الرئيس في ذكرى استشهاد عرفات: هذه أرضنا.. هنا ولدنا وهنا نعيش كما عاش أجدادنا وآباؤنا
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، 'إننا مصممون على العيش بحرية وكرامة، وإفشال كل مخططات الاستيطان الاستعماري، في فلسطين عامة وبخاصة في القدس، فالجبل ما زال في مكانه لا تهزه الريح، وشعبنا الشامخ الأبي، تتكسر على صخرة صموده حراب الاحتلال وغطرسة القوة الغاشمة، وسيبقى مرابطا في أرضه المباركة المقدسة، ولن تذهب تضحياتك وتضحيات شهدائنا هدرا'.
وأضاف في خطاب متلفز ألقاه لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات، 'نقول لك يا أبو عمار، إننا نحمل الأمانة كما حملتها من قبل، نتمسك بثوابتنا الوطنية، وندافع عن وجودنا، وهويتنا، وأرضنا ومقدساتنا، وسنظل نعمل بكل تفان وإخلاص، على تحقيق حلمك أيها القائد، وحلم شعبنا، في أن يرفع شبل فلسطيني، وزهرة فلسطينية، علم فلسطين، فوق أسوار القدس، ومآذنها، وكنائسها، قريبا إن شاء الله'.
وأكد سيادته مجددا 'أن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، لن يتحقق أي منها، إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، وباستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران عام 1967'.
وجدد في معرض كلمته القول للإسرائيليين، إن سعي حكومتهم لإطالة عمر احتلالها، 'يجعل السلام بعيد المنال، ويذكي الصراع، وإن محاولة تغيير الوضع التاريخي في القدس الشرقية، سيحوِّل الصراع من سياسي إلى ديني، وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع، فإن لم ينعم شعبنا بالأمن والحرية والسلام، فإن أحدا لن ينعم به'.
وشدد سيادته في ختام خطابه، بهذه المناسبة، على 'أن الاستيطان، وغطرسة المستوطنين والعنف والإرهاب الذي تمارسه حكومة إسرائيل المحتلة على شعبنا، وسياسة القتل والإعدامات الميدانية، واحتجاز جثامين الشهداء، والاعتقالات المسعورة، وهدم المنازل، لن تثني شعبنا عن المضي قدما على طريق الحرية والسيادة والاستقلال، فهذه الأرض أرضنا، هنا ولدنا وهنا نعيش كما عاش أجدادنا وآباؤنا من قبل، نبني حاضرنا ومستقبلنا، ونعتز بتاريخنا وإرثنا الحضاري الماثل منذ آلاف السنين على هذه الأرض الطاهرة المقدسة'.
بيان "فتح" بمناسبة ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات
أصدرت مفوضية الإعلام والثقافة التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بياناً حول الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس القائد العام الرمز ياسر عرفات أبو عمار.
وفيما يلي نص البيان:
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم ... يا جماهير أمتنا العربية وأحرار العالم
تحيي حركة التحرير الوطني الفلسطيني والشعب العربي الفلسطيني والأحرار في العالم اليوم الحادي عشر من نوفمبر ذكرى استشهاد قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، والثورة الفلسطينية المعاصرة، وباعث الهوية الوطنية، رمز الفداء والتضحية من اجل تحرير فلسطين وحرية الشعب الفلسطيني، ياسر عرفات أبو عمار .
يا شعبنا العظيم بالوفاء: تحل الذكرى هذا العام، فيما جيل فلسطيني جديد مشبع بالانتماء الوطني والالتزام بمبادئ حركة التحرر الوطنية، متطلع نحو الحرية والاستقلال، يجسد معانى الفخر والاعتزاز بالانتماء لفلسطين ، والنضال بإرادة لا تنكسر، من اجل تحريرها واستقلالها، جيل استلهم فكر وعقل وعزيمة واصرار وحكمة ياسر عرفات، استظل بروح أبو عمار الخالدة، وحمل راية الفداء في زمن انزراع جسده الطيب في تربة الوطن المقدسة .
شعبنا الفلسطيني البطل .. يا جيل النصر والاستقلال
لقد ترك فينا الرمز ياسر عرفات الثقة والايمان بقدرة الشعب الفلسطيني بأجياله المتعاقبة على احراز النصر على المشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني العنصري، وبناء قواعد المشروع الوطني الفلسطيني كأرضية صلبة وتجربة كفاحية، تمهد لانتصار مشروع تحرر الأمة العربية، ثقة وإيمانا بان الشعب الفلسطيني يمتلك مقومات حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية ، والحفاظ على عروبة القدس ومقاومة مشاريع تهويدها مهما بلغت التضحيات ، فقدر الشعب الفلسطيني ان يكون شعب هذه الأرض المقدسة، الأمين والحامي لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ومهد المسيح عليه السلام ، والجبهة الأولى في مقاومة المشروع الصهيوني العالمي .
شعبنا العظيم: اننا في حركة فتح بقدر فخرنا بشعبنا الذي انجب ياسر عرفات، واصبح واحدا من رموز الحرية والأحرار في العالم ، فانا فخورون بقائد حركتنا ورئيسها ورئيس الشعب الفلسطيني الشهيد عرفات الذي استطاع طبع رسالة الفداء والتضحية في الثورة ومسيرة العمل الوطني ، والنضال بحكمة وعقلانية، وتكريس مبدأ الحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني، حتى اصبحت كلماته وخطاباته، واقواله منهجا تتداوله الأجيال وتسير على ضوء نبراسه، حتى ان روح ياسر عرفات لتفخر بعد احد عشر عاما على جريمة اغتياله، ان القضية الفلسطينية مازالت حاضرة في وجدان العالم، وان الشعب الفلسطيني مصمم اكثر من اي مرحلة تاريخية مضت على الحرية والاستقلال ، صامدا في ارضه، يزرعها يبنيها، يعمرها، يدافع عن مقدساته وعن نفسه وشرفه وكرامته ، ويبهر العالم بإبداعاته في المقاومة الشعبية المشروعة ، وهذا كله بفضل بطولاتكم، منذ انطلاق (هبة القدس) كأحدث صفحة في سجل كفاح شعبكم من اجل الحرية ... فارفعوا رؤوسكم يا شباب ورجال ونساء الوطن فانتم فلسطينيون وعرفاتيون ايضا .
شعبنا الفلسطيني الحر... يا مناضلي حركتنا القائدة
عاش الفلسطينيون والعرب مع ياسر عرفات خطاب الثورة والنضال، الذي عملنا به ونحن نتجه في هبة القدس اليوم نحو الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال والاستيطان، ونحن في حركة فتح ونحن نحيي ذكرى استشهاد الرمز ابو عمار، انما نحيي روح التحدي، والفداء، والمقاومة على الأرض ميدانيا، في كل مواقع المواجهة مع جيش الاحتلال ومستوطنيه المجرمين، بالتوازي مع مقاومة سياسية دبلوماسية في ميدان القانون الدولي ، نواكب الانجازات السياسية ،ونيل الاعتراف بدولة فلسطين، وتثبيت اركانها في المنظمات الدولية بوقائع يومية خلاقة من المقاومة الشعبية، هنا في ميادين المواجهة على الأرض، وكلنا ثقة أن سياسة وتوجهات الرئيس ابو مازن، وهو حامل الأمانة التاريخية بعد ياسر عرفات، وبعد ان انتزع الشرعية الدولية لمقاومتكم الشعبية ، وحقكم في الدفاع عن مقدساتكم وانفسكم، في خطابيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومجلس حقوق الانسان التابع لها، ستحقق آمال واهداف ياسر عرفات التي هي بالأصل اهداف وطموحات الشعب الفلسطيني والأمة العربية والأحرار في العالم، وذلك بفضل تمسككم والتزامكم بمبادئ وبرنامج العمل الوطني المشترك، وقيم الوحدة الوطنية في ميادين النضال، واعلاء المصالح العليا لشعبنا، حتى تحقيق هدف جلاء الاحتلال والاستيطان وقيام دولة فلسطينية حرة مستقلة ذات سيادة بعاصمتها القدس الشريف... وليكن يومنا هذا مناسبة عظيمة كما الذكرى ، ولنردد معا شعارنا الأول والدائم : ثورة ثورة حتى النصر .
تحيا فلسطين حرة عربية .. ويحيا شعبنا العظيم حرا ابياً ..ولتحيا روح ياسر عرفات ابو عمار فينا ابدا ... والمجد والخلود للشهداء.... وإنها لثورة حتى النصر.
الطيراوي: عرفنا من اغتال ياسر عرفات
كشف رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اللواء توفيق الطيراوي أن اللجنة توصلت إلى الشخص الذي نفذ عملية الاغتيال، متهما إسرائيل بتحمل المسؤولية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الطيراوي أمس الثلاثاء أن لجنة التحقيق توصلت إلى الشخص الذي نفذ الاغتيال، مضيفا "بقي لغز صغير فقط قد يحتاج إلى وقت لكشف بقية تفاصيل عملية الاغتيال".
ورفض الطيراوي إعطاء المزيد من المعلومات عن المشتبه به وعن سير التحقيق، لكنه قال "أؤكد أن إسرائيل تتحمل مسؤولية عملية الاغتيال".
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ11 لوفاة عرفات، وسبق أن تقدمت سهى عرفات -أرملة الراحل- بشكوى ضد مجهول، لكن الخبراء المكلفين من قبل القضاة الفرنسيين استبعدوا مرتين فرضية الاغتيال.
واعتبر خبراء روس أيضا أن وفاة عرفات كانت "موتا طبيعيا"، لكن معهد لوزان السويسري للتحاليل الإشعاعية كشف في تحقيق بثته قناة الجزيرة عن وجود بولونيوم مشع في رفات عرفات، وسط تقديرات تقول إنه مات مقتولا بهذه المادة السامة.
وكان الطيراوي قد صرح في مايو/أيار الماضي بأن الفرنسيين طالبوا الفلسطينيين بالتعهد بعدم الحكم بإعدام قاتل عرفات، وأضاف "هناك شيء ما لديهم ويريدون التغطية عليه، التقرير الأولي لوفاة عرفات الذي أصدرته فرنسا غير صحيح، كل المعطيات تشير إلى أن عرفات استشهد وأن هناك سرا ما يعرفه الفرنسيون ولا يريدون أن يفصحوا عنه".
وتوفي عرفات يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 بعد حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية لعدة أشهر.
مرثية ... ياسر عرفات
في حضرة الأحباب ووجع الغياب لرحيل الخالد ياسر عرفات نكتب إليك وعنك ...
نكتب إليك ....
بعد فراق مرير وتمر الأيام على ذكراك المعطرة بعبق الزيتون والبرتقال وترمي بظلالها عبر الزمن الطويل فالنغس قد أضناها وجع الغياب من ألم الفراق والرحيل ...
نكتب عنك ....
بأنك شعب لا يموت وأسطورة وطن تحرك عنفوان الثورة وأنت متربعا بعرينك من داخل الثابوت فأنت وحدك سيدي من هزم الموت الطبيعي وتمرد على قهر الظلم ومرارة الصمت والسكوت...
ياسر عرفات ...
اليوم في ذكرى رحيلك القصري نفف عاجزين نودع البسمة التى رسمتها بعيونك الحالمة لأطفال الوطن المنسي عبر حدود الزمن الممنوع.
اليوم يتوشح الوطن بثوبه الأسود القاتم حزناً ووجعا على الغياب وطول الرحيل
فجموع الفقراء والثكالى والمحرومين ينصبون خيمتهم ويعلنون الحداد والبكاء والعويل فقد ماتت بعدك قضيتنا وهويتنا واندثرت وحدتنا وأصبحنا ننظر بعيون الحزن والأمل عن واقع آخر يعود بنا لعهدك عبر الزمن الجميل ولكن واحسرتاه فليس هناك شيئا يعوضنا عنك ولو بأقل القليل فأنت وحدك كنت ومازالت الرقم الصعب بدون منازع أو منافس وبديل.
ياسر عرفات...
اليوم وفي حضرة الغياب أحدثك يا سيدي عن واقعنا وجلل المصاب فمن بعدك أصبح الوطن كئيبا لا يطاق بفعل الإحتلال والحروب والانقسام البغيض من فلسطين إلى سوريا وليبيا ومروراً بالعراق الجديد.
فالوطن الواحد لفلسطين العروبة الذي حلمت به دوماً انشطر إلى نصفين نصف يعني على ليلاه ونصف يحاكي نفسه ويتنهد ويصرح ويقول اه و اه و اه ....
اليوم يا سيدى ليس لدينا طعام وشراب ودواء وكهرباء وماء ونقضي ليلنا الأسود الحالك بالرحمة لروحك بدمع العين وطيب الدعاء لأن السماء بعطر سيرتك وطبب مسكها تفتح أبوابها وتتقبل النداء ...
ياسر عرفات ...
أتريدني أن أكمل حدبثي وأقص عليك سيرة شعبك من بعد الغياب وموت الأحباب أم أتوقف وأطلب من نساء الوطن النواح والعويل وعدم الإنجاب.
ولكن هنا أود أن أنقل لك البشرى وإن كان الألم والحرمان والضياع من بعدك
هو الهوية و العنوان. ..
أبشرك يا سيدي بأن أشبال وزهرات فلسطين توشحوا بكوفيتك وأعلنوا المضي في صرخة القدس بأهزوجة شهيدها مهند الحلبي ابن الأكرمين .
وأبشر محياك وجبين رسمك بأن جموع المناضلين و الفقراء والبسطاء سيبقوا لذكراك حافظين وعلى دربك سائرين.
فنم قرير العين سيدي وأستودعك بحفظ الله ورعايته رب الخلق وأرحم الراحمين.
الشهيد ياسر عرفات واعجازية ع القدس رايحين شهداء بالملايين
مضى على رحيل الشهيد المؤسس والرمز الفلسطيني والعالمي ياسر عرفات أحد عشر عاما مرت خلالها قضيتنا الوطنية الفلسطينية ومحيطها العربي والعالمي بالكثير من المتغيرات والتجاذبات الا انه ومن اللافت رسوخ وثبات حضور تلك الشخصية الملهمة في الشهيد ياسر عرفات والذي وان رحل جسدا بقي روحا ومنهجية نضالية ومدرسة وطنية تخرج عبر صفوفها الأجيال المتعاقبة فصورته وكوفيته وكلماته ما زالت مصدر الهام لكل الشعب الفلسطيني وسفيرة لنا في كل اصقاع الأرض.
ومن ابرز تلك الكلمات التي رددها شهيدنا الراحل ياسر عرفات "على القدس رايحين شهداء بالملايين" وكنت كغيري من ابناء شعبنا الفلسطيني وفي كل المحافل التي جمعتنا بشهيدنا الحي نردد هذه الكلمات الا اننا لم نكن نعي حينها ان ياسر عرفات يقدم لنا شيفرة الكفاح الوطني وكلمة السر في معركتنا الوطنية الفلسطينية وكانت اعجازية ياسر عرفات بعنونة المرحلة النضالية وتحديد بوصلتها وتجسيدها في القدس كعاصمة ابدية لشعبنا الفلسطيني، فكان آنذاك يعطينا تلك الاشارات بأن معركة القدس وتحريرها بحاجة الى الكل الفلسطيني والعربي موحدين بالعمل والكفاح الوطني من أجلها وان طريق القدس واضحة جلية لا يسلكها الا من حمل روحه على كفيه وجاد بدمه على مذبح الحرية والاستقلال فالقدس والمسجد الأقصى المبارك يسرج في قناديلهما دماء زكية تدفقت وما زالت في سبيل تحريرها.
القدس وأيقونتها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة يقينا تكره الدموع وتعشق البذل والتفاني والتضحية. فكانت تلك الكلمات للشهيد الحي ترسيم وتوضيح للمرحلة، وتحديد خارطتها ويتضح جليا وبعد كل تلك الأعوام على رحيل الشهيد الحي ياسر عرفات ان الشعب الفلسطيني واجياله المتعاقبة التقطت وفهمت تلك الاشارات وعبرت عنها من خلال كل ذلك الفداء الذي يقدم دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وتعالي كل اصوات الشرفاء والمخلصين في سبيل وحدة أبناء شعبنا الفلسطيني ورفض كل تلك الانقسامات والأجندات المشبوهة التي تطل برأسها بين الحين والآخر على قضيتنا الوطنية. ونحن نحيي الذكرى الحادية عشرة لرحيل القائد المؤسس والرمز ياسر عرفات نجدد العهد له ان ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط بذرة من تراب القدس. وان كفاحنا الوطني مستمر في الطريق الذي رصفه الشهيد الخالد ياسر عرفات وارتقى لأجله شهيدا شهيدا شهيدا.
ياسر عرفات من الميلاد إلى الإستشهاد بقلم:د.حنا عيسى
ولد في القاهرة واسمه محمد ياسر عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة، ونسبه من جهة أمه يتفرع من عائلة الحسيني التي تعتبر من الأسر المقدسية الشهيرة التي برز بعض أفرادها في التاريخ الوطني الفلسطيني. قضى عرفات مراحل طفولته وسني شبابه الأولى في القاهرة. توفيت والدته زهوة عندما كان في الرابعة من عمره بسبب مرض الفشل الكلوي، أرسل بعدها مع أخيه فتحي إلى القدس حيث استقرا عند أقارب لهم في حارة المغاربة، ولكن سرعان ما تم إرساله إلى أقارب أبيه عائلة القدوة في غزة حيث مكث هناك حتى سن السادسة من عمره ، حيث عاد إلى القاهرة وتولت أخته أنعام تربيته فيها. وأنهى تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة، حيث اكتسب في تلك الفترة لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته. في سني صباه وشبابه تردد على بعض المنفيين الفلسطينيين، وأصبح مقرباً من أوساط المفتي أمين الحسيني الذي كان منفياً في القاهرة، كما تعرف في تلك الفترة على عبد القادر الحسيني.
في سن السابعة عشرة قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حاليا ً)، فدرس الهندسة المدنية،. بعد استشهاد عبد القادر الحسيني في أبريل من عام 1948 في معركة القسطل ترك الدراسة وتطوع في إحدى فرق الإخوان المسلمون التي حاربت في غزة. وبعد دخول القوات المصرية إلى فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل تم حل المجموعات المسلحة للإخوان فعاد محبطاً إلى مصر حيث واصل دراسته في الهندسة، كما واصل نشاطه السياسي، فانتخب في عام 1952 مع صلاح خلف (أبو إياد) لرئاسة اتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة. في حرب 1956 تجند لفترة قصيرة في الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب، وبعد تسريحه هاجر إلى الكويت حيث عمل هناك كمهندس، وبدأ في مزاولة بعض الأعمال التجارية.
تأسيس حركة فتح
في الكويت أتى له ولبعض المغتربين الفلسطينيين بعد دراسة الحال التي وصلت إليها القضية الفلسطينية إلى تأسيس حركة تحرر وطني فلسطيني جديدة، وحيث قام في 10 أكتوبر 1959 مع خليل الوزير وصلاح خلف وخالد الحسن وفاروق القدومي بتأسيس حركة سميت بحركة فتح وهي اختصار لكلمات حركة تحرير فلسطين. وفي البداية اعتمدت الحركة في تمويلها على مقتطعات من رواتب المغتربين الفلسطينيين، وفي هذه الأثناء في عام 1964 أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أحمد الشقيري.
كما بعث الشهيد أبو عمار روح الكفاح والمقاومة والاعتماد على الذات بين صفوف الشعب الفلسطيني، فمن شعب مشرد في المنافي يستجدي رغيفه من الوكالات الدولية تحول إلى شعب محارب يأخذ مصيره على عاتقه، وكان لهذه السياسة تأثير كبير على وعي الشعب الفلسطيني وعلى تشكيل هويته الوطنية.
وفي 1 يناير 1965 بدأت العمليات المسلحة لحركة فتح، حيث تمت محاولة تفجير نفق عيلبون. وبعد ذلك سرعان ما إندلعت حرب 1967 التي كان لنتائجها تأثير كبير على الثورة الفلسطينية بعد الهزيمة المرة التي أدت في المحصلة إلى احتلال إسرائيل لرقعة واسعة من الأراضي العربية ومن ضمنها القدس وباقي الضفة الغربية وقطاع غزة.
بعد الصعوبة التي واجهتها حركة فتح في فتح مقاومة من الأراضي المحتلة، بدأت الحركة بتأسيس قواعدها على خطوط التماس المواجهة للضفة الغربية بموافقة الأردن، فأقام الأخ أبو عمار معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة في منطقة غور الأردن. وفي عام 1968 حاول الجيش الإسرائيلي العبور وإجتياز الأراضي الأردنية وتحطيم مراكز المقاومة التي كانت آخذة في التشكل، وعندما أعلم قبيل ذلك بنية الجيش الإسرائيلي توجيه ضربة لقواته رفض الانسحاب وأمر قواته بالبقاء على الرغم من انسحاب بعض التنظيمات الفلسطينية، فتصدت قواته التي كانت مدعومة من مدفعية القوات الأردنية للقوات الإسرائيلية ودخلت معها في معركة شرسة عرفت باسم معركة الكرامة انتهت بإجبار القوات الإسرائيلية على الانسحاب تاركة ورائها العتاد والقتلى.
كانت معركة الكرامة قفزة كبيرة بالنسبة له على صعيد المقاومة، إذ أعلن عن انتصار المقاومة ومحو عار هزيمة 1967.
في 3 فبراير 1969 انتخب الأخ الشهيد ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح بذلك القائد الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية،التي كانت تضم عدة تنظيمات فلسطينية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى استشهاده. وبعد توليه المنصب أرسى عرفات تطبيق سياسة المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين، وفي هذا الإطار قامت حركة فتح بسلسلة من الأعمال المسلحة ضد أهداف إسرائيلية تهدف إلى تحريرالأرض وإقامة دولة فلسطينية مستقلة .
فترة لبنان
فيما بعد تم تأسيس قواعد مقاومة في بيروت والجنوب اللبناني ،وبدأ رجال منظمة التحرير بالفعل بشن عمليات مسلحة ضد إسرائيل، وكان تواجد المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان بمثابة الشوكة التي تقض مهجع إسرائيل.
اجتياح لبنان
في 6 يونيو 1982 بدأت القوات الإسرائيلية هجومها واجتياحها للبنان ، بغية القضاء على المقاومة الفلسطينية ، لكن تواصل القصف الإسرائيلي الذي لم يعرف له مثيل أجبر القيادة الفلسطينية على التفاوض للخروج نهائياً من لبنان، حيث أبرم اتفاق تخرج بموجبه المقاومة الفلسطينية تحت الحماية الدولية من لبنان، مع ضمان أمن العائلات الفلسطينية. حيث خرج آلاف المقاتلين عقب الإتفاق من لبنان إلى عدد من الدول العربية ،وتوجه ياسر عرفات إلى تونس.
اتفاقيات أوسلو
بعد الخروج من لبنان ،ركز ياسر عرفات جهوده على العمل السياسي ،الذي يبرع فيه.فكانت ذروة هذا العمل السياسي إعلان الاستقلال الفلسطيني من قبل المجلس الوطني الفلسطيني وإلقاء ياسر عرفات خطاب في 13 ديسمبرأمام الجمعية العامة في جنيف والتي نقلت مقرها إلى جنيف.
كذلك أطلق ياسر عرفات مبادرته للسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، والتي كان قد أقرها المجلس الوطني الفلسطيني ،والتي تعتمد إقامة دولة فلسطينية في الأراض التي احتلت 1967 تعيش جنبا إلى جنب ،مع دولة إسرائيل، ومن خلال هذه المبادرة ،حصلت المنظمة على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، واعترف بها كثير من المحافل الدولية، كدولة فلسطينية مستقلة من خلال إعلان الجزائر،على الرغم من أن ذلك كان على الورق. وبعد مؤتمر مدريد عام 1991 انخرطت إسرائيل ومنظمة التحري، في مفاوضات سرية،أسفرت عام 1993 عن الاعلان عن اتفاقيات أوسلو حيث قام ياسر عرفات، بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالاعتراف رسميا بإسرائيل ،في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين، في المقابل، اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
عرفات رئيس السلطة الفلسطينية
في اطار اتفاقيات أوسلو تم اقامة سلطة فلسطينية ،مرحلية مؤقتة ،لحين البدء ،في مفاوضات الحل النهائي ،والوصول لحل الدولة الفلسطينية على أراضي عام 1967.
بعد مباحاثات كامب ديفد وطابا بدأت الدوائر الامريكية وأوساط من الحكومة الإسرائيلية وبعض السياسيين الإسرائيليين بالقول أن ياسر عرفات لم يعد يعتد به بمعنى عدم جدوى التفاوض معه، في هذه الأثناء ازداد العنف والعنف المضاد وارتكبت عدة عمليات أسفرت عن مقتل كثير من الإسرائيليين وعلى الرغم من شجب عرفات واستنكاره الواضح لهذه الأعمال بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون الذي كان على عداء مرير مع ياسر عرفات ولا يثق به ويرفض مقابلته بتحميله مسؤولية مايحدث.في هذه الأجواء قامت إسرائيل بمنعه من مغادرة مقره في المقاطعة برام الله، وهكذا بدأت حالة من المناوشات التي يقتحم خلالها الجيش الإسرائيلي ويطلق النار هنا ويثقب الجدار هناك، .كذلك تعرض عرفات من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل لحملة لاقصائه عن السلطة أو إبعاده عن مركز القرار فيها.
وفي خضم هذا الحصار الإسرائيلي عليه تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2004، حيث قامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. وتم الإعلان الرسمي عن وفاة ياسر عرفات من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبة عرفات قبل وفاته.
عند اِسم الشهيد ياسر عرفات فل تخرس كل الألسن ........؟؟؟؟؟
بقلم: د.هشام صدقي ابويونس
نائب الأمين العام للشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام
دولة فلسطين - "انتم أول المدعوين على جنازتي" هذا ما قاله أبو عمار للرئيس كلينتون عندما عرض عليه دوله بدون القدس حيث قال له سيادة الرئيس يبدو انك تريد أن أُوقع على موتي ... أو انك أثقلت في المشروب ولم تنم جيداً ! فقالت له وزيرة خارجيته انتبه أنت تكلم رئيس أمريكا ... فقال لها قولي له هو ان ينتبه لأنه يكلم زعيم الشعب الفلسطيني.....هذا ياسر عرفات يا سادة.
يعتبره الفلسطينيون والعرب وأحرار العالم رمزًا شامخا للنضال الوطني والثورة العالمية. تماماً كما اعتبر الفرنسيون شارل ديغول رمز كفاحهم ، وكما اعتبر مواطنو جنوب إفريقيا نلسون مانديلا رمزاً لتحررهم، وكما اعتبر الهنود المهاتما غاندي رمزاً لمقاومتهم السلمية ثم استقلالهم. ونحن الفلسطينيين نعتبره تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا فمن يتجرءا علي والدة ويتطاول علية لا خير فيه مع الآخرين .
فليعلم الذي لا يعلم حقيقة هذا الرجل أن الشهيد الرمز الخالد فينا جميعاً خاض نضالاً وجهاداً لا يلين طوال أكثر من أربعون عاماً على مختلف الجبهات فعمرة النضالي فقط يقترب من العمر الحقيقي لرئيس اكبر دولة في العالم وغيرة ، كان مقاتلا على جبهة الأعداء من أجل تحرير فلسطين، وعلى جبهة الأصدقاء سار بين الأشواك متجنباً الألغام في ظل السياسات والمصالح العربية والإقليمية والعالمية المتناقضة، وبشكل كرس فيه الكيان الفلسطيني والاستقلالية من خلال فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية،عاش ثورة بساط الريح متنقلا بين العواصم والدول ومارس الكفاح المسلح والحرب طويلة الأمد، والدبلوماسية والعمل السياسي والإعلامي، وكرس في حركة فتح والثورة الفلسطينية فكر الوسطية والمرحلية والواقعية والرؤية الصائبة.
قيل فيه الكثير وسيقال، ولكن تبقى حقيقته الأساسية واضحة لأبناء شعبه وللعالم أجمع: فلقد ظل عرفات وفياً للثوابت التي آمن بها، وكان مرناً جدا في كل شيء إلا في تلك الثوابت.
هذا الرجل سار على نهجه أجيال يجب علينا جميعا أن نعلم بأننا لا نتحدث عن إنسان عادي فنحن نتكلم ونتحدث عن رمز من رموز النضال وقائد من القادة العظام , ورائد من رواد الفكر الثوري
فهناك نظرية في التاريخ تسمى نظرية البطل. وتعني أن الأحداث الكبرى في التاريخ من صنع أبطال وهبهم الله والطبيعة ما لم يهبه لغيرهم من البشر. فهم الذين غيروا مجرى التاريخ ووجهوه الوجهة التي أصبح عليها الآن أو سيصبحون عليها غدا. إنهم أفراد يسيرون والعٌظمة تسير في ركابهم وهي بادية على أفكارهم وأعمالهم وملامحهم، فما على الآخرين سوى الاقتداء بهم وجعل حراك التاريخ يعود إلى الشعوب صانعة الأحداث وقاهرة الجبابرة، أما الأفراد فهم خلاصة لهذه الشعوب في حركاتها وفي ثوراتها الزلزالية " فأبا عمار" أحدث زلزالا في عصر القيادة والعظماء..
ولذالك فعندما يذكر اسم أبو عمار علي الألسن أن تقف عن الكلام وإذا اضطرت للحديث عنه يجب ان تحضر مساحيق مطهرة للفم قبل النطق باِسم هذا الرمز لأنه مربوط مباشرة بفلسطين وقضيتها فهو عنوان الوطن وسيبقى عنوانا في الذاكرة نذكره دوماً ولا ننساه.
" في الذكري 11 لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات ": بقلم جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
قال فيه أبرز قادة العالم :" لقد عرفنا القضية الفلسطينية من كوفية ياسر عرفات أبو عمار رحمه الله؛ وها هي الذكري الحادية عشر لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار تأتي علينا وتدور عجلة الأيام بحلوها وُمِرها، في وقت تكالب به العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني، والعرب يتفرجون؛ وتحاول عصابة نتنياهو المجرمة بكل قوتها وبطشها إخماد هبة وانتفاضة المسجد الأقصى المبارك وسخرت لذلك كافة طاقاتها كسلطة احتلال وجاءت ومعها ِقّدها وْقّدِيدَها مسرعة كالبرق الخاطف لتصل بنا إلى الذاكرة الخالدة في قلوب كل أحرار وشرفاء العالم والمناضلين من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، إنها ذكري رحيل القائد الرمز الشهيد البطل ياسر عرفات أبو عمار، الذي رأى النور طفلاً في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1929م ورحل عن الدنيا في الحادي عشر من نوفمبر شهيدًا... شهيدًا... شهيدًا، رحل الرمز عنا كما تمني وقال:" اللهم يا رب أطعمني أن أكون شهيدًا من شهداء القدس الشريف. وفي نبذُة سريعة عن القائد الشهيد أبو عمار:" فاسمهُ الحقيقي:" محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، عرفه الناس مبكرا باسم محمد القدوة، واسمه الحركي "أبو عمار" ويُكنى به. نسبةٍ لجهاد صحابة النبي ومنهم آل ياسر؛ والذين كان يمر عليهم النبي صل الله عليه وسلم وهم يعذبون من كفار قريش بداية الدعوة الإسلامية ولا يستطيع عمل شيء لهم غير قوله:" صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"، ولقد انتخب رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1996 وقد ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيسها على يد أحمد الشقيري عام 1964، وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه في عام 1959. وتبني الكفاح المسلح وخاض بنفسه معركة عيلبون ضد الاحتلال الصهيوني وخاض العديد من العمليات الفدائية منذ نعومة أظفاره ضد العدو المحتل، ونادي بتحرير فلسطين من بحرها لنهرها من خلال الكفاح المسلح، وكرس حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره هو ابن معسكر الثورة، وهو الشهيد الذي غاب ليبقى فينا روحا تنشد الحياة
وحلم العودة والتحرير, هو نوار اللوز وغصن الزيتون ونبع الصمود الذي لا يجف له طرف
أبو عمار حبيب الشعب والشعب لا يموت نفتقدك اليوم في ظل الانقسام الأسود الذي مضي عليه 9 سنوات عجاف؛ نفتدك اليوم ثائراً ومناضلاً ورمزاً وانساناً ..فأنت الثائر الأول .. مفجر الثورة في نفق عيلبون في وقت التردي والهزيمة .. حيث زرعت في وجدان الشعب الفلسطيني ايماناً عميقاً بالحرية وحتمية راسخة بالانتصار .. فجرت في أعماقنا حب الوطن وأعدت للأمة كرامتها في معركة الكرامة الخالدة.. زمن الهزائم والانتكاسات. حاصروك، وما حاصروك لأنك كنت تصنع الأمل .. وتخرج بالثورة أكثر تأججاً في وقت يكاد فيه اليأس يسيطر على الأفئدة فمن كرامة العز الى الصمود الأسطوري في بيروت العظيمة .. حيث سطر جنودك بالدم القاني آيات من المجد والفخار على هام الزمان ,حاولوا أن ينهوك وما أنهوك .. فبحنكتك السياسية وعبقرتيك العسكرية .. قدت سفينة العز الى ميناء جديد للنضال حيث اقتربت من الوطن .. وسألوك إذ كنت تغادر بيروت الى أين ؟! فجاء صوتك مجلجلاً واثقاً الى القدس .. وما صدقوك .. ولكنك صدقتهم .. وإذ بك تعود الى أرض الوطن ، لوضع حجر الأساس للدولة الفلسطينية العتيدة.. فاوضوك.. فصمدت .. حاولوا أن يساوموك .. فأبيت .. كنت كالطود الشامخ .. متمترساً خلف الثوابت الفلسطينية .. متمسكاً بحق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف حاصروك ثانية .. وما حاصروك .. بل أنت حاصرتهم وكنت دوماً تردد " يا جبل ما يهزك ريح ونحن إذ نودعك .. نستذكر سجلاً تاريخياً من النضال الوطني .. قدته بقدرة عالية .. جمعت فيه كل التيارات السياسية من أجل صياغة الانتصار الفلسطيني نستذكر رمزاً وطنياً وثورياً وانسانياً عظيماً .. فلقد شغلت مساحات واسعة على امتداد قلوب أبناء شعبك الفلسطيني .. وأمتك العربية ..وكافة الأحرار في العالم وعدنا لك .. أن تبق في قلوبنا .. أيها القائد الخالد. وعهدنا لك .. أن نسير على خطاك ، حتى ترى نهاية النفق بعيون اخوتك ،، ورفاق دربك ،،
وقسمنا لك .. أن نحافظ على الإرث النضالي والوطني الذي تركته لنا حتى يرفع شبل أو زهرة علم فلسطين على أسوار القدس.. وكنائس القدس ،، ومساجد القدس .في ذكرى رحيلك الحادية عشرة يا أبو عمار تأتي ذكرى الفراغ والفراق في هذه الأيام ".
تجمعت في الزعيم العالمي ياسر عرفات شذرات الذهب النفيس من الزعامات العالمية وصانعي الوجه السياسي لهذه الكرة الأرضية, تمتع الرئيس الشهيد بخلال قلما تتوفر في زعيم؛ فقد كان الأب الروحي دلايلاما الشعب الفلسطيني, والثائر العالمي تشي جيفارا فلسطين وباعث كيانية الوطن من مؤامرات الطمس الدولية غاندي فلسطين, ومؤسس الدولة من بين فكي التنين هوشى منه فلسطين ومناهض العنصرية وكاسر القيد نيلسون مانديلا فلسطين, وماوسي تونج الوحدة والتماسك الوطني, ومناكف الامبريالية العالمية فيدل كاسترو فلسطين. تجلت سياسة الشهيد الراحل في التعامل الوطني داخل أبناء الشعب الفلسطيني بلم الشمل وتغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية الخاصة، وليس من شك يساور أحد أن إسرائيل تلطخت حتى أخمص قدميها بدماء الشهيد الراحل ياسر عرفات، وللحرية رجالها ولفلسطين الوطن والشعب فرسانها ... و لياسر عرفات القائد والثائر والإنسان حكاية تسمو على كل الجراح .. تلك الحكاية التي نظم فصولها في منبر التحدي على الأرض ... على مسرح التصدي للعدوان الغاشم ...فالشهيد القائد ياسر عرفات الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي قضى على مذبح الحرية لفلسطين النقاء والشرف والشموخ والإباء بل هو واحدا من جيش الشهداء الذين زكوا تراب الأرض بدمائهم الطاهرة -وألف سلام إلى روحك الطاهرة التي ارتقت لبارئها شهيدًا بإذن الله في ليلة القدر السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم، ولسان حالك يقول على القدس رايحين شهداء بالملايين؛ وقلبك ينادي العهد هو العهد والقسم هو القسم، ويردد: نشيد النصر وآيات العزة والسؤدد، يرونها بعيدة ونراها قريبة وإننا إن شاء الله لمنتصرون؛ وسيرفع شبل من اشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس- نمر قرير العين شهيدنا البطل لا نامت أعين الجبناء وشعبك على دربكم سائرون رحمكم الله في اعلي عليين في جنات النعيم والخزي والعار للاحتلال المجرم.
الهندي: الراحل "عرفات" واجه مؤامرة تصفية القضية بالانتفاضة
قال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، "إن انتفاضة القدس تمنح أتباع الشهيد القائد ياسر عرفات فرصة للسير على نهجه المتمسك بالثوابت والحقوق".
وأضاف الهندي في تصريح صحفي له اليوم بمناسبة الذكرى الحادية عشر لرحيل "أبو عمار"، "الشهيد الراحل رفض التفريط بالقدس في "كامب ديفيد 2"، وعاد إلى محبسه في رام الله وهو يعرف أنه سيحاصر داخلها، ولكنه قرر أن يقلب الطاولة على رأس المؤامرة والمتآمرين على القضية الفلسطينية".
وأشار الهندي إلى أن "الشهيد عرفات رحمه الله، أعطى التعليمات لكوادر حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى بتصعيد الانتفاضة عام 2000" .
وشدد القيادي بالجهاد على أن "الانتفاضة والمواجهة هي نهج الراحل الشهيد أبو عمار، وحركة فتح اليوم أمام فرصة قد لا تتكرر للتأكيد على الثوابت التي آمنت بها الحركة، ورفع لواء الكفاح المسلح الذي انطلقت لتحمله لتحرير فلسطين".
وتابع الهندي "الشهيد ياسر عرفات أسس حركة تحرر وطني رائدة، تقف اليوم بعد 11 سنة على غيابه، تقف أمام مفترق طرق تاريخي وهي تواجه تحديات ذوبانها في السلطة التي ضلت الطريق وفقدت مبرر وجودها بعد أن تم تأبين مشروع حل الدولتين التي جاءت به إلى مثواه الأخير غير مأسوفاً عليه!!"، موضحاً بأن السبيل أمام حركة فتح لمواجهة هذه التحديات هو سلوك نهج الشهيد عرفات الذي واجه المؤامرة بالانتفاضة.
ودعا شباب وكوادر التنظيم في الضفة الغربية إلى المشاركة الواسعة في الانتفاضة، وقال: "إن المشاركة القوية لشباب وكوادر فتح في الانتفاضة هو الضمانة الأكيدة لنجد هذه الحركة تتقدم الصفوف كما كانت في كل المراحل الصعبة".
وأضاف أن "قوة مشاركة شباب وكوادر وتنظيم حركة فتح في الانتفاضة هي أحد العوامل الأساسية لاستمرار وتصاعد الانتفاضة المباركة، وتحقيق أهدافها بتحرير الضفة الغربية والقدس وتفكيك المستوطنات وإنهاء مشروع التوسع العنصري".
ولفت إلى أن هذه الانتفاضة هي الشكل الشعبي للمقاومة وعلى من كان ينادي بالمقاومة الشعبية احتضان هذه الانتفاضة ودعمها.
وختم الدكتور محمد الهندي حديثه بالقول: إن حركة فتح اليوم مطالبة بتصدر الانتفاضة الشعبية وقيادة المشروع الوطني الفلسطيني وعنوانه التحرير وبالتالي مواجهة ورفض أي محاولة من أي طرف كان للتصدي لهذه الانتفاضة ومحاولة احتوائها أو إجهاضها والتأمر عليها، مشدداً على أن هذا هو طريق الشهيد القائد أبو عمار رحمه الله، وهو الضمان لاستمرار نهج فتح الأصيل كحركة مقاومة تقود الجماهير من أجل تحرير فلسطين .
الذكرى الحاديه عشر للشهيد ياسر عرفات
بقلم: دحسين ابو شنب
تابعت بأسف شديد التداول السلبي للذكرى الحاديه عشر لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات وسجلت بعض العناوين التي اوردتها وكاله سوا للانباء علي النحو التالتي وبالترتيب:
فتح تنتظر رد حماس علي مهرجان في ذكري عرفات بالكتيبه او السرايا
مجدلاوي: عدم رد حماس يعني الرفض ضمنيا لمهرجان عرفات
ابو شهلا: حماس منعت تنظيم مهرجان ذكرى عرفات بمكان مفتوح بغزة
حماس: فتح لم تجر اتصالات معنا لاقامة مهرجان ذكرى عرفات
رجب ابو سريه: عرفات ممنوع من دخول غزة
حازم ابو شنب: جمعه ياسر عرفات
الاغا: نرفض ذرائع حماس لمنع مهرجان يليق بذكري استشهاد عرفات
موفق مطر: لا تستأذنوا الوفاء لعرفات
وبالرغم من هذا التناول فقد عدت بالذاكرة الى بدايه المسيرة الوطنيه التي حمل لواءها ياسر عرفات وطاف بها البلاد والعباد ولم يستأذن احدا، وأطلق مع رفاقه الطليعه الرصاصه ولم يستأذن احدا واخترق الحدود واسلاكها الشائكة ولم يستأذن احدا وشكل طلائع قوات العاصفة ولم يسأذن احدا ولبس الكوفيه ولم يستأذن احدا وعلت الكوفيه جباه الرجال والنساء والفتيان والاطفال ولم يستأذن احدا وقاتل دعاة الاحتواء والالتفاف ومصادرة القرار الوطني المستقل ولم يستأذن احدا وأوجع العدو الصهيوني داخل البلاد وخارجها ولم يستأذن احدا وتنادت الجماهير العربية واصطفت تأييدا ومشاركة وتفاعلا ولم يستأذن احدا ونقل القضيه الفلسطينيه من اللجوء والحدود الى وطن وحريه واستقلال وعلم ودوله ولم يستأذن احدا..
ياسر عرفات في ذكراه الحاديه عشرة نستذكر هذا القائد الرمز يوم الثامن من مايو عام 1983 وهو يداعب المنشقين في البقاع ويدعوهم الى حضن الشرعيه ولم يستأذن احدا ويغادر بيروت في موكب جمع كل اللبنانيين ليصل الي مصر في الاسماعيليه والقاهرة وسط حشد رسمي جماهيري ولم يستأذن احدا وتصطف الجماهير باسمه مرحبه بالقائد الذي علم العدو الصهيوني درسا لا ينساه ولم يستأذن احدا وعاد الى نهر البارد والبداوي في 3/11/1983 في مواجهة قوات الظلم والقهر العربيه المساندة للانشقاق والمنشقين وينتصر لاهله وابنائه دفاعا عن القرار الوطني المستقل ولم يستأذن احدا وقاد معركة الصمود والتحدي في مواجهه العدوان الصهيوني ولم يستأذن احدا..
ياسر عرفات يزرع في قلوبنا معاني الانتماء والكبرياء والتحدي والاصرار والاستمرار ولم يستأذن احدا اللهم انه كان في كل خطوة يستأذن الله مبتهلا متضرعا ان يلهمه الصواب ويمنحه القوة ليواصل مشوار العطاء والتضحيه والاستشهاد فقد كان رده القوي شهيدا شهيدا شهيدا
واليوم .. سيدي القائد الرمز لا تستأذن احدا ونحن نذكرك قائدا ورمزا ولا نحب لاهلنا ان يستأذنوا احدا واي احد سلطة كان او دعاه او فهلوة فقد اخطأ الجميع في دعواهم ودعواهم باطله لان ياسر عرفات لا يستأذن احدا .. معذرة ايها القائد الرمز انهم لا يعرفون ياسر عرفات ولا ابناء ياسر عرفات ولارفاق ياسر عرفات .. نقرأ الفاتحه علي روحك الطاهرة ايها القائد الرمز .. ياسر عرفات
في ذكرى رحيله الحادي عشر كم تفتقدك انتفاضة القدس يا أبا عمّار
بقلم معن بشور
حين كنا، المناضل البريطاني صديق فلسطين والقضايا العادلة جورج غالاواي وأنا، نقف بين الجموع المحتشدة، من فلسطينيين وعرب واجانب حول مستشفى «برسي» العسكري الفرنسي، لنتابع بقلق شديد المعلومات عن صحة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وقد دخل غيبوبة بعد نقله إلى باريس من مقره في المقاطعة في رام الله، في مثل هذه الأيام قبل 11 عاماً، سألت مناضلاً فلسطينياً لازم الرئيس أبو عمار خلال حصاره الطويل في المقاطعة بعد الاجتياح الصهيوني الثاني للمدن الفلسطينية عام 2002: لماذا تصرّ على أن أبا عمار تعرّض «للسم» القاتل، أجابني ذلك المناضل بالرواية التالية:
حين كنا في المقاطعة بعد انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) كان الصهاينة يطاردون مجاهداً من حركة حماس اتهموه بالوقوف وراء العديد من العمليات الاستشهادية آنذاك، ويطالبون السلطة الفلسطينية باعتقاله، بل كان الرئيس الأميركي نفسه يتصل بعرفات أكثر من مرّة في اليوم الواحد طالباً رأس ذلك المجاهد.
وفيما كنا مجتمعين مع أبي عمّار في أحدى قاعات المقاطعة، دخل علينا أحد ضباط الأمن معلناً بصوت عالٍ، لقد عرفنا المكان الذي يختبئ فيه فلان (أي المجاهد المطارد)، استدعى أبو عمّار الضابط مستفسراً بسرية بالغة عن المكان المقصود، وما أن خرج الضابط المذكور حتى استدعى القائد الفلسطيني أحد الضباط الذي يثق بهم كثيراً وأنفرد به قائلاً: اذهب بسرعة إلى ذلك المجاهد قبل أن تصل الدورية المكلّفة بإلقاء القبض عليه وأبلغه أن يغادر فوراً مخبأه.
وهكذا كان، وأفلت المجاهد المطارد من الاعتقال مرة أخرى، فيما كان أبو عمّار قد أوحى للحاضرين جميعاً، ومنهم مَن كان يعرف الرئيس الفلسطيني بعلاقته بالسفارة الأميركية، أنه كان جاداً في ملاحقة المجاهد المطلوب.
وختم المناضل المقرّب من عرفات قوله: أتعتقد أن شارون ومعه جورج بوش الابن سيسمحان لعرفات بالبقاء حيّاً وهو الذي يدعم بكل الوسائل انتفاضة شعبه ضد الاحتلال... وأضاف أن معلومات لديه تؤكّد أن الرئيس الأميركي (بوش) قد رفض طلباً من الرئيس الفرنسي آنذاك (شيراك) التوسط مع شارون لإعطائه اسم السم الذي زرعه عملائه في جسد أبي عمار لحقن هذا الجسد بالدواء المضاد له على غرار ما حصل لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عمان حين طعنه عميل للموساد طعنة سامة، فأصر الملك حسين يومها على معرفة نوع السم كشرط لإطلاق العميل مقابل إطلاق سراح مؤسس حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين أيضاً.
ويروي المفكر الفلسطيني منير شفيق أحد ابرز الفتحاويين المعارضين لنهج التسوية السياسية، لاسيّما بعد حرب تشرين 1973، وأشدّ المنتقدين لاتفاق أوسلو وسياسات القيادة الفلسطينية بعده، أنه حين زار غزّة بعد الحرب عليها عام 2012، سمع من المقاتلين كيف كان أبو عمّار يخزّن السلاح في غزّة ويوزعه على المقاتلين هناك، وأضاف شفيق في كلمة تأبينية له في «دار الندوة» لأحد مناضلي فتح الأسرى (الشهيد ميسرة ابو حمدية) الذي استشهد في نيسان 2013 إثر خروجه من السجن «أنه لو كان يعرف ماذا كان يفعل ياسر عرفات حينها لكان امتنع عن مواقف حادة اتخذها بحقه...».
وأذكر أيضاً في أحد أيام حزيران 1994 (بعد عام على اتفاقية أوسلو تقريباً)، وكنت عائداً من الخرطوم عبر مطار القاهرة، التقيت بالعقيد فتحي الذي كان أبرز مرافقي أبي عمّار، ثم قائد البحرية بعد العودة إلى فلسطين، وقلت لفتحي «ماذا فعلتم بنا نحن الذين ربطنا حياتنا بقضية فلسطين، لماذا تخليتم عن حلم أمّة بأسرها في اتفاقية أوسلو؟...». أجابني فتحي المقرّب جداً من أبي عمّار: أود أن أطلعك على سر أرجو أن يبقى بيننا، قلت له وما هو السر؟ أجاب بثقة: «منذ وصولنا إلى فلسطين، أبلغني أبو عمّار أن أبدأ بفتح معسكرات تدريب لأشبال الضفة وغزّة استعداداً لانتفاضة جديدة...».
اعتقدت أن كلام فتحي هو من قبيل تخفيف أثار صدمة أوسلو عليّ وعلى امثالي، حتى أطل يوم 28 أيلول/سبتمبر 2000، وخرجت انتفاضة الأقصى التي كانت وراء تحرير غزّة، وتفكيك مستوطناتها، كما كانت سببا في اغتيال ياسر عرفات بعد أن فشلت كل المحاولات في «ردعه» عن خيار الانتفاضة.
هذه الروايات والعديد غيرها، توضح كيف أن أبا عمّار حرص في كفاحه الطويل من أجل تحرير بلده على أن يوازن، وبدقة محسوبة، بين العمل الكفاحي الميداني المسلح والشعبي، وبين العمل السياسي والدبلوماسي، مدركاً أنه بدون المقاومة والانتفاضة لن يلتفت العدو ومعه العالم إلى شعب فلسطين، كما أنه بدون العمل السياسي والدبلوماسي من الصعب استثمار كفاح شعبه وتضحياته في تحقيق مكاسب ملموسة...
نستذكر هذه الوقائع اليوم، وشعب فلسطين ينتفض في كل أرض فلسطين، مبتكراً وسائل نضاله بالطعن والدهس وغيرهما مواجهاً بالسكين والحجارة ترسانة عدوه النووية... لنقول إن ما يحتاجه شباب فلسطين وشاباتها، والمرابطون في الأقصى والمرابطات اليوم هو احتضان شامل من القيادات والفصائل كافه عبر موازنة «عرفاتية» دقيقة بين الفعل المقاوم والعمل الدبلوماسي، فلا تكون الانتفاضة دون أفق سياسي، ولا يكون العمل السياسي بديلاً عن الفعل المقاوم...
أبو عمّار... كم يفتقدك شعبك هذه الأيام، بل كم يفتقدك شباب الانتفاضة البواسل والرائعون وهم يشقون الطريق إلى حرية وطنهم...
وهنا أذكر حوار جرى بيني وبين القائد الكبير ابو عمار إبّان حصار الصهاينة لبيروت عام 1982، لماذا يتهمك البعض بالمراوغة والمناورة؟ ضحك أبو عمّار وقال: «كيف تريدني أن أتعامل مع حكام يكذبون على شعبي كما يتنفسون، وهل أكشف أمامهم كل أوراقي، والله لن أفعلها وليقولوا ما يقولون... ثم هل راوغت يوما مع المناضلين الصادقين...».
ربما وقع ياسر عرفات احياناً في عدم الدقة في تقديره السياسي، لكنه لم يقع أبداً في «خطيئة» الاستسلام للعدو رغم كل ما أبداه من مناورات ومراوغات...
كان يعرف قيمة البندقية الفلسطينية التي كان ورفاقه في «فتح» هم الذين أعادوا إليها الاعتبار في 1/1/1965، لذلك كان يكلف أقرب المقرّبين إليه بتهريب السلاح حتى لحظة رحيله قائلاً: ارموا السلاح في شاطئ غزة فسيخرج الصيادون ليجمعوه ويسلموه الى شعبنا، لا فرق بين تنظيم وآخر، المهم ان تصل الى الشعب الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها