في أعقاب عملية قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية على شارع 55 ضد مجموعة من المستعمرين، التي قتل فيها ثلاثة وأصيب ثمانية إسرائيليين، بعضهم إصابته خطيرة خرج العديد من أركان حكومة الائتلاف النازية بالعديد من التصريحات المتواترة والنازية الموتورة التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وبعد الاجتماع الأمني الذي عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمشاركة وزير الحرب، يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، ومسؤولين أمنيين آخرين مساء أمس الاثنين 6 كانون الثاني/يناير الحالي لتقييم الوضع الأمني، صادق على عدد من العمليات الهجومية والدفاعية في الضفة الفلسطينية.
وأفاد البيان الصادر عن مكتب رئيس الائتلاف الحاكم على ملاحقة المناضلين الفلسطينيين والقبض عليهم، وغيرها من الإجراءات والانتهاكات الإجرامية ضد أبناء شعبنا في الضفة. وقبل ذلك، صدر عن مكتب نتنياهو بيانًا مقتضبًا في أعقاب العملية مباشرة جاء فيه، إن سلطات الاستعمار "ستعثر على القتلة، وتحاسبهم هم وكل من ساعدهم. لن يفلت أحد من العقاب". وبالتناغم والتكامل مع موقف رئيس الوزراء، كتب وزير الإبادة كاتس على منصة "إكس"، إن تل أبيب "لن تسمح بأن يكون الواقع في "يهودا والسامرة" (الضفة الفلسطينية) كما كان عليه في قطاع غزة". وأضاف: أنه "من يتبع طريق حماس في غزة، ويرعى قتل اليهود وإيذائهم سيدفع ثمنًا باهظًا". وتجاهل وزير الحرب كليًا، أن الشعب الفلسطيني يناضل دفاعًا عن حقوقه الوطنية، ولا يتبع أحدًا هنا أو هناك، إنما يتبع حقه الشرعي في الدفاع عن حقوقه الوطنية، ولن يكون هناك أمن ولا استقرار لإسرائيل إلا بدفع استحقاقات السلام، وحصول الشعب على أهدافه الوطنية.

ولم يتوانى وزير المالية، سموتريش عن الإدلاء بدلوه، حيث دعا إلى ممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في نابلس وجنين، على غرار الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأميركية في قطاع غزة. وتابع قائلاً: إن "الفندق ونابلس وجنين يجب أن تكون مثل جباليا، حتى لا تصبح كفار سابا مثل كفار غزة". وعمق تصريحه بالتحريض على السلطة الوطنية بالقول: "من يثق بالسلطة الفلسطينية للحفاظ على سلامة مواطني إسرائيل يستيقظ على مقتل يهود". وتابع معتبرًا أن "الإرهاب في يهودا والسامرة، والإرهاب في غزة وإيران هو نفسه ويجب هزيمته". وفي ذات السياق، صرح وزير الأمن القومي النازي، إيتمار بن غفير إن "من يسعون إلى إنهاء الحرب في غزة سيحصلون على حرب جديدة في الضفة الغربية". وكذلك فعل وزير الطاقة/إيلي كوهين بقوله: إن "هذا الصباح صعب للغاية، وجنين ونابلس يجب أن تعاملا مثل الشجاعية وبيت حانون".
وهو ما يعكس جنون القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية كافة، وانفلاتها من كل قانون دولي وإنساني دولي، ولم تصغِ لصوت العقل، ولم تحاول مراجعة ذاتها وخيار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وإعادة النظر في إرهابها ووحشيتها، التي لم تجلب سوى المزيد من الموت والدمار والعنف والأرض المحروقة، ودفع المنطقة كلها إلى متاهات الفوضى والتبديد، وتضييع فرص السلام، وليس في حدود فلسطين التاريخية فقط.
وعلى مدار عقود الصراع الثمانية الماضية من الحروب والاقتحامات والاجتياحات وعمليات القتل على الهوية الفلسطينية، لم يستخلص الإسرائيليون الاستعماريون الدرس لمرة واحدة، وعندما حاولت بعض القيادات الإسرائيلية شق طريق السلام، تم اغتيالهم، كما إسحاق رابين، وكما حصل مع أيهود أولمرت، الذي اعتقلوه، لأن رئيسي وزراء إسرائيل الأسبقين حاولا ولوج طريق السلام.

وهذا ناتج عن رفض القيادات والنخب السياسية والعسكرية الإسرائيلية الصهيونية النازية خيار السلام، في ظل الرعاية والحماية والدعم غير المشروط من الإدارات الأميركية المتعاقبة، لأنهم يعتقدون أنهم طليقو اليد لارتكاب أبشع جرائم الإبادة والفظائع الدموية اللا إنسانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني لتحقيق هدف إقامة إسرائيل الكاملة على فلسطين التاريخية، وتصفية وإبادة وتطهير وطنهم الأصلي منهم. وهذا لن يتحقق، ولن تتمكن إسرائيل النازية ومن ورائها الولايات المتحدة من ذلك الهدف، والدليل الثابت والواضح وضوح الشمس، رغم الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في أرجاء دولة فلسطين المحتلة عمومًا وفي قطاع غزة لليوم 459 من الإبادة واستشهاد نحو 46 ألفًا، وجرح ما يزيد عن 109 ألف مواطن فلسطيني والتدمير الكلي لمحافظات القطاع الخمس، إلا أن أبناء شعبنا ما زالوا متمسكين بترابهم الوطني، ولم يتركوا وطنهم، ومصرون على تحقيق هدف الحرية والاستقلال وتقرير المصير تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد.
وعلى قيادات إسرائيل الموالية والمعارضة ومن خلفهم وأمامهم الإدارات الأميركية الحالية والقادمة، أن تعي جيدًا، أن الشعب الفلسطيني سيناضل بكل الوسائل المتاحة، والتي كفلها القانون الدولي، وفق برنامج منظمة التحرير من أجل الدفاع عن حقوقه الوطنية الكاملة، فلا الإبادة الجماعية بقيادة بايدن نجحت، ولن تنجح جهنم الرئيس ترمب في ثني الشعب عن مواصلة النضال المشروع لتحقيق الاستقلال وتقرير المصير والعودة لتراب وطنه فلسطين.