بقلم: أسيل الأخرس

بينما يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل في 20 من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أقرت فيه الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989، التي أكدت حقه في الحياة والرعاية الصحية والتغذية والتعليم، تواصل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال انتهاك الاتفاقية وحرمان أطفال فلسطين من أبسط حقوقهم المكفولة.

ومنذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، استشهد ما يزيد على 13.486 ألف طفل، بينهم 13.319 في القطاع، و167 في الضفة الغربية بما فيها القدس.

وفي الفترة ذاتها، اعتقل الاحتلال ما لا يقل عن 770 طفلاً من الضّفة، في حين لا تتوفر معطيات عن أعداد الأطفال المعتقلين من غزة، بحسب نادي الأسير.

وأضاف: أن "هناك مئة طفل رهن الاعتقال الإداري، بينهم طفل يبلغ من العمر 14 عاماً في سابقة، استنادا للمعطيات المتوفرة لدى المؤسسات"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحرم جميع عائلات الأطفال المعتقلين من زيارتهم منذ بدء الحرب، كما آلاف المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت نادي الأسير أن الأطفال المعتقلين يواجهون إلى جانب جريمة التعذيب والتجويع والجرائم الطبية كابوس انتشار مرض الجرب "السكايبوس" تحديدًا في قسم الأطفال في معتقل (مجدو)، موضحًا أن الاحتلال أعاد اعتقال تسعة من أصل 169 طفلاً، على الأقل أفرج عنهم ضمن صفقات التبادل التي تمت في شهر تشرين الثاني عام 2023.

وفي بيان لوزارة التربية والتعليم العالي، أشارت إلى ارتقاء أكثر من 11 ألف طالب من الأطفال في قطاع غزة، و81 من الضفة الغربية، منذ بدء الحرب.

وبينت أن 171 مدرسة حكومية في غزة تعرضت لأضرار بالغة، ودمرت أكثر من 77 بشكل كامل، وتعرضت 126 مدرسة حكومية، إضافة إلى 65 من مدارس وكالة الاونروا للقصف والتخريب، وأشار إلى أن 91 مدرسة في الضفة الغربية تعرضت للتخريب.

وأشارت وزارة التربية، إلى أن نحو 700 ألف طالب، ما زالوا محرومين من الذهاب إلى مدارسهم بسبب العدوان المستمر على القطاع.

وقال بيان لليونيسيف: إن الحرب في قطاع غزة تؤدي إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق.

وتفيد التقارير أن نحو 1.9 مليون شخص - حوالي 9 من كل 10 من سكان غزة - هُجّروا داخلياً، وأكثر من نصفهم أطفال، ولا يحصل هؤلاء على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء، وأن هناك أكثر من 600 ألف طفل محاصرون في رفح وحدها، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه. لقد دمرت منازلهم وتشتتت أسرهم.

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الأضرار والدمار أدت إلى شل خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء غزة، وسط نقص الإمدادات وانخفاض عدد الأسِرّة، إضافة إلى انتشار فيروس شلل الأطفال، وخاصة بالنسبة لآلاف الأطفال غير المحصنين، بعد أن ظل قطاع غزة خاليًا من مرض شلل الأطفال منذ 25 عامًا.

وأوضحت أن إمكانية الحصول على الأغذية شهدت تراجعاً شديداً، وإن الوفاة جوعاً خطر فعلي محدق للعديد من الأسر. وفي أواخر حزيران/يونيو 2024، وجد تقرير صادر عن مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي ‘أنَّ 96 بالمئة من السكان يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بما في ذلك زهاء نصف مليون شخص يعانون من أوضاع كارثية. ويظل هناك خطر شديد بمواجهة مجاعة طالما استمر النزاع وظلت إمكانية الوصول الإنساني مقيدة، مشيرةً إلى أن 39 مواطنًا استشهدوا جراء المجاعة، غالبيتهم من الأطفال.

وفي بيان صادر عن اليونيسف في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أورد أن مستشفى كمال عدوان في شمال غزة منطقة حرب محاصرة، وأن وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة تضررت، وهي آخر وحدة متبقية في الشمال، في هجمات عنيفة في الأيام الأخيرة.

وأضاف: إن "أي طفل حديث الولادة يكافح للحفاظ على أنفاسه من داخل حاضنة المستشفى عاجز تمامًا عن حماية نفسه ويعتمد كليًا على الرعاية الطبية والمعدات المتخصصة للبقاء على قيد الحياة، مشيرًا إلى أنه في قطاع غزة، يُقدر ما لا يقل عن 4000 رضيع انقطعوا عن رعاية الأطفال حديثي الولادة المنقذة للحياة في العام 2023 بسبب الهجمات المستمرة على المستشفيات التي تحاول بجد إبقاءهم على قيد الحياة، وبسبب انقطاع إمدادات الكهرباء ولأن القليل من الوقود الذي يتم تسليمه لمدّ المستشفيات بالطاقة غير كافٍ على الإطلاق. كان هذا مميتًا بشكل خاص في الأجزاء الشمالية من قطاع غزة.

وبين أن ثلاث من وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة - كلها في شمال غزة دمرت - وانخفض عدد الحاضنات المتاحة بنسبة 70% إلى حوالي 54% حاضنة في جميع أنحاء القطاع.

وأشار أن ما لا يقل 6000 طفل حديث الولادة يحتاجون إلى رعاية مركزة في قطاع غزة كل عام. ولكن العدد الحقيقي قد يكون أعلى، وكان يقدر عدد وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في قطاع غزة بـ8 وبإجمالي 178حاضنة.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 43,972 مواطنًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,008 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.