هل بدئ بترسيم حدود قطاع غزة مع اسرائيل؟! أم انه مجرد انتهاك خطير لحقوق وحرية المواطن الفلسطيني في السفر والتنقل بوطنه؟! نعتقد بصواب الاحتمال الأول، أما الآخر فهو الضاغط المثبت للأول، فانتهاك الحقوق الأساسية للانسان المواطن بات احدى أهم علامات حكم حماس منذ سيطرتها بالانقلاب العسكري على القطاع عام 2007، فسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة طلبت من المواطنين الحصول على موافقة مسبقة للمرور الى الضفة عبر حاجز بيت حانون ( ايرز) الاسرائيلي!! .. أما اذا كان تنسيقا امنيا من نوع آخر، فانه نتاج طبيعي لما سماها الدكتور محمود الزهار مفاوضات تنسيق حول قضايا انسانية جرت في طابق واحد ( الحيط - بالحيط ) من فندق واحد في القاهرة.. فما يحدث خطير جدا وعلى الفلسطينيين العد حتى الألف قبل الاستجابة لدعوات ليست بريئة ستجلب لهم المصائب وتكبدهم الخسائر، خاصة وأنهم يخوضون نضالا شعبيا ( مقاومة شعبية سلمية ) اصبحت برنامجا كفاحيا وطنيا وجزءا من استراتيجية المرحلة، لم تحجم حماس عن المشاركة في فعالياتها وحسب بل تعداها الى التشكيك بجدواها وطالبت بمقاومة مسلحة، وكأن اقرار رئيس مكتبها السياسي أمام الصحفيين بالاتفاق على هذا المنهج مع الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية مجرد رأي شخصي لمشعل لا يعبر عن موقف حركته، أو ان ما يقره ويوافق عليه مشعل أمام القيادة الفلسطينية والقيادات المصرية ويعلنه أمام الصحافيين مجرد (كلام ليل يمحوه النهار )!!
من سيقنع الجماهير الفلسطينية ان الذي وقع اتفاقية تهدئة مع اسرائيل وقبل بتثبيت تصنيف المقاومة المسلحة في خانة (الأعمال العدائية ) ضد اسرائيل هو نفسه الذي يضخ الدعوات صبحا ومساء لانتفاضة ثالثة ثأرا وتأييدا للأسرى؟!
كيف تستقيم دعوة حماس وآخرين معنيين، للثأر والانتقام ( الدم بالدم ) بعد استشهاد الأسير عرفات جرادات في معتقل مجدو مع قرارات قائد ما يسمى شرطة حماس بتوقيع ( ابو عبيدة الجراح ) بغزة لملاحقة مطلقي الصواريخ «لمقتضيات المصلحة العامة وحفاظا على سلامة وأمن المواطنين» !! مع دعوة بعض مسؤوليها وقادتها الى انتفاضة ثالثة واستخدام السلاح في الضفة؟! .. فهل يظن هؤلاء أن الاحتلال سيرش المواطنين بماء الورد؟! ام ان حماس معنية باستدراج ردود فعل اسرائيلية عسكرية مدمرة، لذا فان قادتها معنيون بانطلاق أعمال فلسطينية مسلحة من مناطق تحت سيطرة السلطة الفلسطينية لإضعاف وتفكيك اجهزة أمن السلطة القانونية الشرعية تمهيدا لبروز الجماعات المسلحة، وانتشار الفوضى تماما كما حدث في قطاع غزة، فتقدم حماس نفسها للجمهور الفلسطيني ولاسرائيل وللقوى الكبرى والدول المعنية كمنقذ للوضع والقادرة على الردع وتهدئة الأوضاع بالقوة كما فعلت في القطاع، آخذين بعين الاعتبار تقديم ذاتها بهذه الصورة كأسلوب غزل سياسي للحلول كبديل عن السلطة، ولتطبيق حل الدولة المؤقتة المرفوضة وطنيا !.
لو برر قادة حماس دعوتهم للانتفاضة في الضفة باعتبارها محتلة، فهذا طعن في صدر خطابهم القائل: تحرير فلسطين من البحر الى النهر، اذ يفترض اطلاق المقاومة ( والانتفاضة الثالثة ) لتحرير كامل أرض فلسطين من ( قطاع غزة ) المحرر !! لكن انى لهم فعل ذلك وقد وقعوا مع اسرائيل اتفاقية وقف كل الأعمال العدائية تجاه اسرائيل من قطاع غزة او عبر الحدود – لاحظوا مصطلح الحدودبضمانة ( الاخوان ) الرئاسة المصرية، أي أن امن اسرائيل من ناحية قطاع غزة مضمون من « اخوانهم « في الجماعة !! .. وهذا ما يفسر منع اسرائيل القيادي في الجهاد الاسلامي زياد النخالة من دخول القطاع !! فيما سمحت اسرائيل لرئيس سياسة حماس خالد مشعل من قبل؟!