بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد المناضل معروف سعد، نظّم التنظيم الشعبي الناصري واللجنة الوطنية لإحياء الذكرى، حفلاً تكريمياً في مركز معروف سعد الثقافي لرئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس سيادة المطران الفلسطيني عطاالله حنا، الجمعة 26\2\2016، تقديراً لمواقفه الوطنية والنضالية دفاعاً عن القدس وفلسطين.

وقد حضر الاحتفال الى جانب أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وممثّل دولة رئيس مجلس النواب اللبناني بسّام كجك، وعضو قيادة الساحة اللبنانية مسؤول الفرع المالي لحركة "فتح" و"م.ت.ف" العميد منذ حمزة، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في صيدا العميد ماهر شبايطة، وممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ورجال دين، وشخصيات اجتماعية ونقابية، وحشد جماهيري كبير.

وبعد عزف النشيدين الفلسطيني واللبناني وتقديم من عريف الحفل خليل المتبولي، كانت كلمة ألقاها  الدكتور أسامة سعد، فأكّد أهمية تكريم سيادة المطران المناضل عطاالله حنا في الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد معروف سعد منوّهاً إلى أن  "سيادة المطران حنا كبير من كبار فلسطين، ومناضل مِقدام في الدفاع عن حرية الشعب الفلسطيني، وعن عروبة فلسطين وعروبة القدس عاصمة فلسطين، وعلم من أعلام الكنيسة العربية الفلسطينية ، وأحد أبناء الشعب الفلسطيني البررة. وروح الشهيد معروف سعد ستشعر بالغبطة والارتياح لهذا  التكريم، فالقضية الفلسطينية كانت على رأس القضايا التي ناضل من أجلها الشهيد".

ونوّه سعد لتماهي كل من المناضل الشهيد معروف سعد والمطران حنا عطالله في نضالهما ضد العدو الصهيوني والدعوة للعروبة الحضارية المنفتحة ونضالهما من أجل الإنسانية، والدفاع عن الإنسان وحقه بالحرية والعدالة والكرامة والوقوف إلى جانب المعتقلين والمضطهدين والمظلومين. كما أكّد سعد أهمية الوحدة العربية وأهمية العروبة الديمقراطية المنفتحة بأنها الإطار الوحيد القادر على مواجهة دعوات التقسيم والتفتيت على أسس طائفية ومذعبية وعرقية، وهي الحصانة لشعوبنا العربية في مواجهة الفتن والتقاتل والحروب التدميرية.

بدوره أكّد السفير أشرف دبور في كلمته أن مسيرة معروف سعد مستمرة وأن الإرث الوطني والثوري الذي تركه التزم به مناضلون استمروا في كفاحهم. كما أكد اعتزازه بسيادة المطران، المطران عطالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس، عضو مجلس الهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، مطلق وثيقة المناشدة للغرب من مسيحيي الأراضي المقدسة إلى كافة مسيحيي العالم من أجل الدفاع والتحرك لحماية المقدسات في فلسطين، وأكّد الاعتزاز بسيادة المطران وبنضاله ضد الاحتلال الصهيوني.

ونوّه بالعلاقة اللبنانية الفلسطينية الاستثنائية، مؤكّداً أهمية تعزيز وتطوير العلاقة مع جميع مكونات المجتمع اللبناني وعلى كافة المستويات. كما دعا وكالة "الأونروا" للاستمرار بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

وكانت مشاركة لسيادة المطران عطا الله في الحفل على الهواء مباشرة من بيت لحم، حيث تولّت قناة الميادين مشكورة نقل كلمة سيادته من القدس للمجتمعين في صيدا. وقد أكد سيادة المطران في كلمته أهمية الوحدة بوجه العدو الغاصب، موجهاً رسالة من فلسطين ومن القدس الى الأمة العربية بأن "توحّدوا يا أيها العرب، توحّدوا من أجل فلسطين ومن أجل القدس، شهداؤنا يسقطون في كل يوم، قبل قليل كان هنالك شهيد وبعد قليل سيكون هناك شهيدآخر. شهداؤنا يسقطون في كل يوم من أجل الحرية والكرامة من أجل القدس… فكونوا إلى جانب أسرانا ومعتقلينا وإلى جانب شعبنا المقاوم المناضل الذي لن يتنازل عن حقه في فلسطين… كل فلسطين التي هي لنا وليست للاحتلال وليست للاستعمار وليست للصهيونية".

وشكر المعنيين على التكريم مضيفاً "هنالك من يستحقون هذا التكريم أكثر مني، وهم أسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال، هو الأسير المناضل محمد القيق، هم أولئك القابعون خلف القبضان وينتظرون يوم الحرية والكرامة والاستقلال، من يستحق التكريم حقيقة هم شهداؤنا، أولئك الذين يقدمون دماءهم من أجل فلسطين، ومن أجل قضية فلسطين، دفاعاً عن القدس ومقدساتها، دفاعاً عن وجهها العربي الفلسطيني الذي يسعىالاحتلال لطمس معالمه وتشويهه وتزويره. من يستحق التكريم هو المناضل الشهيد عمر النايف الذي اغتيل في بلغاريا، ونحن نعرف أن الموساد الاسرائيلي هو الذي قام بهذا العمل الإجرامي كما سبق له في الماضي أن اغتال شخصيات فلسطينية ورموز وطنية. أنهم يقتلون رموزنا الوطنية ويستهدفون المناضلين والمجاهدين، ظناً منهم أن شعبنا سيخاف، وسيتراجع، وسيتنازل عن حقوقه. ما أود أن أقوله لكم من قلب فلسطين من بيت لحم،من القدس، والناصرة، ومن يافا، وعكا، وغزة، ومن كل أرجاء فلسطين، بأنهم مهما استهدفونا، ومهما قتلوا شبابنا، ومهما اعتقلوا من مناضلينا، ستبقى قضيتنا هي قضية شعب حي يناضل من أجل تحقيق أمنياته وتطلعاته الوطنية".

وفي نهاية الحفل قدم سعد درعاً تكريمية لسيادة المطران تسلّمها عنه السفير أشرف دبور، حيثُ كُتِبَ عليها: "درع معروف سعد، تحية وفاء وتقدير لسيادة المطران المناضل عطالله حنا، المدافع الصلب عن القدس وعروبة فلسطين، الذكرى 41 لاستشهاد المناضل معروف سعد، 26 شباط 2016 ".