تتجه الأنظار الى تاريخ 29 تشرين الثاني المقبل الذي بات محطة للانعطافات التاريخية, بعد نيل فلسطين اعتراف اكثر من 138 دولة في العالم عام 2012، وحصولها على عضو مراقب في الأمم المتحدة, فهذا الموعد في العام الحالي 2015 سيكون انطلاقة متجددة لحركة فتح, على قاعدة التحديات المصيرية للمشروع الوطني, ووحدة ارض دولة فلسطين, وما تم انجازه على طريق الحرية والاستقلال, انه يوم انطلاق المؤتمر السابع للحركة الذي سيعقد رغم محاولات المس بمكانة وهيبة, وقدرة الحركة على حمل الأمانة الوطنية, والوفاء بالعهد والقسم, الذي اداه كل مناضل فيها, بأن يعمل من اجل فلسطين ويبذل ما يستطيع لتحريرها, لذا ستبقى فتح وتستمر وتنتصر.
ترفض فتح الحل الاقتصادي بديلا عن الحل السياسي..ولن تقبل بالتنسيق مع دولة الاحتلال لتنظيم زيارات للقدس وداخل الخط الأخضر بالصيغة التي حددوها.. فإما ان نزور القدس ومدن فلسطين التاريخية وفق منهجنا في التواصل مع شعبنا هناك, ودعم صموده وفق رؤيتنا ومنهجنا واهدافنا نحن من هذا التواصل, والا فلن نتيح لدولة الاحتلال انتعاشا اقتصاديا, او فرصة لتمرير تسهيلات حركة المواطنين والحل الاقتصادي كبديل عن الحل السياسي, وللتعمية على مفاوضاتهم المباشرة مع حماس لانضاج مشروع هدنة مع دويلة حماس بغزة بمينائها !. ولاجهاض المشروع الوطني بقيام دولة فلسطينية في الضفة والقدس وقطاع غزة.
الوضع التفاوضي السياسي متوقف, لكن هذا خطير جدا, فالجمود في العملية السياسية سيؤدي إلى مضاعفات لا تقبلها حركة التحرر الوطنية الفلسطينية التي في عقيدة مناضليها أنهم يرفضون الجمود, فهم حركة, يشير سهمها دائما نحو فلسطين, والجمود والتوقف يعني نشوء أوضاع جديدة لا يقبلها وطني, ولا إسرائيلي عاقل, يؤمن بالسلام, فالنتائج ستكون مدمرة، مع المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة العربية, وطوفان التطرف والإرهاب الطائفي والمذهبي والعرقي الجارف.
يجب على إسرائيل التوقف عن الاستيطان، والافراج عن الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاق اوسلو, ودون ذلك لا فائدة من المفاوضات.أما المساعي الفرنسية فإنها لإنضاج مشروع في مجلس الأمن، سنواجهه بأهلا وسهلا إذا وجدنا فيه ما نريد وسنقبله, أما إذا كان عكس ذلك, وتضمن بند (يهودية دولة إسرائيل) فلا أهلا ولا سهلا كما أكد الرئيس القائد العام لحركة فتح والشعب الفلسطيني أبو مازن.
نريد قرارا فرنسيا أوروبيا من مجلس الأمن يتضمن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية, وزمنا محددا للمفاوضات وآخر لتنفيذ الانسحاب ويحدد تاريخ الجلاء النهائي عن ارض دولة فلسطين.
لن نتراجع عن حقنا في دعوة المحكمة الجنائية للتحقيق في جرائم حرب اسرائيلية ارتكبت على اراض دولة فلسطين.. وفي الوقت نفسه سنستمر بالمقاومة الشعبية السلمية, واعادة النظر بالاتفاقيات مع دولة الاحتلال ما لم تغير اساليبها وسياساتها العدوانية, فلهذا الشعب قيادة لا تخشى تهديدات يعلون, وباراك, او جنرالاتهم بالقتل والاغتيالات, ولا يهابون رهبة المعتقلات, وارهاب السجان, فمن اجل الوطن كانت حركتهم فتح, ومن اجل حرية الشعب الذي اعطاها الثقة بالعهد والقسم وبالثوابت متمسكون, ففتح هي الأقوى، وإن غدا لناظره قريب.
حركة فتح قائدة الكفاح الفلسطيني, والعمود الفقري للنضال الوطني على درب الحرية والاستقلال, ستبقى رائدة ورافعة للمشروع الوطني. حركة قوية صلبة, منحازة للوطن فقط, لا تنحاز لأحد شرقا او غربا.
الوفاء يتجسد بحماية شجرة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي زرع بذرتها قادة ومناضلون, الشهداء منهم, والذين مازالوا بيننا احياء.
يحظى شعبنا بتقدير واحترام العالم دول وشعوب وحكومات ومنظمات واحزاب العالم, لأن لحركة فتح رجال يعملون باخلاص ومصداقية من اجل تحرير وطنهم وحرية واستقلال شعبهم, يتميزون بعطاء لا محدود, وبعقلانية, وقدرة على الاقناع بعدالة قضية الشعب الفلسطيني.. يناضلون بلا كلل او ملل في كل الميادين التي يرتسم في افقها مشهد اسوار القدس ومآذن مساجدها وابراج كنائسها, وقد رفرف عليها علم فلسطين, عربية حرة ومدينة للسلام.