السباق المحموم بين المتنافسين على ترشيح الحزبين الجمهوري والديمقراطي للرئاسة الاميركية يجعلهم يدوسون على القيم والمبادئ الإنسانية ويلوون عنق السياسة حتى يرضوا اللوبي الصهيوني المتطرف ويكون لهم حظوة لديه في التمويل والتصويت. ويختلف المتنافسون على كل شيء لكنهم يتفقون على دعم الاحتلال واغلبهم يكره العرب والمسلمين مثل دونالد ترامب وبيل كارسون وتوم كروز ومارك روبيو، والأخيران يؤيدان نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، وقد انضم اليهما ترامب حيث صرح امس انه يؤيد نقل السفارة الى القدس مئة بالمئة. وكان ترامب اعلن عن مواقف معادية للمهاجرين في بلاده وطالب باغلاق باب الهجرة امام المسلمين، لكنه في منتدى يهودي قبل فترة رفض الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل لكنه عاد امس واعترف بذلك.
 وكان الكونغرس الاميركي اقر قانون نقل السفارة الاميركية الى القدس عام 1995 لكن الإدارات الاميركية المتعاقبة اجلت النقل لاسباب تتعلق بالامن القومي الاميركي حتى الآن. وفي خضم الحملة الانتخابية يصبح التقرب الى اسرائيل موضوعا فيصليا لدى المتنافسين فقد يختلف المتنافسون على شرب الكوكا كولا لكنهم لا يختلفون على دعم اسرائيل، واظن ان المرشح ترامب الذي يكره المهاجرين ينسى انه متزوج من مهاجرة سلوفينية وربما سيقدم على الطلاق منها لو طلب منه الوزير اليميني بينيت ذلك لكي يتزوجها، فما يحدث ليس تنافسا على كسب ود الناخب الاميركي بل كسب تأييد التطرف الاسرائيلي فقط. وفي سباق كهذا لا نتوقع اي تغيير في السياسة الاميركية بل تحول نحو ما هو اسوأ تجاه القضايا الساخنة وخاصة قضية شعبنا، وكأن المرشحين يدفعون المنطقة الى مزيد من الفتن والقتل بدلا من الدعوة للأمن والسلام والتعايش. بالطبع لا يختلف هؤلاء عن سياسات من سبقوهم من آل بوش الى اوباما. فكل له حصة في تدمير جزء من العالم العربي وقتل مئات الألوف.