في حلقة خاصة عبر الإنترنت أجرتها الإعلامية زينب أبو ضاهر على قناة فلسطيننا، استضافت الصحافي والكاتب السياسي حميد قرمان لمناقشة التطورات والمستجدات في المنطقة وتأثيرها على قضيتنا.

افتتح حميد قرمان حديثه بالقول: "إنه لا يمكننا فصل ما جرى بالأمس من وقف إطلاق النار في لبنان والأحداث في سوريا واحتلال إسرائيل للأراضي والتوجه لتنفيذ هجمات في اليمن، عن الذي يجري اليوم وسيجري في الغد"، مؤكدًا أنَّ إسرائيل تمكنت من فعل الكثير، بدءً من غزة وجنوب لبنان والعراق وصولاً إلى المساهمة بإسقاط النظام السوري، وبذلك تكون قد أسقطت ما يسمى بالمحور الإيراني.

وأشار قرمان إلى أنَّ نتنياهو وجد في ترامب حليفًا مستعدًا لدعم خططه التوسيعية في المنطقة، مستذكرًا تصريحاته حول إحلال السلام وفرض رؤويته، وعلى وقع كل ذاك أصحبت القضية الفلسطينية هي الخاسر الأكبر من كل ما جرى بالأمس واليوم والغد. وشدد قرمان على وجوب رفع الفلسطينيين شعار واحد فقط وهو فلسطين أولاً والانسلاخ عن كل المشاريع الإقليمية وكل من يحاول استغلال الورقة الفلسطينية، كما يجب انتاج مقاربة سياسية موحدة يتفق عليها جميع أبناء شعبنا مع قيادته ومع سلطته ومنظمته "منظمة التحرير الفلسطينية".

وحول تأثير الأحداث بشكل مباشر على قضيتنا علق قرمان، أنه يجب إلقاء الضوء بشكل مباشر على القضية الفلسطينية والتفاف دول العالم حولها، وشدد أنَّ إسرائيل تستغل الانشغال العالمي عن فلسطين وتستكمل إبادتها في غزة وتطبيق سياستها في الضفة، وأكَّد أنَّ نتنياهو يريد اليوم شيء واحد فقط هو استمرارية منظومة اليمين الإسرائيلي المتطرف في الحكم وإدارة الحرب والتفاوض بما يخدم علاقاته الدولية ويضمن استمراريته.

وتابع القرمان، أنَّ ما نعيشه اليوم في المنطقة يتطابق مع مشروع نتنياهو في إعادة رسم الشرق الأوسط، ومن سمح له بالتمادي هو ضعف محور الآخرين لاسيما المحور الإيراني وأذرعه، لأنهم لم يكونوا قادرين على تحقيق رؤيتهم الاستراتيجية السياسية أو العسكرية ولم يكونوا قادرين على فرض شروطهم على وضع أوراق الضغط التي يمتلكونها على طاوله التفاوض ووقف الحرب. وشدد أنَّ نتنياهو يريد نزع نواة الدولة ويدرك أنَّ السلطة الوطنية الفلسطينية هي النواة المستقلة، فهي التي علمت العالم معنى الثورة.

ومتابعة لكل ما سبق ذكره أكَّد قرمان، أنَّ المعطيات تشير إلى أنَّ الإدارة الأميركية الجديدة تمتلك نضجًا سياسيًا يجب أن نتماهى معه ومع مطالب المجتمع الدولي ومع السياسات التي تقودها المملكه العربية السعودية في تحقيق وتثبيت حل الدولتين وشدد على ضرورة إعادة قراءة المقاربة السياسية التي تتلاءم مع الواقع في المنطقة والعالم.

وحول الحملة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية تحت  عنوان حماية وطن، أكَّد قرمان أنَّ ما تقوم به السلطة الوطنية هو الصواب، وأهمية الحملة تأتي في سياق قدرت السلطة على فرض الأمن والاستقرار في مناطقها، وإثباتها للعالم بأنها جديرة بحكم الشعب الفلسطيني لأن الفلسطيني قادر على حكم نفسه بنفسه، وتخيب المحاولات الإسرائيلي بالتسلل إلى مناطق الضفة عبر عناصر خارجة عن القانون.