حذر قادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من خطورة مخطط حماس واسرائيل، لفصل قطاع غزة عن باقي الأرض الفلسطينية وتثبيته ككيان مستقل .

وأكد القادة أن المخطط الذي تم تداوله عبر وسطاء دوليين ينسف المشروع الوطني ويقطع الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وهو ما تسعى اسرائيل لتحقيقه .

وشدد القادة في أحاديث لإذاعة موطني، اليوم الخميس، على مسعى حماس لطرح ذاتها - منذ تأسيسها – كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية  .

وبدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا :' إن خطة فصل قطاع غزة التي تفكر بها حماس تمثل خطراً كبيراً على المشروع الوطني وقيام دولة فلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس .

وكشف مهنا عن مصدر المعلومات قائلا:'  جاءتنا من ممثل الأمم المتحدة روبرت سيري والدبلوماسي السويسري، وتتمثل في هدنة لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، مقابل إنشاء مطار وميناء في غزة، وفتح العلاقات الخارجية عبر المطار والميناء لافتا إلى أن:' الهدنة المقترحة تشمل وقف كل الاعمال العسكرية فوق الأرض وتحتها' .

وقال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني، إن مصير قطاع غزة يقرره الكل الوطني والمؤسسات الرسمية الشرعية، مؤكدا أن غزة جزء من الوطن، وملايين المواطنين فيها جزء من الشعب الفلسطيني، وقيادة منظمة التحرير شرعية وهي قيادة واحدة تمثل كل الشعب الفلسطيني وتفاوض باسمه، إلا إذا اعتبرت حماس نفسها خارج هذا الإطار الوطني.

وأردف: بغض النظر عن مضمون الرسائل التي تتبادلها حماس مع اسرائيل، فإن ما يهمنا هو مبدأ التفاوض، مضيفا:' لكي لا يُفهم بأننا ضد رفع الحصار عن أهلنا بالقطاع وأننا ضد تشغيل الميناء والمطار، فإننا نؤكد على عدم انسياق حماس وراء أوهام ستؤدي لفصل قطاع غزة عن الضفة، وتغتال بذلك هدف دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس .

وأعرب عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد عوض، عن قلقه الشديد من المعلومات المتسربة عن خطة فصل قطاع غزة عن باقي الأرض الفلسطينية، وانشاء كيان مستقل بقوله:' المخطط سيقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة'.

ودعا العوض حماس لغلق الباب بوجه هذا المخطط، باعتباره منفذا لإسرائيل لاستغلاله لمصلحتها كدولة احتلال، مشيرا إلى حقيقة الاتصالات والرسائل مستشهدا بالوسطاء بين حماس واسرائيل مثل السفير السويسري السابق وطوني بلير وروبرت سيري.

وذكر أن المسألة الى اكثر من تحتاج نفي حماس وتتعداها الى خطوات عملية لقطع الطريق على هذا المخطط. الهادف لنسف المشروع الوطني برمته، وفصل قطاع غزة وتحويله الى كيان منفصل

من جانبه، قال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة :' لا يحق لحماس أو لأي تنظيم آخر عقد صفقات منفردة على حساب المشروع الوطني، لأن فصل قطاع غزة يعني الغاء فكرة دولة فلسطينية من الوجود، وتكريس الاحتلال الاسرائيلي في الأرض المحتلة كافة .

وحمّل شحادة حماس المسؤولية كاملة - حال صحة هذا المخطط – مشيراً إلى أن الاتصالات بين حماس والجانب الاسرائيلي ليس بالجديدة'.

وأردف:' الجديد هو أمر غاية في الخطورة، وخصوصاً التعامل مع قطاع غزة ككيان منفصل، مطالبا بالتعامل مع القضية على مستوى فلسطيني وطني شامل .

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود اسماعيل، علم القيادة بالاتصالات بين حماس واسرائيل لفصل قطاع غزة عن الضفة، ورأى فيه جزءً من مخطط شامل يهدف لتجزئة بلدان واقطار الأمة العربية، كالذي يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا.

وتابع اسماعيل :' يلبي هذا المخطط مصالح إسرائيل وحماس، فهذه الأخيرة طالما سعت إلى إقامة (إمارة إسلاموية) في القطاع'، متسائلاً عن :'مغزى الانقلاب الذي قامت به حماس في غزة عام 2007، وعن مغزى عدم استجابتها لدعوات انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، مؤكداً غرق  حماس في هذا المخطط،  وإصرارها على تنفيذه '..

كما حذر المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف من خطورة تفاوض حماس مع إسرائيل منفردة، متجاوزة الكل الوطني، وقال :' ليس مهماً كيف تمت المفاوضات، مباشرة أو غير مباشرة، او عبر وسطاء دوليين، فالأهم والأخطر بوجهين، الأول : 'انها جرت لهدف فصل قطاع غزة عن الضفة، وإنهاء هدف قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، والآخر أنها تمت من خلف ظهر قيادة منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وتحدى عساف حماس أن يكون قادتها قد اعلموا قادة الفصائل في غزة  عن اتصالاتهم حول هذا المخطط، لأنهم يدركون أن واحداً من هذه القوى لن يشاركها هذه المؤامرة الخطيرة على المشروع الوطني.

وأضاف:'  تدمر حماس بهذه الخطوة الخطيرة، تدمر ما كرسه شعبنا بوحدانية التمثيل الفلسطيني بالتضحيات، وحدانية استهدفتها اسرائيل وقوى اقليمية، سعياً لمصادرة القرار الوطني المستقل بهدف استخدام القضية الفلسطينية ورقة مساومة في سياق تعزيز أدوارهم الاقليمية .

وشدد عساف على النتائج الخطيرة المترتبة عن مفاوضات منفردة ومنفصلة بين كل فصيل ودولة الاحتلال -اسرائيل – محذرا من تصفية القضية الفلسطينية بهذا النهج .وانهاء حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه.

من جانبه، أكد أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن المشروع الوطني المستند إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، مع حق العودة للاجئين الفلسطينيين، هو مشروع واضح، وأن من يحاول الانتقاص من هذا المشروع والثوابت يرتكب جريمة وطنية لا يمكن السكوت عنها.

وقال:' لا يمكن لأي فصيل مهما كبر شأنه، أن يكون بديلاً عن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد، ولا يمكنه تجاوز الثوابت الوطنية الفلسطينية، مؤكداً أن أي خروج عن الاجماع الوطني الفلسطيني جريمة تساوق مع مخططات الاحتلال الاسرائيلي ومشاريعه التصفوية'.

وأردف أبو يوسف أن مخطط فصل القطاع عن الضفة هو مشروع قديم طالما سعت اسرائيل لتجسيمه، مؤكداً أن فصل القطاع يمثل نسفاً للمشروع الوطني وتفريطاً بالثوابت الوطنية.

ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان المخطط بالأمر الخطير، مطالباً وقف هذه الاتصالات، والتمسك بالتمثيل الموحد.

وأوضح أن ما ورد بوثيقة الوفاق الوطني يدل على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي المعنية بالمفاوضات بكل الشأن الفلسطيني، رافضاً فصل قطاع غزة عن الكل الفلسطيني.

وأضاف زيدان:' فشلت حماس في مسعاها ومحاولتها المنافسة على التمثيل الفلسطيني، لتكون البديل عن منظمة التحرير، وهذا ما نلمسه من خلال عزلتها، إضافة لانعدام مقومات نجاح مسعاها دولياً واقليميا'.

وأكد عدم نجاح حماس في أي من محاولاتها لاحتكار التمثيل، محذراً من خطورة دخول مضمار يستنزف الطاقات الوطنية  وداعياً لتوجيهها نحو الاحتلال.