حازت شقيقتان توأمان فلسطينيتان على المرتبتين الأولى والثانية في الثانوية العامة في دولة الكويت وهما شيماء ومريم جودة، واستمتعت بمشاهدة رئيس لجنة اعلان النتائج وهو يتصل بهما لابلاغهما بالنبأ السار.. ورغم حملهما الجنسية الأميركية إلا أنهما عبرتا عن اصلهما الفلسطيني والعشق لفلسطين وشكرتا عائلتهما والكويت على ما انجزتاه من تفوق وهذه ليست حالة نادرة بل تتكرر كل سنة في دول كثيرة حيث توجد جاليات فلسطينية.
في الكويت كانت الجالية الفلسطينية قبل غزو الكويت من العراق هي الأكبر وكانت قوائم العشرة الاوائل تعج بأسماء الطلبة الفلسطينيين المتفوقين.. فالفلسطيني كان يعوض الوطن بالتفوق في الدراسة والعمل، كمجال لابراز طاقاته وقدرته على التميز.. لكن عندما يعود إلى وطنه يتم تحويله إلى إمعة وكسول لأننا أثبتنا عدم القدرة على إدارة أمورنا بشكل يتناسب مع مؤهلاتنا وكفاءاتنا وتجاربنا المتراكمة. فالتفوق الفردي يبقى حالة تميز فردية وليست جماعية، لأننا لا نعمل بروح الفريق بل بروح الفردية والأنانية في ديارنا. كنا نفاخر ببناء دول والنجاح في الغربة، وها نحن نلمس الفشل في ديارنا، فنحن منقسمون وغير قادرين حتى الان على اصلاح ذات البين، وتسيد جاهلنا عاقلنا والمبتدئ على الخبير، بل إن نظامنا التعليمي يتهاوى ويخرج أشباه متعلمين لأننا لم نعمد إلى نقل تجارب ناجحة بل ظللنا في مكانك در، كنا نصدر المدرسين والأطباء والمهندسين والكفاءات فصرنا بلا هذه الشريحة الطليعية، لأن تخصصاتنا الجامعية متشابهة دون ابداع وتطوير.
تحتاج مدارسنا وجامعاتنا إلى مناهج أكثر علمية وأكثر اقترابا من احتياجات المجتمع وسوق العمل، عمليا نحتاج إلى إطلاق الطاقات الفلسطينية على أرضها وليس بعيداً عنها. لماذا نتفوق في الغربة لمواجهة تحديات الحياة ولا نتفوق في الوطن لمواجهة تحديات الاحتلال؟