تابعت امس مؤتمرا عن القدس، نقلته قناة فلسطين مباشر، حيث عقد المؤتمر في قاعة فندق «ستي ان بالاس» في مدينة رام الله، وكانت ملاحظتي الاولى: انني لم أشاهد في المؤتمر حضورا لأي من الجهات الرسمية التي تعمل في اطارات العمل الرسمي الفلسطيني مثل دائرة القدس في منظمة التحرير او مستشارية الرئاسة المختصة بشؤون القدس، أو محافظة القدس أو وزارة شؤون القدس أو المؤتمر الشعبي للقدس أو غيرها.
والملاحظة الثانية: أن محاور هذا المؤتمر عن القدس الذي كان عنوانه "القدس عنوان الصمود والمقاومة" قيل فيها كلام مهم جدا، يصل الى حد الخطورة، سواء على صعيد مفاهيم العمل الفلسطيني في القدس ومن اجلها، أو حول المحطات التي تعرضت لها القدس بعد النكبة مباشرة أو في ظل الاحتلال الإسرائيلي للقدس وبقية الضفة الغربية وقطاع غزة منذ العام 1967, أو في ظل السلطة الوطنية منذ قيامها في عام 1994, مع الأخذ بعين الاعتبار ان القدس كانت لها خصوصية بأنها أبرز مراكز العمل السياسي الفلسطيني منذ الدولة العثمانية التي منحت القدس وضعا متميزا من خلال تمثيلها في مجلس المبعوثان "برلمان الإمبراطورية" واستمر هذا الوضع المميز حتى خلال فترة الاحتلال البريطاني, ثم تآكلت هذه الخصوصية للقدس في العهد الأردني ولكنها بحكم الاحتكاك اليومي مع الاحتلال الإسرائيلي استعادت مركزيتها، ونسعى الى ان تتضاعف مركزية القدس بصفتها عاصمة فلسطين تحت الاحتلال الآن وهي عنوان الاستقلال والنضال الفلسطيني.
كما تطرق المتحدثون الى بعض الاختلاط في المفاهيم السياسية مثل مفهوم الأسرلة في الخطاب السياسي الفلسطيني حيث الأسرلة بالنسبة للإسرائيليين لا تعني ان يصبح اهل القدس صهاينة يؤمنون بمبادئ الصهيونية، بل تعني انسياق أهل القدس في المشروع الاستعماري الإسرائيلي! ومن المهم ان نعي ذلك لكي نعرف ونواجه في الوقت نفسه هذا المشروع.
وان منع البناء بالقدس لا ينفذ بشكل عام، فهناك فيضان في تصاريح البناء في حي بيت حنينا مثلا، بينما سماسرة بيع الأراضي والبيوت معروفون للجميع! بل أكثر من ذلك فإن هناك عددا من مدراء المدارس في القدس وبعض أولياء الأمور متورطون في فرض المناهج الإسرائيلية على مدارس القدس.
هذا بعض ما قيل في محاور مؤتمر «القدس عنوان الصمود والمقاومة, وكنت اتمنى ان تكون احدى الهيئات الكثيرة الرسمية التي تعمل في القدس حاضرة على الاقل من اجل الشرح والتوضيح والرد اذا لزم الأمر.