الرد من قبل حزب الله على اغتيال عناصره وحلفائه من الحرس الثوري الايراني لم يتأخر كثيرا, فحزب الله كان في وضع حرج ان لم يرد ولم يستطع احتواء الضربة الاسرائيلية التي طالت نجل عماد مغنية أحد قادته الذي اغتيل في دمشق ولم يستطع حزب الله الانتقام له بسبب اختراق تجسسي اسرائيلي في قيادة وحدة العمليات الخاصة, فما حدث امس هو رد من حزب الله اراده محدودا وليس موسعا لأنه ان لم يرد فقد هيبته داخليا خاصة انه يواجه جماعات مسلحة على الحدود وداخل لبنان. في الجانب الآخر، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بعملية قصف عناصر حزب الله قرب القنيطرة اراد انجازا عسكريا بعد تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات لكنه ظن ان حزب الله المنهمك في الصراع السوري والعراقي واليمني وداخل لبنان حيث جبهة النصرة وداعش على حدود لبنان لن يستطيع الرد وسيفاخر نتنياهو انه أخرس حزب الله. حسابات نتنياهو تتناقض مع حسابات حزب الله وفي حالة التصعيد فان الأمور مرشحة للتدهور في كل المنطقة وسيكون الثمن باهظا على الجميع ونتنياهو ليس مستعدا للمواجهة الشاملة مع حزب الله ويترك الامر لحلفائه في المعارضة السورية المستأنسة من قبل اسرائيل لتتحرش بحزب الله ولبنان. وكذلك فان روسيا وايران لن تسمحا لحزب الله بالتصعيد, وسيضطر نتنياهو ان يطلب جهود واشنطن مع طهران لأن التصعيد لا يصب في مصلحة طرفي الصراع, فالطرفان مقيدان بحسابات اقليمية ودولية وداخلية تمنعهما الا من الاشتباك المحدود وقد حدث امس وانتهى.