"(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥١﴾ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِأَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿٥٢﴾)" سورة المائدة.

الله أكبر يدافع بها المرابطون والمرابطات عن المسجد الأقصى ولهي من أفواههم أشد فتكاً بالعدو وأكثر رهبة في العدو ونكاية من الطائرات والجيوش والمسلحين الذين يكبرون الله على ذبح المسلمين والمسلمات خدمة للصهيونية وأمريكا وحلفائها.

إن أحذية المرابطين والمرابطات والحجارة التي يرمون بها العدو يزهقون بها باطل اليهود وهي الحجارة والأحذية الحقة التي يقذف بها باطل اليهود وجندهم وتزهق معها أحلام اليهود وحلفائهم.

وهي التي تؤلم وتؤرق هؤلاء الحكام الذين تخلوا عن فلسطين وخذلوها ووقفوا مع عدوها.

وإن إستعراضاً سريعاً لآيات القرآن الكريم للأيات من سورة المائدة ترسم المشهد منذ بداية القرن الماضي حتى اليوم والمستقبل.

في العام 1922 في وادي العقير إعترف بعض حكام العرب بوعد بلفور وإقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين فقال المندوب البريطاني بيرسي كوكس في المؤتمر أتدري ماذا يعني ذلك أنه يعني طرد شعب فلسطين وإسكان اليهود مكانهم، فضحك هذا الحاكم بصوت عال وقال "إن شعب فلسطين لا يحمي ملكي ولكن بريطانيا هي التي تحمي ملكي وأنا لا أغضبها".

لقد تواطأ بعض الحكام مع بريطانيا وأمريكا والصهيونية على التنازل عن فلسطين مقابل الحفاظ على كرسي ملك ليسوا له بأهل.

إن هؤلاء اليوم ماذا يرجو منهم شعب فلسطين إلا الخذلان والتآمر والتواطؤ مع العدو.

وهل يرجو منهم الأقصى نصرةً أو عوناً؟! فإي إرتواء من السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.

إنهم الذين يمارسون القتل وتدمير الأمة ومحاربة الدين بإسم الدين.. إنهم أبشع صورة في تاريخ هذه الأمة وأذلها وأحقرها، يكفي أن يخاطبهم السفير الأميركي بالصمت فيصمتوا أو الحديث فيتكلموا بما شاء لا بما شاءوا.

بعضهم أولياء بعض لن يقع في هذه الأرض إلا ما قرره القرآن الكريم، في صيغة الوصف الدائم، لا الحادث المفرد.... وإختيار الجملة الإسمية ليست مجرد تعبير، إنما هي إختيار مقصود للدلالة على الوصف الدائم الأصل. وهذا الحاق تنزيلي بالمرتبة لا الإيمان لأن الإيمان مراتب مختلفة من حيث الثواب والخلوص والكدورة والصفاء.

فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة"، والمسارعة فيهم أي في أهل الكتاب تعني الإنغماس فيهم والتعدية بصيغة الفعل وحرف الجر في ما يكشف عن أن هؤلاء مرضى القلوب ينغمسون في أهل الكتاب ويدخلون دخولاً كاملاً حيث يحتويهم ظرف واحد إذ هم كيان يألف بعضه بعضاً.

كما قال رأس المنافقين في عهد الرسول صلى الله علي وآله وسلم : "إني رجل أخاف الدوائر" إنها الكلمة التي لا تكون إلا من قلب مريض، يستقبل كل ضلال دون أن يغص به، أو يَزوَرّ عنه. فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين".

لقد خاطبنا الله بفعل الرجاء عسى لنقيم على رجاء وأمل في رحمة الله وفضله علينا فتظل قلوبنا شاخصة إلى الله ذاكرة له ترقب غيوث رحمته وفواضل نعمه....

وهي ليست للترجي كسائر الكلام وإنما مما سيقع قطعاً ... لأن شأن كل باطل وظلم أن يزهق يوماً ويظهر للملأ فضيحته وينقطع رجاء من توسل إلى أغراض باطله بوسائل صورتها الحق.

" وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " (الإسراء 81)،" بل نقذف بالحق على الباطل فيدفعه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون" (الأنبياء 18).

وسيأتي اليوم الذي يفصل فيه الله ويحكم فيه بيننا وبين أعداءنا بأمر من عنده أو يحقق ذلك بأيدينا كما ورد في القرآن الكريم: " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" (الإسراء 7)

وفي الصحيحين قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله فإنه من شجر يهود".

ونحن على وعد من الله قائم كلما إستمسكنا بعروة الله وحده وكلما أخلصنا الولاء لله وحده وكلما تحركنا في المعركة على هدى من الله وتوجيهه".