أفيغدور ليبرمان، وزير خارجية اسرائيل، يواصل اعادة انتاج نهجه العنصري ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني اينما كانوا، داخل الخط الاخضر او في اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967 أم في الشتات. 
زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» ساهم اسهاما قويا مع ائتلاف حكومة نتنياهو المتطرف على رفع نسبة الحسم لعضوية الكنيست العشرين الى 3,25% حتى يحول دون وصول الاحزاب والكتل العربية لمنبر البرلمان. وهاجم بشكل متواصل اعضاء القوائم العربية بغض النظر عن خلفياتهم الفكرية او العقائدية او السياسية، فقط لانهم فلسطينيون وعرب.
الان وبعد ان استجابت الاحزاب والقوى السياسية العربية لنداء الجماهير الفلسطينية ومصالحهم الخاصة والعامة، وتمكنوا من تشكيل قائمة واحدة، متجاوزين كل الحسابات الصغيرة، عاد رئيس حزب الفساد ليبرمان اولا ليمارس التحريض العنصري البغيض؛ وثانيا لينادي بعدم السماح للقائمة العربية الموحدة للمشاركة بالانتخابات. 
رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف والعنصري بامتياز، الذي حلم للحظة قبل حل الكنيست وبعدها مباشرة بتبوء رئاسة الحكومة القادمة، ووضع نفسه على قدم المساواة مع الاقطاب الاسرائيلية كمنافس قوي على الموقع الحكومي الاول، بات يشعر بالافلاس في الميادين المختلفة: ان كان على مستوى الانتخابات القادمة؛ او بسبب اتساع دائرة الفضائح التي طالت اركان حزبه من اللصوص؛ ام نتيجة تمكن القوى العربية من تشكيل قائمة موحدة، واستشعار خطرها عليه وعلى أقرانه من اليمين المتطرف؛ وأخيرا الخشية من انهيار حزبه بشكل كلي، وخروجه من المسرح السياسي الاسرائيلي بعد تراجع شعبيتة في أوساط الناخبين الروس وانصار اليمين واليمين المتطرف عموما.
العنصرية متأصلة عند ليبرمان، ولم يأت بجديد بمناداته حرمان العرب من المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة. والرد الطبيعي من قبل الجماهير الفلسطينية العربية يكون كالتالي: اولا اندفاع كل المواطنين العرب الى صناديق الاقتراع دون تردد وبغض النظر عن اية ملاحظات على تشكيلة القائمة؛ ثانيا حث المواطنين الفلسطينيين، الذين يصوتون لحزب العمل والاحزاب الصهيونية المتطرفة (الليكود وحزب اسرائيل بيتنا ولبيد والبيت اليهودي) الى اعادة النظر في مواقفهم، والتصويت لصالح القائمة العربية؛ ثالثا دعوة القوى اليهودية الديمقراطية للتصويت للقائمة الموحدة لمحاصرة العنصرية البغيضة، التي تنتشر افقيا وعموديا داخل المجتمع الاسرائيلي. 
ليبرمان المافيوي جاء من لاتفيا مجبولا بالعنصرية ضد العرب، ومازال ينضح من مستنقعات الصهيونية الرجعية، لينشر الجريمة والارهاب المنظم ضد كل انصار السلام والديمقراطية الحقيقية يهودا وعربا. ورغم ادعائه مؤخرا بامتلاك وجهة نظر مغايرة لمواقفة المعادية للسلام، الا ان الحقائق الراسخة، التي تؤكدها تجربته الحزبية والسياسية، تكشف عن حجم الكراهية والحقد العنصري، الذي يختزنه ويبثه ضد انصار الحرية والسلام والتعايش داخل اسرائيل وحيثما كان وخاصة في اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 67. 
ليبرمان المتهالك، الذي اخذت شمسه تغرب، سيبقى يصرخ ويجار في كل واد ليؤكد حضوره في المشهد السياسي، لا يجد له منبرا سوى اجترار مقولاته العنصرية، المولدة لكل اشكال الكراهية والحقد في محاولة يائسة لاثبات الوجود، بعد ان أمسى يدرك انه وحزبه ايلين نحو الاندثار، وان القائمة العربية الموحدة باتت تحتل موقعه وموقع قرينه بينت. 
ليبرمان يتجه بسرعة الى الهاوية، والقائمة العربية باقية ومتنامية ومقررة في المشهد الاسرائيلي داخل الكنيست وخارجه. وبتشكلها تكون شكلت ودشنت مرحلة جديدة في مواجهة التحديات العنصرية الاسرائيلية.