المجتمعون في مؤتمر فلسطين وأميركا اللاتينية في العاصمة البريطانية لندن يؤكدون ضرورة تقديم كل أنواع الدعم للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد المحتل الاسرائيلي من أجل نيل حقوقه المشروعة.

شكلت حرب غزة الأخيرة فرصة لتجدد فيها بلدان أميركا اللاتينية دعمها وتأييدها للصمود الفلسطيني ضد المحتل،لن تكتمل حريتنا في أميركا اللاتينية من دون حرية الفلسطينيين... هذا ما أكده المجتمعون في مؤتمر "فلسطين وأميركا اللاتينية في القرن الحادي والعشرين" الذي حضرته نخبة من رجال السياسة والكتاب وناشطي السلام من دول أميركا اللاتينية.

مدير مرصد الشرق الأوسط في بريطانيا داوود عبدالله قال "لقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة خاصة في أزمات الحروب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة لاحظنا تعاطف كبير في أوساط شعوب أميركا اللاتينية في الفترة الأخيرة لذلك نحن أردنا أن نبني على هذا أرضية مشتركة ونستغله لتعاون مستمر بين المنطقتين".

من تشي غيفار إلى كاستروا وصولاً إلى هوغو تشافيز، كانت عدالة القضية الفلسطينية شعاراً ثورياً ملازماً لنضالهم ضد الاستعمار والهيمنة الأجنبية. كما شكلت حرب غزة الأخيرة فرصة لتجدد فيها بلدان أميركا اللاتينية دعمها وتأييدها للصمود الفلسطيني ضد المحتل الاسرائيلي، وترجمت بعض دول أميركا اللاتينية موقفها باعتماد دبلوماسية، تمثلت بقطع العلاقات مع اسرائيل، وطرد سفرائها من أراضيها، واستدعاء سفراء تلك الدول من تل أبيب.

ويؤكد جورجي لويس غارسيا، سفير كوبا في بريطانيا أن "هناك جدل كبير في أميركا اللاتينية في مسألة مقاطعة البضائع الاسرائيلية". وأشار إلى أن "هذا الأمر تتخذه الحكومات لا الأفراد"، لافتاً إلى أن "هناك دولاً اتخذت اجراءات بهذا الخصوص، لكن من دون شك هذا الأمر يمكن دراسته في المستقبل".

أما السيناتور بيتر دايفيد مستشار حكومة غريندا في شؤون أميركا اللاتينية فقال بدوره أن "هناك مغالطات كبيرة حيث أنك إذا وقفت مع الفلسطينيين أنك معاد للسامية، لكن الحقيقة أن الوقوف مع الفلسطينيين لا يعني التقليل من حقوق الآخرين". 

بلاد لم تبخل يوماً بدعم فلسطين، فكانت من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، كما ساندت القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ولا سيما عند تصويت جميع دول أميركا اللاتينية عام 2012  لمصلحة الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في منظمة الأمم المتحدة.

يسعى المؤتمر إلى ترسيخ علاقة أكثر فاعلية مع الفلسطينيين لمواجهة الممارسات الاجرامية الإسرائيلية، فضلاً عن العمل لتنسيق الجهود مع الدول الأوروبية وأميركا للمساعدة في نيل الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.