتلال عن الطعن. ولا يمكن عزل حرية الصحافة عن باقي الحريات في المنطقة او في الاراضي الفلسطينية، لكن الملاحظ ان هناك سوء استخدام للحرية احيانا في التعاطي مع شؤوننا الداخلية وهناك خلط بين المهني وبين الحزبي فالأخير ليس مهنيا ولذلك لا يمكن احتسابه اعلاميا طالما سخر نفسه وادواته الاعلامية لاهداف حزبية. ولعلني استغرب كيف ان حرية الصحافة تضيق في عالمنا العربي فيما اننا نعيش في عالم بلا اسرار وصار كل انسان بجهازه الخليوي صحفيا يصور ويسجل وينقل الحدث،  فلا ضرورة لتقييد الحريات طالما انه لا يمكن حجب اخبار او التعتيم عليها ومن لا يستطيع النشر في الوسائل التقليدية كالصحف والمجلات يمكنه ان يلجأ الى شبكة النت التي توفر له حرية النشر.. لكن مخاطر النت هي الاخرى باتت تمس حرية الصحافة لأن الكثيرين لا يميزون بين الخبر والاشاعة وبين حرية الرأي وحرية الشتم، ولهذا وضعت كثير من الدول ضوابط للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي ولكنها عندنا غير موجودة حتى الان الا لاسباب امنية او سياسية.

 عموما تراجع الحريات في عالمنا العربي ليس جديدا لكن الملاحظ ان اكثر البلاد حرية هي موريتانيا ثم جزر القمر.. فلماذا لا نكون نحن رغم كوننا تحت الاحتلال السؤال موجه لوسائل الاعلام وللصحفيين وللسلطة الوطنية فليس لدينا ما نخفيه ولا ضرورة لرصد الاعلام الوطني طالما التزم بالثوابت والمهنية وابتعد عن الحزبية الضيقة. فلا صحافة بلا حرية ولا حرية بلا صحافة.